* وقفه للتذكير
** من ضمن الاشياء التي اصطحبتها معي في سفري للشمال رسالة بلدياتي وصديقي الدكتور محمد هاشم عثمان.. وفي مسافة السكه ما بين امدرمان / وادي حلفا اعدت قراءتها بسبق اصرار بتمعن واستغراق واستجليت تماما تفاصيل التفاصيل حول ما وضحت من حقائق ساطعات من بين السطور وما وراء السطور من دلالات وايحاءات وتهديد مبطن ووعيد لا يخفي.. وقناعه شخصيه قد يتفق معي الكثيرين من النوبيين من كونها رساله عقلانيه تتسم بالحكمه النوبيه الحضاريه المعهوده مع التذكير بمالات ومترتبات جرح او اثارة حفيظة الانا والكبرياء النوبي وانها رسالة نوبيه جليه لنظام الانقاذ معنونه لشخص رئيسه عمر البشير ..
* نعيد الرساله النوبيه للقصر الجمهوري مع سبق الاصرار لعل ساكنيه يدركون تفاصيلها علي ضوء التصريح الخائب لوزير الكهرباء معتز موسي حول اصرار الدوله علي بناء سدود الشمال(كجبار ..شريك..دال) ابتداءا من هذا العامز٢٠١٨.. انها صرخة نوبيه داويه (لا للسدود..لا لسد دال ولا لسد كجبار) مع القسم ان كل الابواب والخيارات امام النوبيين ستظل مفتوحه للدفاع عن ارضهم وعرضهم ولكل مقام مقال..
(( سيد حسن مراد))
*** خطاب مفتوح للقصر الجمهوري
الي السيد رئيس الجمهورية. ..عمر البشير. ..
من مواطن …نوبي…سوداني…..
** ((تأصيل قضية السدود النوبية ))
* أراك يا سعادة الرئيس منذ اصبحت قدرنا في الحكم أنك تتجه (للتأصيل)كلمة فهمناها أنها( مد حبال الواقع الي جذور في القران او في تاريخ الاسلام) ويا عجبا انك اتخذت من قوم حكمت عليهم بالاغراق..مستشارك الاول للتاصيل..البروفسير احمد الإمام، رحمه الله.
* اننا نريد ان نؤصل لقضية السدود علي منهج نحسبه الاقرب لفهمك والقسطاس الذي توزن به الامور ولعل كفة الحق ترجح عندك…ولا المساجد تغرق..ولا القبور تنبش..ولا الناس تهجر فكلما ذكرت كلمة السدود ينتاب النوبيون ما انتاب سيدنا يعقوب عندما قيل له أن أخا يوسف قد اعتقل فقال يعقوب: (واسفي على يوسف) .. ونحن كذلك عندما تأتينا أنباء بناء سدي كجبار ودال نقول (واسفا على حلفا)..
* سعادة الرئيس….
.. هل أتاك حديث المرأة النوبيه يوم التهجير من حلفا وقد اطلقت قطارات الحزن صفافيرها معلنة بالرحيل الحزين…اسرعت المرأة النوبيه الي بيتها وغلقت الابواب وقالت لهوام الأرض قصيه وحافظوا علي البيت تماما كما فعلت ام موسي عندما القت بولدها في اليم وقد اخذه فرعون (قالت لاخته قصيه)….
* يا سعادة الرئيس. ..
…ان النوبيين الذين ارغموا بالهجرة من بلادهم من غير ذنب اقترفوه يمنون انفسهم بالعودة الي بلادهم تماما كما فعل موسي عليه السلام (ايما الاجلين قضيت فلا عدوان علي) قضي موسي العشر ثم عاد الي وطنه اما نحن قضينا عشرا ثم عشرا وعشرا حتي تجاوز الخمسين عندئذ ابدلتمونا الهجرة بالهجرة والغرق بالغرق والبقاء بالفناء…
* كنا نحسب ان تاريخنا وارثنا سيشفع لنا فان لم تأتك انباء تاريخ النوبه فاسأل متحف (أشمولين) في جامعة اكسفورد كم زائر لجناح النوبة قد أتى..أو المتحف البريطاني كم باحث للتاريخ قد اهتدى..أو أسأل جارنا من (الشمال) كم من المال كسب…كل ذلك من تاريخنا وآثاراتنا .. وكنا ايضا نحسب ان وزراء النوبة والجند من حولك سيشفعون لنا.. ولكن يا سعادة الرئيس أبيت الا ان تزرع الحزن في قلوبنا وان تورث أولادنا الغم وأن تجلب لنفسك العار واللعنه….
* يا سعادة الرئيس…
… ان منهجنا في الرد علي أسلحة السدود لا يقوم علي( لا تثريب عليكم اليوم) ولا( أذهبوا وأنتم الطلقاء)تفعلون ما تشاءون في أرض النوبه ولا (نأوي الي الكهف) ابتغاء السلامة في البدن والدين بل سنخرج فرادي وجماعات..ثم نبتهل الي الله ان يجعل لعنة الله علي المعتدين الظالمين الذين جعلوا أرض النوبه (عضين).. سيقوم المعلم فينا ليدرس في الفصل (لا للسدود)ويقوم الامام فينا خطيبا(لا لسد كجبار ودال) والمحامي منا في المنصة قائلا(ان حق الانسان محفوظ في التنزيل)..
الان لنا في كل مجال أعلام ..وفي كل سماء نجوم…وفي كل بحر منارات .. ومنا الرجل الحكيم المذكور في التنزيل..فاستفي ابن كثير في تفسيره..من أي قرية كان لقمان الحكيم؟
.اننا لن نهزم اليوم من قلة في الكفاءات..ان نوبيي اليوم غير نوبيي عام 1964…الان قد قويت شوكتنا…وازدننا عددا وعدة…علما وقلما..الان نحن اقوى مناعة ضد السدود وان جرثومة السدود لا تقضي علينا بل تحفز اجهزتنا المناعيه فتقهر كل ميكروب معتد اثيم…..
ذكرى مؤلمة تتوارثها الأجيال
* يا سعادة الرئيس…..
… ما لي اراك تخاصم دعائم الفضيلة وجزر الإبداع وقري التاريخ…ووديان الأمل ..من وسوس لك ان في السدود ضياء وأن في الاغراق حياة وان بكاء الأطفال غناء.. إن كان ذلك من ( الوسواس الخناس) قرأنا لك (المعوذتين) أو أويناك ليلة مع الذاكرين في قبة إدريس ارباب.. أما الراجح عندنا ان الذين استشرتهم هم الذين يأكلون أموال الناس بالباطل ويملأون جيوبهم بافراغ الجروف من الناس..وآلام الناس عندهم أفراح…كما أن بكاء الناس عندهم طرب…
* يا سعادة الرئيس. …..
… خاطبناك في العلن ووصيناك في السر حتي جاء ذلك اليوم الذي سطرنا اعتراضنا علي السدود بدماء الشهداء ..ان بناء سدي كجبار ودال لا دراسات علمية تدعمه ولا إجماع شعبي يؤازره ولا ضرورة ملحة تبيحه.. ان النوبيين لن يقبلوا بالسد ولن يتركوا ديارهم وإن أتيتهم بجند الأرض زحفا وتراب الأرض تبرا أو كتبا سطرت بأشجار الأرض أقلاما وبماء البحر مدادا ما انتقص ذلك من أرادتهم وعزيمتهم نقيرا وما مالوا عن رأيهم وأرضهم فتيلا…
* يا سعادة الرئيس….
… لا تكن ك(ابراهيم عبود) اغرق أرض النوبه فأورثهم دار البوار واتبعته لعناتهم الي يوم الدين كفرعون الملعون في القرآن..بل كن كصاحب الحوت نجاه الله من الغرق واورد اهلة وعشيرته جنان دنيا والاخرة…..