*نفت وزيرة الاتصالات تهاني عبدالله حجب أي من المواقع السياسية المعارضة للنظام، وقطعت بعدم تلقي الوزارة توجيها من أي جهة حكومية بحجر مواقع الراكوبة وسودانيز اون لاين؛ لافتة النظر إلى أن حجب هذه المواقع يأتي بتوجيه من جهاز الأمن الوطني أو الجهات العليا، وقالت: “إن هذه المواد يتم رفعها من الخارج”، وأقرت بصعوبة الخطوة (وزادت) “ممكن بي تلفون مني أوقف الواتساب وكل تطبيقات الاتصالات”.
السيدة وزيرة الاتصالات دخلت نادي العنتريات التي لم تقتل باعوضة، فضلاً عن الاضطراب الواضح في حديثها، فهي من جهة تقر بأن مواد الراكوبة وسودانيز اون لاين يتم رفعها من الخارج، ومن الصعب حجبها، ثم ترجع بالقول ممكن من تلفوني اوقف الواتساب وكل تطبيقات الاتصالات، ونقول لها لا يا سيادة الوزيرة الامر ليس لك، ولا بيدك ، فلا داع لهذه النفخة .
* والسيدة وزيرة الاتصالات إن كانت ترى استخدامها للتلفون للتلويح بالتهديد الذي لا تملك أدوات تنفيذه، فإنها تكون قد وضعت نفسها في موضع من يحتاج الوصاية عليه، لا أن يكون وصياً على حريات الآخرين، وكنا نرجو أن تكون الوزيرة منحازة لحق المواطن في الاستنارة، وتبادل المعرفة والمعلومات، ذلك لأنه ببساطة أن العالم المعاصر قد تجاوز ذهنية وزيرة الاتصالات التي تستند إلى المنع وبمباهاة لا تليق بوزيرة، ولعلها لا تجهل أن الولايات المتحدة الأميركية لم تستطع ان تحمي معلوماتها، ودونكم ذلك الصبي الأميركي الذى اخترق موقع السي آي ايه، ونشر فضايح الدنيا والعالمين، ولا يزال الفتى الأميركي آسانج يقبع في سفارة فنزويلا، فكيف تريد الوزيرة تهاني أن توقف الواتساب وتطبيقات الاتصالات ومن تلفونها ؟! ترى هل تستحق هذه السيدة أن تحمل تلفون في يدها لتوقف المعرفة والتواصل؟!
*كنا نتوقع أن الوزيرة تهاني ستنحاز إلى الشباب، وتضغط شركات الاتصالات بخفض الأسعار، وهي تبيع الهواء، وتشجع المبدعين من الشباب المستخدمين للتقنية الحديثة، وحثهم على الإبداع والابتكار، ولكنها اختارت العنجهية ولغة الدكتاتورية والشمولية، التي لم تورثنا إلا التخلف والقعود والتأخر عما يجري في الكوكب الذي نعيش فيه.
وهل يمكن أن نتوقع من شبابنا شيئاً غير الهروب إلى الفضاء الإسفيري عندما لم يجدوا في فضائهم الداخلي غير لغة التهديد والوعيد؟! بل حتى الصحافة الورقية التي تعاني المصادرات المتعاقبة؛ لذا كان المنفذ الآخر في الراكوبة وسودانيز اون لاين والحوش السوداني، وغيرهم من مواقع لا تستطيع تهاني حجبها، وإن صرحت بغير ذلك ؟! وسلام يااااااااوطن..
سلام: يا
أعجبني البوست الذى حكى عن إجابة السيدة الجنوبية في معسكرات النيل الابيض عندما سئلت: لماذا عادت للشمال في الحرب الجنوبية ؟ قالت: مرة لوطلقوها بمش وين؟ بمشي بيت ابوه!! وسلام يا
الجريدة
الجمعة 13/7/2018