لندن – التحرير:
وجه رئيس (نداء السودان ) رئيس حزب الأمة القومي انتقادات شديدة لتقرير كتبه اللورد البريطاني شيخ بعدما زار السودان في وقت سابق، ووصف المهدي التقرير بأنه يعبر عن وجهة نظر الحكومة السودانية، وقال للورد : “أنت عقدت 25 لقاء مع حكوميين ولم تسع لسماع الرأي الآخر لدى القوى السياسية السودانية المعارضة، لاطلاعك على حقائق أوضاع المعاناة التي يواجهها الشعب السوداني حالياً بسبب سياسات ( الرئيس) عمر البشير”.
جاءت هذه الانتقادات في اجتماع عقده اللورد مع المهدي في مجلس اللوردات اليوم ( 25 يوليو 2018) وكان شيخ أرسل نسخة من التقرير للإمام عشية لقائهما.
وفيما شدد المهدي على أن تقرير اللورد حكومي ( يعبر عن رأي الحكومة السودانية) شرح للورد طبيعة الأوضاع المأساوية في السودان، وقال له: “إن بعض مناطق السودان تشهد حروباً ووجوداً لحركات مسلحة، وإن السلام لم يتحقق ( كما يزعم التقرير) وإن الحكومة ( حكومة البشير) لم تف بالتزاماتها بشأن تطبيق (خريطة الطريق) التي وقعتها مع قوى معارضة ، وإنه رغم توقيع عدد من اتفاقات السلام، فإن السلام لم يتحقق، وإن هناك حروباً في مناطق بالسودان، كما لم تتحقق العدالة”.
وقال المهدي للورد شيخ في هذا السياق: “إن النظام ديكتاتوري و( الرئيس) البشير ملاحق دولياً بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور، ولا توجد حرية وهناك نزاعات مسلحة”.
ورغم أن المهدي وجه انتقادات شديدة في اجتماعه وحواره الساخن مع اللورد فقد شكره لاهتمامه بالسودان، ودعاه إلى سماع رؤى المعارضة وتحليلاتها للشأن السوداني، وقال: “نريد اهتماماً دوليا بالشأن السوداني، لكن لا نريده اهتماماً بطرف واحد ( أي لا نريدكم الانصات لرأي الحكومة السودانية فقط)”.
وشاركت نائبة رئيس حزب الأمة القومي الدكتورة مريم الصادق في توجيه الانتقادات الساخنة لتقرير اللورد الذي قدم (صورة حكومية من جانب واحد عن الأوضاع في السودان)، وقالت إنها ( صدمت بما ورد في التقرير)، ودعت اللورد إلى أن يكون جسراً للتواصل بين ثقافتين، وأن يهتم بقضايا الشعب السوداني، ووصفت جهاز الأمن في سياق شرحها لطبيعة الأوضاع في السودان، بأنه ( قمعي).
ووسط سيل الانتقادات في الاجتماع الذي شارك فيه نائب رئيس حزب الأمة اللواء ( م )فضل الله برمة الذي شرح أيضاً حقائق الأوضاع في السودان، حرص اللورد على التعبير عن اعجابه بالشعب السوداني وثقافاته، ورحب بانتقادات المهدي الشديدة، وقال اللورد: “إن البشير ليس هو السودان.. السودان هو الشعب السوداني”، ثم تساءل: “ماذا تريدوني أن أفعل).؟”.
رد المهدي: “ببساطة نريدك أن تهتم بقضايا الشعب السوداني، وأن تلعب دوراً في دفع الجهود نحو السلام الشامل والعدالة والتحول الديمقراطي، وممارسة ضغوط في سبيل أن تقوم الحكومة السودانية بتطبيق خريطة الطريق التي وقعتها مع قوى معارضة، والاستماع للرأي الآخر”.
وطلب اللورد معلومات عن مضامين (خريطة الطريق) ونتائج لقاءين كان عقدهما وفدان حكوميان سودانيان في القاهرة مع المهدي أخيراً، لتساعد اللورد على فهم شامل للقضايا السودانية، كما تم الاتفاق على استمرار التواصل بين الجانبين.
وحضر الاجتماع محمد زكي السكرتير الإعلامي للإمام، ورئيس اللجنة الإعلامية لحزب الأمة القومي بالمملكة المتحدة وايرلندا محمد المكي أحمد.