الخرطوم – التحرير:
أعلن مكتب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني من جديد تأجيل عودته إلى البلاد، بعد أن تواترت الأنباء عن أن عودته ستكون متزامنة مع الذكرى السنوية لحولية السيد علي الميرغني الخميس المقبل حسبما نقلت وسائل إعلام محلية.
في وقت فاجأ فيه نائب رئيس هيئة الختمية لشؤون المناسبات مريدي الطريقة بتأجيل عودة مرشدهم إلى الداخل، لفت إلى أن العودة ستكون قريباً، وكشف عن تكليف الميرغني من ينوبون عنه لحضور الذكرى الخمسينية لوالده.
وحسب معلومات حصلت عليها (التحرير) من مصادر مطلعة، فإن الميرغني الذي غادر البلاد في العام 2013 إلى لندن مستشفياً ثم عاد منها قبل أكثر من عام إلى القاهرة مكان إقامته الحالية، لم يحدد بعد موعداً قاطعاً لعودته إلى البلاد، لكن مقربين منه سربوا معلومات لوسائل الإعلام عن عودة وشيكة له ستكون متزامنة مع المناسبة الدينية السنوية.
الحسن الميرغني
لكن عدة أسباب ربما تعجل بعودة الميرغني حسبما يرى مصدر مقرب من زعيم الاتحادي، في مقدمتها الخلافات الحالية التي تفاقمت داخل الحزب الاتحادي والطريقة الختمية، والتي تسبب فيها نجله الحسن الميرغني منذ عام 2015م عقب عودته من الخارج، وتغيير مواقفه السابقة من النظام الحاكم من معارض متطرف إلى مشارك في الانتخابات وفق صفقة سرية مع حزب المؤتمر الوطني، بترتيب من الرجل الغامض في حزب الميرغني أحمد سعد عمر وقيادات رفيعة في الحزب الحاكم وقتها (غندور ونافع).
وحسب المصدر، فإن الميرغني ظل يرصد تحركات ابنه في الداخل في بداية الأمر، ولم ينتقد تصرفاته خصوصاً الحملة الشرسة التي شنها ضد قيادات في الصف الأول للحزب، وقام بفصلها نهائياً من الحزب بتوصية من لجنة قانونية كونها من مناصرين له.
وقال المصدر: “إن صمت الميرغني كان يريد به إيصال رسالة إلى القيادات المبعدة والمفصولة ذاتها، التي كانت تطالب بتعيين الحسن في موقع رفيع بالحزب، لكن والده كان يصرّ على إبعاده، إلا أن الميرغني تدخل وبحزم في السنوات الأخيرة الماضية بإصدار قرارات إعادة المفصولين من الحزب، وتنشيط المشرفيين السياسيين على الحزب بالولايات والمحليات السبع لولاية الخرطوم، والدفع بقائمة تعيين جديدة للمؤتمر الوطني ممثلين للحزب في حكومة الوفاق الوطني التي تكونت وفقاً لمخرجات حوار الوثبة.
حولية السيد علي الميرغني (صورة أرشيفية)
الأمر الثاني في التعجيل بعودة الميرغني هو ما يدور داخل الطريقة الختمية من خلافات حادة بين تيارين، أحدهما مناصر للحسن، والآخر يناصر والده بقيادة الخليفة عبدالمجيد عبدالرحيم، وظهر الخلاف بصورة لافتة داخل رابطة الطريقة الختمية بمنطقة الخرطوم والنزاع حول أيلولة إيجارات محال تجارية تتبع للزاوية العامة بمنطقة الديوم جوار محطة الغالي، خصوصاً أن هذه الخلافات وصلت إلى ساحات المحاكم بعد أن تبادل الطرفان تدوين بلاغات جنائية كل طرف ضد الآخر لدى النيابة.
عموماً، وحسب مجريات الأحداث المتوترة داخل الحزب الاتحادي والطريقة الختمية تشير إلى أن عودة الميرغني ربما تكون قريبة، خصوصاً إذا استصحبنا هذا الاستنتاج مع ما أعلنه الخليفة محمد كمبال في تصريحات صحفية بقوله: “إن الميرغني وحده من يملك قرار عودته ويحدد مواعيدها”، إلا أنه عاد وأكد أنها ستكون قريبة، وكذلك قال نائبه في الطريقة أحمد الميرغني.