لن يفلح عبدو مشتاق هذه المرة في تحقيق حلمه. لن يترقب رنين الهاتف الذي سيستدعيه لأداء القسم في حكومة مخرجات الحوار الوطني بعدما طارت الأحزاب بأرزاقها.
التشكيل الجديد لن يسع كل الحالمين قطعاً، – صحيح أن كلام مثل السودان يسع الجميع حديث لطيف ومريح، لكن الحكومة لا تسع الجميع، فأي مقعد يسع بلال وتراجي والحسن ومبارك وامين عمر وكمال وعمر وابوقردة.. الخ.
إن الدولة التي اختارت الشيخ ابراهيم السنوسي وغازي صلاح الدين في أيام هوجتها الأولى قبل عشرين عاماً، ثم عادت لتختارهما بعد غروب شمس الألفية، تمضي إلى الخلف بسرعة يحسدها عليها مهاجم المريخ بكري المدينة.
ما الغرابة إذن؟ فالدولة السودانية التي حاربت الحصار الأمريكي بحلقات المادحين، والحي قيوم، ومسابح المشايخ، ربما تنجح هذه المرة في علاج ضيق نفس الشعب، وإطعام البطون الجائعة بتوظيف ملائكة الرحمة: تراجي مصطفى وإشراقة ورجاء خليفة وتابيتا بطرس.
هل سمعتم الممثل الدرامي عبد الحكيم الطاهر، وهو يقول: “إن ايلا هو السياسي الوحيد الذي تساعده الملائكة لإعمار الارض؟”.
عشان خاطر الملايكة قصدنا دروب صعيبة شايكة، قلنا يهون مشيها.. شان خاطر الملايكة أو كما غني المرحوم هاشم مرغني !