? الجمال إحساس بالحياة، والحياة هي لذة الفكر والفعل. ولذة الفكر والفعل تتحقق بالرضا والأمل وهما يتوافران لدى النفوس الواثقة فقط.
? الجمال يتعرض الآن للسرقة، والحياة تجتاحها موجات التشويه بفعل مقصود يبث التشكيك، ويستخدم منصات التواصل بخبث غريب.
ولأن الدين والمعتقد أهم مصادر الجمال، فإن موجات التشكيك والتشويه تنشط هناك، وما يحزن حقاً أن تستدرج الجهات الراغبة في سرقة الجمال وتشويه الحياة بعض أصحاب العلم، وشخصيات ذات تأثير بالغ في الرأي العام.
? وإذا كان المدخل لاستبدال القبح واليأس (أي الأدنى) بالجمال (وهو الخير كله) أن يتعمد بعضهم إضعاف السنة النبوية الفعلية بالتشكيك في رواية بعض الأحاديث، أو تضعيفها. كأن يقول بعضهم إن حديث النظافة من الإيمان حديث موضوع، وهو يعلم أن النظافة هي الإيمان كله، وأن النظافة هي الرسول فعلاً وقولاً.
لاحظ خبث المقصد بالتشكيك في ضعف الرواية، أو الادعاء بأن (النظافة من الإيمان) ليس حديثاً نبوياً، مع العلم بأنه يأتي في مقدمة السنة الفعلية للرسول، كما أن صحته كحديث تسنده أحاديث أخرى صحيحة مثل حديث السواك..(لولا المشقة على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة).
ثم حديث الصلوات الخمس (لو أن بباب احدكم نهرا يغتسل منه خمس مرات في اليوم هل يبقي من درنه شيء؟).
والجهات ذاتها التي تبث التشكيك في الاحاديث تطعن في كتب السنة الصحاح، وتكاد تعلن علي الملأ أن صحيح البخاري كتاب منتحل بالكامل؛ لتصل الي نسف أهم مصادر الحديث النبوي.. والخطورة هي أن نسقط اعتمادنا على أحاديث الرسول الكريم في عباداتنا ومعاملاتنا؛ لأننا نعتمد على صحيح البخاري، وهو ما يروجون بأنه منتحل (أي مؤلف ولم يقله الرسول)، وذلك يعني أن يختفي كل الجمال في عباداتنا ومعاملاتنا؛ لأننا ببساطة قبلنا أن ينسحب أثر الرسول قولاً وفعلاً من حياتنا.. فإذا اختفت سنة الرسول قولاً وفعلاً استجابة لخبثهم، واعتمدنا القرآن وحده مصدراً للعبادات والمعاملات سمحنا لهم بلوغ هدفهم الأكبر وهو نسف القرآن نفسه بالتشكيك في تدوينه بالطريقة ذاتها؛ لأن القرآن وصلنا على أكتاف السنة النبوية، والرسول هو من بلغنا القرآن ولا أحد غيره.
? استفزني جداً تعقيب أحدهم على إحدى منصات التواصل الاسفيري على حديث الرسول (أنا مدينة العلم وعلي بابها) بأنه حديث مكذوب، وان الشيعة هم من دسوه… قلت استفزني ذاك التعقيب كثيراً؛ لأنه يتخذ ذات المنحى الخبيث و الحديث تسند صحته الوقائع وسيرة سيدنا علي نفسه.. فكيف لا يكون سيدنا علي باب مدينة العلم، (ومدينة العلم الرسول)، وسيدنا علي نشأ في كنف الرسول، ورعايته ثم إنه أقرب وأحب أصحابه، وقد خصه بتزويجه ابنته السيدة فاطمة الزهراء أم الحسنين، وعلي كرم الله وجهه هو وأسرته المقصود بحديث الرسول (من أحب آل بيتي أحبني ومن أحبني أحبه الله) …لاحظ مدى الخبث في التشكيك في علم سيدنا علي، ومن ثم التشكيك في مدينة العلم نفسها ( الرسول الكريم)، فإذا قبلنا تشويه باب المدينة قبلنا تشويه المدينة نفسها.
? وموجة التشكيك تذهب في هذه الأيام المباركة إلى صلاة القيام (صلاة التراويح،) والخبث يستغل أنها نافلة نحتفي بها أكثر من الفريضة، لاحظ استخدام حقيقة أنها نافلة لم يحرص الرسول على صلاتها في جماعة لضرب جمال وحلاوة ولذة صلاة التراويح وسعادتنا بها، وقبلها التشكيك في موائد الرحمن وإفطار الصائمين على الطرقات..
? والمأساة الحقيقية ضعف فقه الدعوة، وتغافل الدعاة عن نصب المصدات التي تمنع الأفكار الخبيثة من التغلغل، والتي تهزم أولئك الذين يعملون ليل نهار لسرقة الجمال، وتشويه حياتنا بنشر التشكيك، وبث عقائدهم الشيطانية.