لندن- التحرير:
نظمت الرابطة النوبية بالمملكة المتحدة وإيرلندا بمقرها فى لادبروك غروف في يوم الجمعة (20 يوليو 2018م) ندوة تحدث فيها المستشار البشرى عبد الحميد تحت عنوان “هموم نوبية”، وأدارها الأستاذ إدريس نوري رئيس الرابطة.
استهل المحاضر الندوة بقوله: “إن الهموم والقضايا النوبية هي في الواقع قضايا وهموم قومية ذات صلة بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكل ما يتصل بمصالح المواطنين على مستوى الوطن”.
المحاضر مع بعض الحضور
قضية السدود.. الفكرة وانحرافها
كانت أولى القضايا التي لامسها البشرى هي قضية السدود في كل من كجبار ودال وتداعياتها، فشرح الفكرة منذ بداياتها، “وقد كانت في عام 1989م عن طريق رابطة أبناء السير والسليم ولبب شرق بالمملكة العربية السعودية، التي تشرفت برئاستها، وكانت الفكرة إقامة محطة حرارية لتغطية المنطقة، ثم جاءت فكرة الدكتور محمود شريف بتوليد الكهرباء من خلال توربينات متحركة في الشلال الثالث، وانتقل الأمر لشركة سد كجبار لتتولى الحكومة الموضوع بشكل كامل، والدخول في عمل غير مدروس يتجاوز أصحاب الفكرة والمواطنين؛ مما أدى في نهاية الأمر إلى مواجهات بينها وبين مواطنين عزل، راح ضحيتها أربعة من الشباب، إضافة إلى استمرار المواجهات بين الحكومة ولجان المناهضة؛ لما يشكله الموضوع من مخاطر على الانسان والبيئة وضياع الثروات والمخزون الثقافي والحضاري، ومحاولات فرض القرارات على المواطنين”، وأوضح أن الحديث عن التنمية والتوسع الزراعي من خلال السد أكذوبة كبري في ظل تجارب إغراق حلفا وامرى والحماداب، مستشهداً بأن سد مروى لم تظهر له أي آثار إيجابية.
وتحدث المستشار البشرى عن القرار ٢٠٦ لسنة ٢٠٠٥ الذي تم بموجبه منح أراضٍ في الولاية لوحدة السدود لتتصرف فيها كيفما تشاء، موضحاً أن ذلك مخالف للدستور الانتقالي، وقوانين الأراضي ذات الصلة، مشيراً إلى أن الأمر لم يعدُ أن يكون تعدياً من نافذين في السلطة على تلك الأراضي متجاوزين السلطة الأصيلة لحكومة الولاية، متناولاً بالتفصيل تداعيات القرار التي ابعدت المهندس ميرغني صالح عن موقع الوالي والمهندس مكاوي عوض عن إدارة شركة الكهرباء، وكذلك استقالة نائب الوالي البروفيسور محمد سعيد حربي، الذي اعلن استقالته على الهواء صاباً جام غضبه على مدير وحدة السدود أسامة عبد الله، كما أوضح كيف حُرم الأهالي من حقوقهم في الأرض، وتصرفت فيها وحدة السدود، ومنحتها جهات أجنبية.
حرائق النخيل.. خسائر بالمليارات
كما تناول البشرى عبدالحميد قضية حرائق النخيل التي لم تنقطع منذ أكثر من عشر سنوات، وأصبحت تشكل هاجساً للمواطنين؛ مضيفاً أن الخسائر وتعويض الفاقد نتيجة لتلك الحرائق تكلف مليارات الدولارات.
التعدين العشوائي.. تهديد الإنسان والبيئة
وتناول البشرى موضوع التعدين العشوائي الذي أصبح يمثّل خطراً على الإنسان والحيوان والبيئة، من خلال استعمال مادتي الزئبق والسيانايد، والمتفجرات؛ موضحاً مخالفة ما يتم للدستور والقوانين العالمية وقرارات الامم المتحدة في هذا الشأن.
وتناولت المحاضرة المشكلات المتعلقة بالنسيج الاجتماعي والصراعات بين الأهالي حول الأراضي، وما جد من ظواهر، منها تكوين نظارات قبلية لم تكن معهودة في الولاية .
واختتم المستشار البشرى حديثه بتناول موضوع تردى الخدمات والقصور الحكومي في هذا المجال.
وقد تداخل عدد من الحضور بالإضافة والأسئلة، وكان من المتداخلين: الأستاذ عبد الغفار سعيد، والمهندس صلاح صيام، والدكتورة مريم المهدي، والأستاذ عبد العزيز حسين الصاوي، والأستاذة رجاء محمد شريف، والدكتور عبد الناصر سيد إدريس، والأستاذ شريف ياسين، والدكتور محمد الأنصاري، وآخرين.
ختم بعدها المستشار البشرى عبد الحميد بالرد على الأسئلة المطروحة، وتوضيح بعض الأمور حول القضايا التي طرحها.