النوبي الوحيد الذي تنصر، وكُتب على شاهد قبره اسمه «صموئيل علي حسين»، وقد وضع عليه الصليب بعد وفاته، هو من قرية أبو هور بالنوبة المصرية، وظل علامة في التاريخ النوبي.
وقصته أنه هاجر من مصر، وعاش في الغرب، وظل يعمل عدة سنوات، إلى أن قرر العودة إلى بلاده، أملاً في أن يعيش معتمداً على ما كان يرسله إلى أهله من أموال، كان يظن أنها في مأمن، وأن أهله محتفظين بها إلى أن يعود، إلا أن الصدمة كانت شديدة، إذ اكتشف أنهم صرفوا جلها، ولم يبق له شيء ذو بال.
في لحظات فارقة تملكه الغضب، سأل أهله:«هل هذا ما يأمركم به الإسلام.. فوالله إني لتاركه»، ومنذ ذلك الحين اعتنق هذا النوبي المسيحية، وعاد من حيث أتي.
ومن أعماله بعد التنصير، أنه في عام 1905م ترجم الأناجيل الأربعة (متى ومرقص ولوقا ويوحنا) إلى اللغة النوبي، وتوفي في 8 مارس 1927م، وأُعيد جثمانه إلى النوبة، ودفن في أسوان (حيث موقع مستشفى الجرمانية الآن)، والواضح من الاسم المذكور على شاهد قبره «صموئيل على حسين»، أن والده وجده كانا مسلمين، وأنه تنصر، لأنه مكتوب «باكورة الراجعين» إلى المسيحية.