الخرطوم- التحرير:
الصادق المهدي
حذر رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي من قيام حرب جديدة في المنطقة، أو زيادة الاضطرابات، التي ستكون ضحيتها نظم كثيرة، مشيراً في بيان أصدره اليوم (5 مايو 2018م) إلى لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي في المحطة الأميركية (CNN)، إذ شهد -في رأيه- كل من تابع اللقاء “كيف أن مذنباً يريد أن يصرف النظر عن ذنبه ليلفت النظر إلى ذنب غيره، من باب رمتني بدائها وانسلت”.
وأوضح المهدي “أن إسرائيل لم توقع على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وهي تملك أكثر من مئتي رأس نووي، وأنها في حربها على لبنان استخدمت سلاحاً نووياً تكتيكياً”، وأضاف: “أن المهزلة التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بهدف الكشف عن وجود عمل نووي إيراني سري خطة منسقة؛ لكي تبرر للرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق الذي أبرمته الدول الست مع إيران في 2015م”.
وحذر من “أن انسحاب إيران من الاتفاق، ستكون النتيجة أن تواصل نشاطها النووي”، وهذا “ما يمكن أن يتفاعل حتى يؤدي لحرب أخرى في منطقتنا. أو أن تستمر وتزداد المواجهات المسلحة بالوكالة في المنطقة ما سوف يؤدي لاضطرابات تكون ضحيتها نظم كثيرة في المنطقة”.
وأوضح المهدي أن النتيجة “أن دول المنطقة المقسمة أصلاً سوف تقسم مرة أخرى بعضها لثلاث دويلات وبعضها لخمس”، مستشهداً بقول الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في كتابة “نصر بلا حرب” عند احتدام الحرب العراقية الإيرانية: “إن هذه الحرب هي غاية المنى، وحبذا أن تستمر دون انتصار أحد طرفيها”، وهو الأمل ذاته “الذي عبر عنه بصورة أخرى كيسينجر في مذكراته”، مؤكداً “أن الحضارة الغربية لا يمكن أن تأمن المسلمين وخير لها أن يدمر بعضهم بعضاً”، ومشيراً إلى قول برنارد لويس قبيل أزمة السويس في عام 1956م: “إن الإسلام أعدى للغرب من الشيوعية”.
وقال رئيس حزب الأمة القومي: “إن الرئيس الأميركي لن ينجو من ملاحقة المؤسسات الأميركية والشعب الأميركي له. ولكنه هرباً من هذا المصير ربما زج بعالمنا كله إلى جحيم حرب (لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ)”.
وأوضح المهدي أن “هذه التدابير الشيطانية لا توقفها إلا ثلاثة أمور”، وقد لخصها في ممارسة وكالة الطاقة النووية واجبها الشرعي، وهو “أن مصلحة الشرق الأوسط والعالم الخلو من السلاح النووي، وأن على إسرائيل أن توقع على المعاهدة الدولية”، و”أن تعلن الدول الخمس الأخرى وهي روسيا، الصين، وألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، والاتحاد الأوربي دعمها لموقف الوكالة الدولية”، أما الأمر الثالث –في رأيه- ” أن تجتمع قمة عربية وتجمع على أمرين: الأول: تكليف مجلس حكماء إسلامي/ عربي لاقتراح ميثاق صلح بين أهل السنة والشيعة يضع حداً نهائياً لاحتراب استمر ساخناً وبارداً منذ صفين. والثاني: رفع غصن زيتون أخضر لتعايش سلمي عربي، إيراني، تركي؛ تعايش باستحقاقات أمنية محددة”، وحذر من أنه “ما لم يحدث هذا، فإننا إنما ننفذ بأيدينا مطالب من أهدروا دمنا”.