🔅 قطار الإنقاذ يقترب من محطته الأخيرة إن لم يكن قد وصلها بالفعل، بعد أن تعددت الأعطال، وكاد الوقود أن ينفد، وسئم الركاب من كثرة الاعذار، وتردي الخدمات الأساسية.
وﻷن قطار الإنقاذ يمر هذه الأيام في وهاد وصحارٍ جافة، مع عجز واضح يصرح به من يتبادلون قيادته، وتذمر لا يخفيه طاقمه.
🔅 جملة من الأخطاء ارتكبها من يقودون القطار منذ البداية، عندما اضمروا وجهة القطار (شرقاً باتجاه الغرب)، ثم تعطيل مهمة المفتشين، مع السماح للصوص بالركوب على متن القطار، كلما توقف القطار في محطة جديدة، ثم التمادي في إضافة رسوم جديدة على المسافرين عند كل سندة أو محطة، مع حرمان الركاب من أبسط الخدمات.
🔅 والمؤسف حقاً أن سائق القطار يعرف ضعف طاقمه، وأن من تقع عليهم مسؤولية تأمين مسار القطار، وتوفير قطع الغيار والإسبيرات، والتعجيل بصيانة أي عطل يطرأ. سائق القطار يعلم أنهم لا يؤدون مهامهم؛ لأنهم يدركون غياب من يراقبهم ويحاسبهم على أخطائهم.
🔅 وقطار الإنقاذ الذي انطلق منذ عام 1989م، وقد كتبت عليه الشعارات الجاذبة التي تبشر المسافرين بالرخاء بتحقيق العدل، واعتماد الصدق والأمانة؛ لأن القطار المتجه شرقاً يعتمد علي منهج الإسلام، كأقوى وقود يساعده على الوصول إلى غاياته؛ مما جعل الركاب يتدافعون ويدفعون ثمن التذكرة، غير أن قطار الإنقاذ لم يكن كما ظن الركاب، أولا لاكتشافهم أن القطار بلا اتجاه، فهو لم يصل لا إلى الشرق ولا إلى الغرب، وإنما هو قد وصل الى محطة اختفى فيها المسار، وتقطعت القضبان.
فأصبح الركاب محاصرين بالجوع والعطش والحرمان من كل شيء..
🔅 والمحطة الأخيرة التي وصل إليها القطار المتهالك، تهدد الجميع بالهلاك لغياب الرغبة في إنفاذ الشعارات الأولى، بل وتبني خطوط سير متداخلة، والمرور بمحطات غريبة تزدحم باللصوص والمحتالين.