🔅 حتى كتابة هذه السطور يعتقد معظم الإسلاميين أنهم هم وحدهم من يصنع الثورات في السودان، ولا أحد غيرهم، ولهم تخريجاتهم الخاصة للأدلة التاريخية على ادعائهم ذلك الشرف الرفيع… فهم من صنع – في زعمهم- ثورة الحادي والعشرين من أكتوبر 1964م، وثورة السادس من إبريل 1985م.
🔅 ولعل أهم قناعاتهم أن الشعب السوداني يستجيب لمن يرفع شعار الدين، وليس أدل علي ذلك –في رأيهم- نجاح الثورة المهدية في توحيد الشعب السوداني بكل أعراقه ومكوناته المتباينة لصالح مقاومة المستعمر، وتأسيس دولة إسلامية .
وهذا التخريج أو الدليل يدحض قناعاتهم، ولا يدعمها، وإن اتفقنا معهم على أن الشعب السوداني سريع الاستجابة لمن يرفع شعاراً إسلامياً، ولكن هناك تبايناً واضحاً بين شعارات المهدية كثورة والإنقاذ كورطة.
فإذا كانت المهدية قد استطاعت بشعارها الإسلامي توحيد الأعراق وإذابتها تماماً فتحققت وحدة البلاد، فإن الشعار الإسلامي لأهل الإنقاذ قد أزكى روح القبلية والجهوية؛ مما أوجد الصراعات بين القبائل والإثنيات، حتى تطورت الشروخ النفسية لتصل بالجنوب إلى مرحلة الانفصال .
🔅 والإسلاميون يدعمون زعمهم بأنهم صناع الثورات بدليل آخر هو فشل كل القوى الوطنية والأحزاب السياسية المعارضة وعجزها الواضح على تحريك الشارع، أو خلق ثورة تقتلعهم من سدة الحكم.. فهم يتفوقون على غيرهم بدقة التخطيط، وقوة التنظيم، وتوظيف الفرص لصالحهم بما في ذلك استثمار الأزمات أو حتى صناعتها.
ولربما كان حديثهم عن دقة التخطيط، وممارسة المكر الخفي في توظيف الفرص واستثمار الازمات صحيحاً، فهم كما يبدو لمن يراجع تاريخهم السياسي والتنظيمي قد استعاروا دقة التنظيم من اليسار، واستثمار وتوظيف الفرص والإمساك بمفاصل الاقتصاد والاعلام كنهج مستلف من اليهود، وهو ما يمكنهم من إحكام السيطرة علي عقول البسطاء ومصادر دخولهم.