الخرطوم – التحرير:
أكدت أسرة قتيل النظام العام في السودان دكتور سامر عبدالرحمن استهداف قوات الشرطة لنجلها بهدف تصفيته، وفقاً لإفادة التقرير الجنائي بمقتله برصاصة أُطلقت من مسافة قريبة على قلبه.
وقال الفاضل أحمد المهدي، وهو محامٍ تربطه صلة نسب بأسرة القتيل: “إن افادات الطب الجنائي، أفادت بمقتل سامر بطلق ناري أُطلق على قلبه من قريبة، الأمر الذي يعزز إفادات شهود العيان بأن الشرطة واصلت إطلاق النار على الشاب بعد ترجله من السيارة، عقب موجة أولى من الرصاص تم اطلاقها على الزجاج الأمامي لسيارته”.
وأصدرت شرطة ولاية الخرطوم بياناً حول حادثة قتيل شارع النيل بامدرمان، التي وقعت أمس الاثنين (2 يوليو 2018م)، وقالت:”إن الحادث جاء في أطار حملاتها للحد من مكافحة الظواهر السالبة والسرقات النهارية “.
وأشارت الشرطة إلى اشتباهها في سيارة اكسنت موديل 2013 كانت تقف في شارع النيل، “وعند وصول الدورية حاول سائق العربة الفرار بعربته، واعترضته الدورية لمنعه من السير، إلا انه اصطدم بالدورية بالخلف، وأصاب الملازم قائد القوة، والفرد الذي معه، ولاذ بالفرار”.
وأضافت الشرطة “أن الحادث تسبب في إحداث تلف بثلاث سيارات كانت تسير بالطريق اثناء وقوع الحادثة”، وأقرت أن أحد أفرادها قام بإطلاق عيار ناري من بندقيته لتعطيل العربة، ما تسبب في إصابة سائق العربة، الذي تم إسعافه إلى المستشفى وتوفي بها.
وأشارت الشرطة إلى اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة جنائياً وفنياً، مبينة أنه بمراجعة الصحيفة الجنائية لسائق العربة موضوع الحادث اتضح بأن له سوابق جنائية، وسبق أن حوكم في أكثر من (16) بلاغ جنائي، ولديه كرت (معتاد إجرام) بدائرة المباحث الجنائية وقسم مدينة النيل تحت المواد (174 – 176).
وكان شهود عيان قد أكدوا أن شرطة النظام العام قتلت سامر عبدالرحمن نجل القيادية البارزة في حزب الأمة الإصلاح والتجديد، نهى النقر، بعد مطاردته في شارع النيل.
وقال الشهود: “إن عربة تتبع لقوات النظام العام طاردت سيارته، قبل أن تفتح النار على الزجاج الأمامي، ليضطر الشاب لترك مقود القيادة ويترجل بصعوبة من السيارة، وهو مصاب بعدة طلقات نارية في أنحاء متفرقة من جسده”، بيد أن رجال الدورية -حسب شهادات العيان- أكملوا عملية تصفيته بإفراغ خزن اسلحتهم في جسده.
وشكك كثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي أن بيان الشرطة ملفق، وقد وصفت القتيل بأنه معتاد أجرام، ورفض الانصياع لأوامر شرطية بالتوقف، ما اضطر افراد الدورية إلى مطاردة سيارته وتوقيفه باستخدام السلاح الناري، إلكما أشاعت بأنه كان بحوزته حشيش، إلى جانب موافقة فتاة، وقد قالت الأسرة إنه خطيبته.
وعلق الصحافي فيصل محمد صالح على الحادث بقوله: “لكل القوات النظامية المسلحة في كل دول العالم بروتوكولات لاستخدام القوة، ومنها الأسلحة النارية ، تحدد بدقة شديدة حالات استخدام القوة والمدى المسموح به في كل حالة. وفي حالة استخدام سلاح من قبل الشرطة أدى لقتل أو إصابة متهم أو مطارد، يتم مراجعة الحالة، ومعرفة مقدار القوة المناسبة، وما إذا تم الالتزام بها أو تجاوزها ومن ثم محاسبةالتجاوزات.
العنوان الرئيسي لاستخدام السلاح هو كون الشخص المتهم أو المشتبه به مسلح، ويهدد حياة رجال الشرطة بشكل مباشر، وعندها لن يكون أمام الشرطة غير استخدام السلاح الناري.
في حادثة شارع النيل بامدرمان فالتهمة هي ارتكاب أعمال منافية للآداب، بغض النظر عن صحتها من عدمه، ولنفترض أن المشتبه به هرب، فما هو الداعي لاستخدام السلاح في مواجهته؟ وما هو التهديد الذي يمثله لرجال الشرطة لو هرب؟
لم يكن هناك تهديد مباشر لحياة أحد، ولو هرب المشتبه به فلن تتصور حياة أحد، وإن صحت هذه الوقائع فإن الأمر يتطلب أكثر من محاسبة من قتلوا هذا الشاب بدم بارد، وإنما تكوين لجنة تحقيق قضائية مستقلة تراجع عدد من الأحداث التي استخدمت فيها الشرطة السلاح في مواجهة مدنيين عزل من السلاح، ومراجعة بروتوكولات استخدام السلاح لدى قوات الشرطة”.
يذكر أن والدة القتيل هي شقيقة كل من الفاتح ومصطفى النقر نجمي الكرة السودانية.