الخرطوم – التحرير:
الارتفاع في أسعار العلف والأدوية البيطرية وأجرة العمال أدى إلى الارتفاع في أسعار الألبان، ووصل سعر رطل اللبن إلى أكثر من 10 جنيهات في معظم أنحاء البلاد، في وقت ارتفع فيه سعر اللبن المجفف المستورد والمحلي؛ ما دفع المواطن إلى الشراء مكرهاً (شأن عيون أطفالو ما تضوق الهزيمة) حسبما يقول الشاعر القدال.
وكشفت جولة لـ (التحرير) في مناطق إنتاج الألبان عن أسباب ارتفاع أسعارها في وقت توقع منتجون أن ترتفع الأسعار إلى أكثر من ذلك، حال ارتفعت أسعار الأعلاف، والأدوية البيطرية، وأجرة العمال، علاوة على الجبايات والضرائب.
تصدير العلف
شكا أصحاب مزارع الأبقار من ارتفاع أسعار الأعلاف التي انعكست سلباً على ارتفاع أسعار الألبان، ونبه صاحب مزرعة إلى أن البلاد تنتج الأعلاف، وتقوم بتصديرها إلى الخارج، ونحن في أشد الحاجه إليها، وقال: “إن أسعار العلف ارتفعت بصورة كبيره مما تسبب في ارتفاع الألبان”، وأوضح أن سعر جوال الذرة وصل إلى 1000 جنيه بدلاً عن 600 جنيه، وجوال البذرة وصل سعره إلى 900 جنيه بدلاً عن 550 جنيهاً، ويباع القصب (ابو سبعين) بسعر 900 جنيه بدلاً عن 500 جنيه لـ20 حزمة.
فوضى السوق
أرجع أصحاب المزارع الارتفاع المتواصل في أسعار الأعلاف إلى جشع التجار، وارتفاع مدخلات إنتاج مصانع الأعلاف بسبب الارتفاع المتواصل لسعر الدولار، والجبايات، والضرائب، التي تفرضها الحكومة على تلك المصانع، وأشاروا إلى أن السوق يعاني الفوضى، وبات التجار وحدهم الذين يفرضون الأسعار دون أي رقابة من الدولة، وألمح بعض المنتجين إلى تواصل ارتفاع أسعار الألبان من المنتج للمستهلك، متوقعين وصول سعر الرطل إلى (15) جنيهاً في حال استمرار ارتفاع أسعار الأعلاف.
غير مبررة
وقالت مواطنة: “إن الزيادات الأخيرة التي طرأت على قطاع الألبان كبيرة وغير مبررة، ومفاجئة للمواطن في ظل ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية الأخرى”، وأضافت أن اللبن سلعة مهمة جداً، ولا يمكن لأي أسرة أن تستغني عنها.
ارتفاع منتجات
ومن جهته عزا الخبير الاقتصادي البروفيسور عصام بوب ارتفاع أسعار الألبان السائلة إلى الارتفاع المستمر في أسعار المنتجات بالبلاد، وقال: “إن ارتفاع المنتجات الحيوانية، ومن أهمها أسعار الألبان تعتمد على ارتفاع أو انخفاض أسعار الأعلاف، والأدوية البيطرية، وأجور العمال، والتكلفة العامة للإنتاج الذي لا يختلف عن بقية المنتجات الاستهلاكية الأخرى”، وأشار إلى أن ما يميز سلعة الألبان أنها سلعة قليلة المرونة أي أنها ضرورية، ولا يستغني عنها المستهلك، وفي حال انخفاض إنتاجها أو ارتفاع سعر تكلفتها فسوف تزيد أسعارها حتى يصل المنتج إلى نسبة معقولة من الأرباح، ولفت إلى أن علاج الزيادة يرتبط بالهيكل العام للاقتصاد الكلي، الذي يشهد انخفاضاً في قيمة العملة الوطنية، وزيادة حجم الواردات مع ضعف الإنتاج.