٢٥ مايو تاريخٌ معروفٌ لكل السودانيين، خصوصاً الكبار منهم. ربما أن الأجيال المتأخرة لا تعرف أنه التاريخ الذي نفّٙذ فيه جعفر نميري انقلاب مايو في عام ١٩٦٩م، حين أزاح حكومةً منتخبة ديموقراطياً، وعطّل الدستور، وحلّ الأحزاب السياسية والنقابات، وعطّل الصحف، ووضع قادة الأحزاب والزعماء وقادة المجتمع المدني في السجون.
وفيما بعد اصطدم بالأنصار وحلفائهم الذين قاوموا الانقلاب، وعدّوه شيوعياً. قتلهم في ود نوباوي، وفي الجزيرة أبا (مارس ١٩٧٠م) التي ضربها بالطيران، وقتل الإمام الهادي في الكُرمك على الحدود الإثيوبية.
لاحقاً، اختلف مع الشيوعيين، فقاموا بمحاولة انقلاب فاشلة ضده في يوليو ١٩٧١م، وسحقهم بعد ذلك، وأعدم قادتهم.
وتقلّب في تحالفاته غرباً وشرقاً، وحقق سلاماً قصيراً مع الجنوب باتفاقية أديس أبابا في عام ١٩٧٢م، وقد انهارت فيما بعد.
تصالح مع الإمام الصادق وحلفائه فترة محدودة ضمن تحالف عريض خرج منه الإمام الصادق، وبقيٙ حسن الترابي، وحقق بهذا البقاء تمدداً عريضاً أبقى جماعته أقوياء حتى تنفيذهم انقلابهم الخاص بهم في عام ١٩٨٩ بقيادة البشير.
أطيح بالنميري في انتفاضة شعبية في إبريل ١٩٨٥م.
لقد كان مايو نظاماً انقلابياً ودكتاتورياً جباراً، ولكنه كان نظاماً وطنياً، ولم يكن قٙبٙلياً، ولا جهوياً، ولم يكن فاسداً.
الإنقاذ نظامٌ إنقلابيٌ دكتاتوريٌ وجبار، وهو نظام غير وطني، وقبٙلي، وجهوي، وغارقٌ في الفساد حتي أذنيه..
ومع هذا أُزيح النميري بانتفاضة شعبية..
ولا يزال الإنقاذ يتفجفج !!! فتأمّٙـــــل !!!
(مقال قديم (متجدد) كتبته قبل عام وما يزال رطباً ندياً).