الخرطوم – التحرير:
وجدت التصريحات الأخيرة لنائب رئيس الحركة الشعبية ياسر سعيد عرمان، التي أقر فيها أن تحولات محلية وعالمية تستدعي الانتقال السلس من الكفاح المسلح إلى النضال السلمي، صدى واسعاً لدى كثير من المراقبين، خصوصاً أن الرجل كان من القادة السياسيين الذين خبروا دروب العمل الميداني والعسكري، وقد أجرت التحرير استطلاعاً حاولت فيه استنطاق الساسة والمهتمين حول تلك الخطوات التي تحدث عنها عرمان مؤخراً.
“الأمة القومي”: خطوة تلامس رغبة الشعب السوداني
محمد المهدي
رئيس المكتب السياسي بحزب الأمة القومي الدكتور محمد المهدي أشار في حديثه لـ(التحرير) إلى أن الحركة الشعبية شمال تشهد منذ مدة بعض التحولات في طرائق التفكير من قبل بعض القادة في الحركة، على رأسهم ياسر عرمان، وهي ترى أن الجلوس للعمل السلمي السياسي أكثر جدوى من العمل المسلح، الذي أصبح غير مرحب به عند الفاعلين في القضية السودانية، فضلا عن أن الشعب السوداني أصبح ميالاً للتغيير عبر العمل السياسي السلمي.
ولفت المهدي إلى أن أفكار عرمان التي طرحها مؤخراً هي أفكار قديمة في الحركة الشعبية، مبدياً ترحيب حزبه بدعوات النضال السلمي، مع كامل تقديره واحترامه لوجهة نظر من يرون غير ذلك.
وحول المبررات التي دفعت الحركة الشعبية بقيادة عقار إلى اتباع هذا التوجه الجديد، قال المهدي: “إن هذا التوجه وتلك الأفكار هي قديمة حتى أنها كانت قبل الانقسام الذي حدث بالحركة الشعبية شمال”، مرجحاً أن يكون الانقسام قد سرع بظهور تلك الافكار على السطح بتلك الصورة.
واستبعد المهدي أن يكون توجه الحركة الأخير معني به مخاطبة الفاعلين، والدخول في تسوية مضطربة مع النظام، وذلك بالنظر إلى التاريخ والواقع، فضلاً عن تمسك الحركة بنداء السودان، الذي بدأ يسرع من وتيرة الضغط على النظام؛ لإجباره على قبول التغيير بالصورة التي تحقق الأهداف المطلوبة.
الطيب زين العابدين: ضغوطات المجتمع الدولي أحد الأسباب
الطيب زين العابدين
المحلل السياسي البروفيسور الطيب زين العابدين قال: “إن خطوات عرمان تأتي من واقع عدة أسباب، أحدها يختص بالداخل، والمتمثل في انشقاق الحركة الشعبية ما بين مجموعة الحلو ومجموعة عقار، وهذا ما دفع عقار وعرمان إلى التفكير في مسارات أخرى، وقبلها كان عقار قد دعا إلى المشاركة في انتخابات 2020م.
ويشير زين العابدين في حديثه لـ(التحرير) إلى ما حدث الآن بجنوب السودان من اضطرابات وتأثيرها في الحركة، مما جعل قادتها يفكرون في أن استلام السلطة عبر القوة غير مجدٍ، فضلا عن الأسباب الخارجية التي ذكرها عرمان نفسه.
وأوضح زين العابدين أن مسألة الحريات أصبحت غير ذات أهمية لدى المجتمع الدولي، وعليه، فإنه بات يفكر بالقبول بحكومات الأمر الواقع، ووقف الأعمال المسلحة في دول العالم الثالث حتى لا تأتيه بلاجئين، واستشهد بالضغوطات التي يمارسها المجتمع الدولي على الحركات المسلحة دون حكومة السودان التي لم تشهد ضغوطات من الأسرة الدولية خلال الفترة الأخيرة، ويضيف بالقول: كل تلك الأسباب دفعت عرمان إلى اتخاذ خطوات تغلب خيار النضال السلمي على المسلح.
صديق يوسف: هل من صفقة بين الحكومة و”الشعبية”؟
صديق يوسف
اما عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف فقد أبان في حديثه لـ(التحرير) أن خطوة الحركة الشعبية الأخيرة تمثل خيارها الذي اختارته؛ لأن مجموعة عقار صرحت برغبتها في دخول الانتخابات المقبلة، لافتاً إلى أنهم في قوى الاجماع الوطني لديهم موقف واضح من الانتخابات حينما قاطعوا الانتخابات في2010م، و2015م، وأضاف قائلاً: وسنقاطعها في 2020م للأسباب نفسها المتمثلة في غياب الديمقراطية والحريات، وأكد يوسف أن أوضاع حقوق الإنسان والحريات تمضي من سيء إلى أسوأ بالبلاد، وأوضح أنهم غير قيمين على الأحزاب والقوى الأخرى.
وتساءل يوسف عن وضع عقار وعرمان عقب صدور أحكام عليهما بالإعدام لم تلغ حتى الآن، وتابع بالقول كيف سيرشحون أنفسهم؟ فهل في تصورهم أن ثمة صفقة عقدت بينهم والحكومة تعفيهم من تلك الأحكام.