* وحكاية من مآثر الراحل المقيم من كان في ذروه سموه الإنساني المغفور له بإذن الله محمد صالح إبراهيم نائب منطقة حلفا والسكوت والمحس في برلمان الديمقراطية الثالثة.
* كان يجاور المرحوم محمد صالح السكن في أمدرمان ضابط في الجيش، وحدث أن كلف بمهمة عسكرية خارج العاصمة تستغرق أياماً ولثقته المطلقة في جاره محمد صالح أوصاه برعاية أسرته في غيابه.
* وتصادف أن هاتفت زوجة الضابط تستنجد بمحمد صالح لوجود حرامي في بيتها، وأنها تمكنت مع أبنائها الصغار من التحصن في غرفه آمنة.. أسرع محمد صالح وبرفقة شلة من الشباب إلى بيت جاره، وتم القبض على الحرامي، الذي كان شاباً في مقتبل عمره.. وحين تهجم عليه الشباب الغاضبون، وحاولوا ضربه، منعهم محمد صالح بحزم وشدة من إيذائه، ومن ثم اخذه برفق انساني من يده إلى منزله، وطلب بإحضار ملابس نظيفة، وأكل ومشروبات باردة له، ومن ثم طلب من شلة الشباب الانصراف، وجلس يستجوب الحرامي على انفراد مدة طويلة.. ولدهشة الشباب وأفراد أسرته وأسرة الضابط والجيران الذين تجمعوا، وكانوا يتوقعون تسليم الشاب للشرطة تركه محمد صالح يذهب إلى حال سبيله.
* الذي حصل أن محمد صالح اتفق مع الشاب مراجعته في مكتبه برئاسة الإدارة المركزية في المقرن في صباح الغد.. أوفى الشاب بوعده، وذهب إلى محمد صالح الذي ساعده على الالتحاق بوظيفه عمالية بالإدارة المركزية كانت شاغرة تستوفيها شهادة إكمال المرحلة الأولية بنجاح، التي كان يحملها الشاب.
* تاب الشاب عن السرقة، وشجعه محمد صالح على مواصلة تعليمه، وبالفعل ثابر على التعليم، واجتهد حتي تخرج في جامعة القاهرة فرع الخرطوم، وترقى إلى درجة وظيفية مرموقة في الادارة المركزية .. وحكى لي أحد اقربائي ممن أثق في ذمته أنه حضر حفل زواج الشاب (الحرامي سابقاً) الذي اشتري بيتاً فاخراً في المسالمة بأمدرمان.
*أسوق هذه الحكاية بوصفها درساً في هذا الزمن الماحق الذي يستخدم فيه سلاح الشطة بإفراط…. يا هووي. يجب عند القبض علي الحرامي مراعاة ضبط النفس، وعدم إيذائه علي الأقل جسدياً مع الإسراع بتسليمه لأقرب جهة أمنيه مختصة …حرام استخدام سلاح الشطة، وأخذ القانون باليد، خصوصاً ونحن نعيش أعوام رمادة، وبعض الحراميه يضطرون إلى السرقة من أجل سد الرمق، والجوع كافر.
* يا هوووووي في مملكة الكيزان أشعر بتوجس شديد ..الأمن غير مستتب .. الله في..