- منذ إنشاء جهاز المغتربين ونحن لا نجد منهم غير الوعود والمشروعات الوهمية التي لا تنفذ إلا على الورق! لم نر منهم بياناً بالعمل في أي شيء، ولم نلمس أي تغيير إلا في مكاتبهم الوثيرة ذات التكييف المركزي، التي يقبع فيها آلاف من الموظفين، كل همهم جباية الضرائب والزكاة، وتعطيل أعمال المغترب والتضييق عليه!
عشرات المؤتمرات تعقد، وعشرات اللجان تشكل، وهذا الجيش الجرار من الموظفين في هذه اللجان تروح وتغدو في دول المهجر، ولا شيء يجنيه المغترب غير الوعود!
- قبل شهور كتبت مقالاً ضحكت فيه حتى بانت نواجذي، بعد زوبعة جهاز شؤون المهمشين وحكاية البنك العقاري مع المغتربين، وتبشيرنا بأن امتلاك بيت فاخر لكل مغترب عبر التمويل العقاري ما هي إلا مسألة وقت ليس إلا، وسبب ضحكي أن هذا سوف يكون مثل إعفاءات المغتربين والمشروعات الاستثمارية الوهمية، مثل: مشروع سندس الزراعي، ومشروع بنك المغتربين الذين سرقوا أموالنا عن طريقهم، وأراضي الوادي الأخضر، وأراضي الصناعية، وعشرات المشروعات الكاذبة أو الفاشلة!
- بعد أكثر من ربع قرن من الفشل الذريع منذ إنشاء هذا الجسم الغريب الذي أذاق المغتربين الويل والثبور وعظائم الأمور بينما بنى القوم الدور والقصور .
- هذه الأيام أيضا نضحك مما نسمع! إذ تقول الأخبار المتواترة إن الجهاز بصدد تنفيذ ما أسموها: “مصفوفة حوافز المغتربين التي أجازها مجلس الوزراء مؤخراً”، ولا أدري سبب هذه التسمية العجيبة (مصفوفة) اللهم إلا إذا كانوا يريدون إعادتنا إلى لصفوف كما في السابق!!
جهاز المغتربين وهو بحجم وزارة يرأس مجلس إدارته وزير من مجلس الوزراء، ومعه وزير دولة من وزارة الخارجية، وأمين عام بدرجة سفير هو الدكتور كرامي التهامي الذي لا يجيد غير معسول الكلام، ويتلاعب بالألفاظ واللغة العربية التي تدقدق مشاعرنا، وأعتقد أنه هو من اختار كلمة “مصفوفة”. قلت يتكون هذا الجهاز العريض المترهل في إداراته من 33 أكرر 33 إدارة، وكل إدارة فيها جيش جرار من الموظفين والموظفات المحظوظين المرفهين والمنعمين أكثر من ملايين المغتربين !!
- هذا الجهاز بكل هذا الحجم فشل منذ عقود في إيجاد صيغة أو أي طريقة علمية واقتصادية تجذب استثمارات المغتربين، وتزيد من الدخل القومي للسودان من العملة الحرة! بينما إثيوبيا التي لديها فقط موظف واحد في مكتب صغير ملحق بوزارة الخارجية اسمه مدير إدارة شؤون المغتربين، ويتبع لوزارة الخارجية يضع سياسات مذهلة لمصلحة الطرفين المغترب والدولة، حتى أعلنت إثيوبيا العام الماضي أن تحويلات المغتربين الإثيوبيين من الدولارات تجاوزت صادراتها إثيوبيا كلها !
الآن وبعد أن جفّ البحر أراهم يبنون مركبهم، الآن وبعد أن عاد الملايين، ويستعد مثلهم للعودة الاجبارية وليس الطوعية؛ لأن دول المهجر أصبحت تطرد المغتربين، وتعيدهم قسراً إلى الوطن. مع كل هذه الظروف اليوم مازال الجهاز المشلول يفكر ويفكر، ولم يصل بعد حتى اليوم لنتيجة تحفز المغتربين؛ لأن الخبر يقول: اجتمع مجلس الإدارة برئاسة أحمد سعد عمر وزير رئاسة مجلس الوزراء – رئيس مجلس إدارة جهاز المغتربين والسفير الدكتور كرار التهامي الأمين العام للجهاز بحضور الاستاذ أسامة فيصل وزير الدولة بالخارجية والدكتور غلام الدين عثمان آدم المدير العام للصندوق القومي للإسكان والتعمير وأعضاء المجلس من ممثلي الجهات ذات الصلة من وزارة التعليم العالي ووزارة العدل وهيئة الجمارك السودانية والجهاز المركزي للإحصاء والمجلس القومي للسكان والبنك المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، وناقش الاجتماع مصفوفة حوافز المغتربين التي أجازها مجلس الوزراء مؤخراً. ودعا الوزير مجلس الإدارة إلى ضرورة وضع برنامج متكامل وخارطة طريق لتقديمها للنائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء القومي والذي من جانبه سيقدمها للسيد رئيس الجمهورية؛ مؤكداً في الاتجاه ذاته حرص القيادة العليا على تنفيذ هذه المصفوفة” !
تخيل كل هؤلاء المجتمعين، وبعد كل هذه السنوات وانعقاد عشرات المؤتمرات الصيفية التي حظي بها المنتفعون في مجالس الجاليات والصفوة من الأصدقاء والمقربون بعد كل هذا يطلب الوزير من إدارة الجهاز وضع آلية ووضع برنامج وخارطة طريق (يعني لسع بيفتشوا في خارطة طريق) لتقديمها للنائب الأول لكي يقوم بدوره بتقديمها للرئيس الجمهورية، كأن الرئيس ونائبه هما من سينفذان هذه الخارطة المزعومة!
- ولأن فشل الاإقاذيين مربوط بعضه بعضاً، فقد حضر إلينا في الدوحة الأسبوع الماضي وفد من شركة جياد للسيارات برئاسة المدير العام للشركة، وبعد أن قام مجلس الجالية الجديد بعمل إعلامي مكثف، وتبشير الناس بأن هنالك فرصة قد لا تعوض أتتهم دون غيرهم من خلق الله من المغتربين فلا يضيعوها؛ لذلك تقاطر الناس، وتدافعوا أمسية الخميس شطر المركز الثقافي السوداني حتى امتلأ المركز عن آخره، وضاقت بنا جنباته بما رحبت، وكان على مجلس الجالية أن يختاروا مكاناً أفضل؛ كأن يكون اللقاء في قاعة كبرى في أحد الفنادق كما قلت لهم في مداخلتي!
- باختصار ذهبت أنا وكلي ثقة بأن شركة جياد لن تكون استثناءً، وسوف يتكرر شريط عقود من الاستهبال والضحك على المغتربين … وقد كان!
- تخيلوا يا رعاكم الله أن أسعار سيارات جياد تفوق أسعار التويوتا والنيسان والهيونداي والكيا في قطر!
- بدأ المدير العام ومدير التسويق بشرح عمل المصنع والإشادة بالسيارات وتأكيد جودتها؛ ليتفاجأ الحضور بأسعار خرافية، وشروط بيع، ولا في الأحلام !
- بوكس جياد ( ما تشيل هم) ديزل 4×4 بسعر 47 ألف دولار.. (دولار ينطح دولار).. أي نحو172 ألف ريال قطري، وتدفع مقدم 35% أي ما يساوي 52 ألف ريال (كاش داون)، والباقي في أقساط لمدة سنتين، والقسط الشهري نحو 5.500 ريال قطري !
- سعر السيارة توسان 46 ألف دولار (دولار ينطح دولار)أي نحو 167 ألف ريال قطري، وتدفع مقدماً 52 ألف ريال (كاش داون)، والباقي في أقساط لمدة سنتين، والقسط الشهري نحو 5.500 ريال قطري !
- سعر السيارة اكسنت 30 ألف دولار أي نحو 110 الف ريال قطري وتدفع مقدم35% أي ما يساوي32 ألف ريال كاش داون، والباقي في أقساط لمدة سنتين، والقسط الشهري نحو 3.500 ريال قطري !!
- أكتفي بهذا القدر من العروض الخرافية لشركة الجياد، الذي وجد الاستهجان والسخط من الجالية في قطر، وتأكد لهم ما كنا نكتبه منذ سنوات، وهو أن هؤلاء لا يرجى ولا ينتظر منهم خيراً قط !!
- ما يحيرني دوماً في هؤلاء البشر هو أنه ليس فيهم رجل رشيد. ألا يستحون إطلاقا؟! أفلا يتفكرون؟! أفلا يبصرون؟ أفلا يعقلون؟! أم أنهم تعودوا غش الناس وخداعهم، هكذا بمعسول الكلام ؟!. إن كانوا هم لا يعقلون، فالمغتربون ليسوا بهذا الغباء، وهذه السذاجة حتى تستخفوا بعقولهم !!
- هنا في قطر وبدون شروط ولا ضامن وبدون مقدم ولا طلبات تعجيزية كما في شروط جياد يمكنك شراء سيارة لاندكروز جي اكس بكامل مواصفات السودان موديل 2019 بنحو 183 ألف ريال، وأقساطها لا تتعدى 2000 ريال شهرياً، بهامش ربح 2.22% فقط، وقد تصل فترة السداد من 3 -6 سنوات!!
- سيارة كامري ستاندر بنحو 79 ألف ريال على ثلاث أو أربع سنوات، وبدون مقدم وأقساطها لا تتعدى 1200 ريال شهريا !
- سيارة كورولا موديل 2019 بنحو 63 ألف ريال على ثلاث أو أربع سنوات، وبدون مقدم، وأقساطها لا تتعدى 1000 ريال فقط !!
- حتى لو أردت أنا مثلاً اقتناء سيارة جياد في السودان يمكنني بكل بساطة التقدم لأي بنك قطري واستلم قرضاً حتى 70 ألف ريال، وبأقساط مريحة جداً، وأشتري بها سيارة جياد في السودان، ولا تكلفني كل هذه المبالغ!
أبعد هذا هل يمكن لمغترب عاقل أن يدفع كل هذه المبالغ الطائلة وتحويشة عمره في سيارة جياد ملقطة لحم رأس من كوريا والصين وتجميع السودان، ليركنها ويقرشها في السودان؛ ليعود بعد حين وقد أصبحت في خبر كان ؟!
المقدم المطلوب دفعه لجياد فقط (55 ألف ريال ) تكفي لشراء قطعة أرض أو دفعها في مقدم لشراء شقة في أي مكان، وأقساط جياد تكفي لسداد قيمة أجمل شقة في العاصمة بدلاً من شراء حديد متحرك معرض للتلف والضياع !!
- هل لعاقل أن يستقطع من راتبه قسط 5500 ريال شهرياً؟! وكم هو أصلا راتب المغترب حتى يكون القسط بهذا الحجم؟!
- المهم أن المدير العام لشركة جياد لم يجد هنا غير السخط واللعنات، بينما مجلس الجالية الجديد وهم من شباب التغيير نالوا أيضا قسطاً من هذا السخط؛ لأنهم لم يسمعوا لنا، وقد حذرناهم منذ أن بدؤوا حملة الإعلانات والدعاية، وقلت لهم لا تفعلوا كما كان يفعل كيزان المجالس السابقة، وطلبت منهم ألا يندفعوا، وأن تكون هناك دراسة، وأن التجارب السابقة تؤكد بأن لا خير من وراء هؤلاء القوم، لكنهم لم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد !!
- من يفشل في إدارة جهاز صغير للمغتربين خلال ربع قرن … طبيعي أن يفشل في إدارة الدولة خلال 30 عاماً !!
- أقول للأصدقاء المهندس عبد المجيد رئيس الجالية والإخوان جمال إمام وجلال الدين جباره وبرير القريش …. العترة بتصلح المشي!!