عندما يعجز بلد عن إدارة موارده بشكل “احترافي”، وبالتالي الوقوع في شبكات الفقر والعجز وارد .. والعجز ليس من قلة الموارد، لكن من سوء إدارتها من قبل الأدمغة الفارغة التي تلف وتدور في فلك الفشل؛ لأنها اختارت أن تسرق البلد وتحولها للأهل والأقارب والمحاسيب بالسلطة الغاشمة .
وبالنظر إلى بلادنا يبدو أن الأمل في وجود أيدٍ طاهرة لكي تتسلم مفاصل الدولة، وتنظفها، وتعيد إلينا الأموال المنهوبة.
وعندما أطالع المشهد أرى نائبات ونواب برلمان، ومتحالفون مع الحكومة يكيلون لها الثناء والتبريكات، وأن ما يجرى ” كلو”بسببنا نحن المقصرين في الصلوات، ويجب علينا أن نفر إلى الطاعات، وهذا رمضان قد جاءكم فانتبهوا، واستغلوه لكي تتطهروا من ذنوبكم.
هل شاخت الدولة؟ هل كل هؤلاء التنفيذيين يلزموننا؟ من الذي تسبب في هذه الآلام والأحزان؟ لماذا لا يعترف بأخطائه ويعتزل؟ صعب عليه أم صعب على الحاشية التي تتقلب الآن في النعيم .
أعتقد أن التنفيذيين أنانيون، ولم يأخذوا من الإسلام إلا قشوراً، فهموها هم لمصلحتهم فقط.. لقد آن الأوان ليرحلوا، ومعهم أجهزتهم الاعلامية والدعائية، وسيشترى لهم الشعب جزيرة في قعر الكرة الأرضية حتى نسلم منهم، ومن بلاويهم.
قال لي حسن ود السرة ” الفيلسوف الذي يصدعني صباح مساء بنظرياته “حول الخروج من المنصب والهبوط الناعم للمسؤولين”، ولم تصح أي نظرية من نظرياته في حق التنفيذيين، بل هم أكثر تمسكاً وتشبتاً بالمناصب والاستوزار.
لقد يئست من ود السرة، وقررت أن أشوف لي فيلسوف تاني، وبالمرة أكُوّن حزباً، واتردف فى “الحوار الوطنى”، وفى كل ملف أهتف وأرفع أصبع الولاء والانتماء، وإذا ظهرت عليّ أعراض الثراء وانفتلت “نزاهتى” فلا تلوموني: الدنيا صعبة، وعايزين نعيش.
أنا أبوك يا عابدين.. ما بتجي مني.. ما بعملا ..