(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ*وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ)
صدق الله العظيم
إن ما كتب الكتاب عن سوء وفساد حكومة الإخوان المسلمين، بالغ ما بلغ من الدقة، والشمول، والوعي، والمتابعة، وبلاغة التعبير،لايقرب مما يكتب الإخوان الآن عن أنفسهم، بأفعالهم، وأقوالهم !!حتى أصبحت ممارساتهم الشنيعة، تفوق خيال كل متخيل، لمدى السوء الذي يمكن أن يصلوا اليه، وحتى تعب ناقدوهم من فضحهم، ولم يتعبوا هم من تكرار فضائحهم !!
الحكومة التي نعاها وزراؤها :
أول من نعى الحكومة، وأظهر عجزها الفاضح، السيد وزير الخارجية السابق، حين ذكر أن السفراء لم يصرفوا مرتباتهم لعدة أشهر، ومباني السفارات لم تدفع إيجاراتها !! وحين تم عزله، كان الغرض إرهاب بقية الوزراء، فصمتوا ولكنهم لم يستطيعوا الصمت !! فتحدث وزير النفط عن أن المخزون، لا يكفي أكثر من شهر واحد،وبشر الناس بأزمة لا حل لها !! مع أن إعلام السلطة، كان يتحدث عن عدد البواخر المحملة بالوقود، التي وصلت الميناء .. ثم تحدث السيد رئيس الوزراء، فأكد على عمق الأزمة، وقال أن المصفاة معطلة، والحكومة لا تملك حتى تكلفة اصلاحها !! ثم أعلن وزير النقل إفلاس الخطوط الجوية السودانية، وأنها مديونة في كل محطة خارجية !!
وأكتملت المأساة، بخطاب وزير المالية أمام البرلمان، والذي قال فيه ( بحثنا عن التمويل بالصاح والكذب وفشلنا) !! وقال ( مشاكل الاقتصاد لا حل لها وتكبر مثل كرة الثلج ) وفي إشارة الى الفساد قال ( نواب لم يجدوا أموالاً في الصرافات والمليارات مخزنة في المنازل) !! فأعجب لهؤلاء الوزراء الذين يعترفون بالفشلوبالكذب، ثم يقدم أي منهم استقالته، تحملاً لمسؤوليته في هذا الفشل، الذي أذاعه على الناس !!
والأزمة المالية، وإنعدام السيولة في البنوك، وتجمهر الناس حول الصرافات الفارغة، ومنعهم حقوقهم، ينذر بخطر ماحق، بدأت بوادره بضرب صراف في بنك، بواسطة عميل أراد صرف شيك بمبلغ 50 الف جنيه، ولما أخبره الصرافة أنهم لا يملكون أي سيولة في البنك، قام العميل الغاضب، بالإعتداء على الصراف حتى سالت دماؤه !! وليس الخطأ خطأ موظف البنك، وربما أعذر المواطن الغاضب، بأن أسرته تحتاج الى المال لأمر خطير، ولكن المسؤول الأساسي هو الاخوان المسلمون، الذين نهبوا أموال البلد، وأفقروه، وحين أفلس تماماً، لم يسهموا ببعض ما سرقوا في حل الأزمة !!
في هذه الظروف المتأزمة، ومع اعتراف الوزراء بالفشل، لم يستطع السيد الرئيس، أن يفعل أكثر من تكرار زياراته للمملكة العربية السعودية، ثلاثة مرات في شهر واحد !! يستجدي المساعدة، مهدراً لماء وجهه، وكرامة شعبه، وكانت الخلاصة حسب ما جاء في الاخبار ( تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد 458 طن مساعدات غذائية وطبية للسودان) !! وإذا كان الرئيس عاجز تماماً، عن توفير ما يدير دولاب الحكومة، فلماذا يترشح مرة أخرى للرئاسة ؟!
الإعتداء على أبناء دارفور:
لقد تكررت جرائم الإعتداء العنصرية على أبناء دارفور، في ظل حكومة الاخوان المسلمين .. وكان من أبرزها مؤخراً إعتقال عبد الله أبكر يعقوب، وهو من أبناء دارفور، ويحمل الجنسية الأمريكية،وتعذيبه بجهاز الأمن حتى الموت، ونهب أمواله .. ولقد استلمت السفارة الأمريكية جثمانه، ووعدت بأن تحيله للجهات الطبية، لمعرفة سبب الوفاة. وفي 2/6/2018م قامت مجموعة من رجال الأمن بمطار الخرطوم، بالاعتداء بالضرب والركل على المواطن بشارة حسن جميل .. وهو أيضاً من أبناء دارفور، ويحمل الجنسية الأمريكية. ولقد استطاع أن يسجل مشهد ضربه، وإهانته، وإهانة جوازه الأمريكي، وينشره للعالم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.ويظهر الشريط كيف أنه استجداهم، وأخبرهم بأنه خارج من عملية جراحية، فلم يزدهم ذلك إلا بطشاً به وضرباً في مكان العملية .. هذه جريمة بالاضافة لمخالفتها للقانون ولحقوق الإنسان، تنطوي على قدر كبير من عدم الرجولة، والخسة، والوضاعة، حيث يعتدي عدد على فرد واحد، وهم مسلحون وهو أعزل ومريض .. وحين اتصل بالسفارة الأمريكية، وجاءوا اليه في المطار، تم اعتقال المعتدين، وبدأ جهاز الأمن يعتذر، ويطلب منه أن يتنازل عن القضية، مع أصرار السفارة الأمريكية على التحقيق. إن الاخوان المسلمين شرذمة عديمة الخلق تخاف ولا تختشي .. ماذا لو كان هذا المواطن لايحمل إلا الجواز السوداني ؟!
لقد أصدرت المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً تقريراً بعنوان ( حكاوي شواهد القبور: قضايا التمييز ضد الطلاب السودانيين المنحدرين من اقليم دارفور بالجامعات السودانية) ولقد حوى التقرير تفاصيل الاعتداءات داخل الجامعات، والتي استهدفت أبناء دارفور على نطاق واسع، كما استعرض الاعتقالات، والتعذيب،والاغتيالات، التي قصدت أبناء دارفور بصورة ممنهجة ومدروسة.
لماذا تعادي حكومة الاخوان المسلمين أبناء دارفور ؟! وكيف ترفع شعارات الإسلام وهي تنطوي على هذه العنصرية المنتنة البغيضة ؟!
التضليل والنفاق والشعوذة والجرائم الأخلاقية :
حين أشتدت أزمة البنزين، بسبب فساد الحكومة، وسوء تخطيطها الاقتصادي، خطب الشيخ الكاروري في المصلين، معتبراً ما يحدث إبتلاء من الله !! وشبه الوضع بما حدث في غزوة الخندق، عندما حاصرت قريش وحلفاؤها من اليهود النبي صلى الله عليه وسلم،ومن معه من المؤمنين في المدينة .. وذكر أن العالم الآن يحاصر السودان لأنه يقيم الإسلام !! ولام الشيخ الوزراء الذين تحدثوا عن نضوب الموارد، وطلب منهم عدم الحديث لوسائل الإعلام !! كما طلب من المصلين إحياء شعيرة الاستسقاء، وقال إنها ليست في الماء فقط ويمكن أن تكون في المروقات أيضاً !! هذا الشيخ المضلل، يعلم فساد إخوانه في السلطة، وهو فساد لم تقل به المعارضة فحسب،بل تحدث به شيخه الترابي رحمه الله، وعدد من إخوان له، يحاولون الآن القفز من المركب قبل أن تغرق .. وهو يعلم أكثر من غيره، أن النظام لا يقيم الشريعة، ولايطبق الحدود، وأنه في أحسن أحواله يقيم شريعة ” مدغمسة”، كما وصفها السيد الرئيس نفسه، لا عبرة بها عند الله إلا وبالاً على أصحابها لأنها تضليل للناس.. فلماذا صمت عن كل هذا ؟! ولماذا لم يطالب الرئيس بالتنحي حين اعترف بأن أياديه ملطخة بدماء أبناء دارفور بغير حق ؟! أليست هذه هي الشريعة التي يعرفها ثم يزّاور الآن عنها ؟! وهل حقاً هناك شبه بين النبي الكريم واصحابه الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وعصابة الاخوان المسلمين، التي تحكم السودان أيها الشيخ الضلّيل ؟! ولم يرد في السيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم، أو أصحابه رضوان الله عليهم، صلوا صلاة الاستسقاء لغير المطر، وكانوا لصدقهم، إذا صلوا لم ينصرفوا حتى يهطل الغيث .. فهل يريد الشيخ الكاروري من المواطنين، أن يتركوا مواقعهم في صف البنزين، ليصلوا صلاة الاستسقاء، فيهطل عليهم البنزين من السماء؟!
وفي خطبة أخرى، أشاد فيها بالحكومة، وذهب يعدد انجازاتها فقال ( بعد ما كان في الخرطوم 144 خمارة أصبح في 5500 مئذنة ) !! وجوهر الدين لايتحقق بإزالة الخمارات، وبناء المساجد،وإنما بمعيشة الدين في مستوى حسن الخلق، في السلوك اليومي..وحين غاب الدين عن الحياة، في ظل حكومة الاخوان المسلمين،إستغلت المساجد نفسها للرذيلة، فنقلت الأخبار محاكمة الشيخ الإسلامي، ومعلم القرآن، الذي قام بإغتصاب عدد من تلاميذه، في القضارف، في داخل المسجد الذي يعلمهم فيه القرآن !! وهذا النوع من الشذوذ المرضي، والفساد المنكر، والإستهانة بحرمات الله، لم يحدث في السودان من قبل، حتى من الذين كانوا يرتادون الخمارات.
ومن الشعوذة والدجل، الندوة التي عقدها الطيب سيخة، ليشرح كيف توصل الى معرفة اليوم، الذي تحدث فيه ليلة القدر !! والطيب سيخة أخ مسلم مهووس، اشتهر بالعنف والإعتداء بالسيخ والعصي على الطلاب، حين كان طالباً في كلية الطب بجامعة الخرطوم، ثم في حكومة الإنقاذ أصبح والياً لأقليم دارفور، و أتهم بحرق داؤود يحى بولاد حتى الموت، ومارس فظائع القتل والتعذيب، حتى أضطر التنظيم الى ابعاده عن كل المناصب .. لقد قرر الطيب منذ البداية أن ( ليلة القدر تحدث في العشر الأواخر من ليالي رمضان وفي الليالي الآحادية منه أي 21،23، 25، 27، 29 كما أن معظم ليالي القدر تحدث في ليالي 27 أو 25 ) وكل هذه المعلومات وردت في الحديث النبوي الشريف، فإذا كان الطيب يؤمن بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم، فلما البحث بعد ذلك عن ميعاد ليلة القدر ومحاولة اثباته علمياً ؟! كيف حسب الطيب سيخة ليلة القدر؟! قال ( عن طريق وكالة ناسا برصد الشهب في العشر الخواتيم من رمضان وبتسجيل عدد مرات صياح الديكة يومياً وبتسجيل عدد مرات نهيق الحمير يومياً بحسب الحديث الذي ورد في صحيح البخاري ) !! كيف يسجل الطيب صياح الديكة ونهيق الحمير ؟! وهل يسجل للديكة في منطقة سكنه، أم في كل اطراف العاصمة، أم في الأقاليم أم خارج السودان ؟! وما هي فائدة معرفة يوم ليلة القدر، إذا كان الشخص ملطخ اليدين بدماء الأبرياء، وما زال موالياً للعصبة الغاشمة الفاسدة ؟!
وعن أبلغ مظاهر الشعوذة والخرافة جاء (وجه والي الخرطوم بفصل موظف يتبع لمحلية بحري بعد أن قام الموظف بالقفز أعلى الخروف (كرامة) صيانة جزئية لكبري النيل الازرق وكان الموظف قد قفز برجله اليسرى مما يعتبر أنه فأل سيئ حسب السيد الوالي) !! فهل رأى الناس مثل هذه الغثاثة ؟!
لقد أوصل الإخوان المسلمون، الحكومة السودانية الى الحضيض،الذي عاشوا فيه منذ نشأة فكرتهم الشيطانية، وبلغوا من الفساد،والتغول، والظلم، والتدهور، حداً لا ينفع معه مصالحة، أو إصلاح،أو حوار .. إنهم كالعضو الفاسد، إذا لم يستأصل سيفسد كل الجسد .. فإذا هب الشعب لمواجهتهم، فإن حميدتي وجنوده، لا قيمة لهم، بل سيكونون من الفارين إقرأوا إن شئتم ( وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ) !!