أثار الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي الجدل الجمعة حين شكك في وجود الله، مبديًا استعداده لتقديم استقالته من الرئاسة، إذا أثبت أحدهم وجود إله لهذا الكون، كما قال.
وبحسب تقرير نشرته وكالة أسوشيتد برس، قال دوتيريتي مساء الجمعة في مدينة دافاو: “أين منطق وجود إله، فإذا كان ثمة شخص واحد في هذا العالم يستطيع الإثبات أنه قادر على التحدث مع الخالق، ورؤيته من خلال صورة أو التقاط سيلفي معه، فسأستقيل فورًا من الرئاسة”.
وشكك دوتيرتي في بعض المعتقدات الأساسية في الكنيسة الكاثوليكية، كالمعتقد بشأن “الخطيئة الأولى” و”طقس التعميد”. كما أثار في الأسبوع الماضي موجة من الانتقادات اللاذعة، وجهها إليه حلفاء سياسيون له، حين أدلى بتصريحات مماثلة. وقد وصفه الأسقف الكاثوليكي أرتورو باستيس بأنه “مريض نفسيًا”.
ففي 26 يونيو الماضي، انتقد في خطاب بثه التلفزيون قصة آدم وحواء وخروجهما من الجنة كما يرويها الإنجيل، وعقيدة الخطيئة الأولى في الديانة المسيحية. تساءل دوتيرتي: “من هو هذا الرب السخيف؟”، منتقدًا قصة التكوين، أي خلق آدم وحواء وخروجهما من الجنة بسبب أكلهما من الشجرة. قال: “أتخلق شيئًا كاملًا، ثم تفكر في ما يمكن أن يدمر ما خلقته كله”.
وانتقد عقيدة الخطيئة الأولى التي تعني أن البشر مدنسون بخطيئة آدم وحواء، وقال: “لم تكن ولدت وقتها، لكنك اليوم مدنس بالخطيئة الأولى… ما هذا الدين؟ لا أقبل بهذا”.
وأوردت “إيلاف” أن هذا الكلام يثير استياءً شعبيًا واسع النطاق في دولة نحو 80 في المئة من سكانها البالغ عددهم 103 ملايين نسمة، يعتنقون المسيحية، إلى جانب 5 إلى 10 في المئة من المسلمين.
دافع هاري روكي، المتحدث الرئاسي بلسان الرئاسة الفلبينية، عن أفكار دوتيرتي وتصريحاته الغريبة، فقال: “للرئيس الحق الكامل في التعبير عن رأيه في الدين، وتأتي تصريحاته على خلفية تعرضه لاعتداء جنسي في صغره على يد كاهن مسيحي”.
في خطابه يوم الجمعة، استذكر دوتيرتي تلك الحادثة، وقال إن كاهنًا يسوعيًا أجنبيًا داعبه هو وطلبة آخرين في الكنيسة.
لكن، على الرغم من ازدراء دوتيرتي الدين وتشكيكه في وجود الخالق، فإنه قال سابقًا: “ضروري وجود إله أو كائن علوي لمنع مليارات النجوم والأجرام السماوية من التصادم وتهديد البشرية!”.