لندن- التحرير:
قال الناشط والسياسي والباحث السوداني المعروف، المقيم في بريطانيا أحمد حسين آدم أن الحكومة (الجديدة التي أُعلنت في الخرطوم مساء أمس (11 مايو 2017م) و بهذا الشكل اللاوطني المستفز لكل ما هو وطني، ينبغي ان تُحركنا و تشحذ هممنا للوحدة، و الاصطفاف خلف برنامج تغيير ثوري شامل وفاعل من أجل خلاص الوطن”.
وقال لـ” التحرير” إنه يجب علي قوانا السياسية ألا ترد بالبيانات و التعليقات الكسولة ” مشدداً على أنه “يجب علي قيادات المعارضة ألا تنضم إلى جوقة ورهط المحللين و المعلقين السياسيين”، وأنه “يجب الرد عليها ( على الحكومة) بالبرنامج العملي الذي يجيب عن الأسئلة الصعبة، ورأى أن “هذه الحكومة بشكلها الحالي احتقار للشعب و للضحايا و لكل قوي التغيير الحقيقية”.
وأعاد الى الأذهان في هذا الشأن ما وصفه بـ” المأساة الدامية التي تتمثل في الاقتتال القبلي، الذي يحصد أرواح المئات”، وقال “إن ما يؤلمني هو أننا لسنا فقط عاجزين عن التصدي لهذه المأساة لإيقاف نزيفها المدرار ، لكننا عجزنا حتي عن نقاشها و الحوار مع الفاعلين فيها”.
ورأى أن “النظام (نظام الرئيس عمر البشير) يصرفنا عن المهام و الأولويات الوطنية الملحة، وذلك بالتركيز في متابعة مبادراته الانتهازية الماكرة (تشكيل حكومة جديدة) صممها لشراء الوقت”.
وأشار في هذا السياق الى أن الجنرال بكري ( الفريق أول بكري حسن صالح النائب الأول للرئيس ورئيس الوزراء) قال: “إن المعركة الكبرى القادمة هي معركة الدستور”، وأضاف أحمد حسين “هذا مسلسل مستمر لشراء الوقت إلى أن ينهار الوطن”.
وانتقد المعارضة، وقال: “كلنا نتحرك برد الفعل في إطار مجال ملهاته الزمنية المدمرة”، وأضاف أن “دماء الضحايا تطاردهم و تحاصرهم (مسؤولي الحكومة السودانية) من كل حدب و صوب”، ورأى أن “المحكمة الجنائية الدولية هي الغائب الحاضر في هذا المشهد العبثي، إنهم يريدون تأمين مخرج (للرئيس) البشير، وليس مخرجاً للوطن، البشير لا يأتمن إلا بكري لهذه المهمة المستحيلة”.
وخاطب أحمد حسين القوى السياسية بقوله :”ماذا تنتظرون، انتهي الدرس، رفعت الاقلام و جفت الصحف،حكومتهم لا تعنينا في شيء”، ورأى أن تشكيل الحكومة الجديدة “سيعقد الأزمة الوطنية الشاملة ، وأن النظام يدرك قبل غيره أنها ليست حكومة وفاق وطني، بل هي إعادة انتاج للنظام القديم الفاسد المترهل، وفاقد الشرعية”، وخلص إلى القول: “هذه حكومة محبطة، وسترسل رسائل سالبة لكل قوى التغيير، وخصوصا الشباب الذي يتطلع إلى مستقبل باهر جديد”.