اعلن والي ولاية نهر النيل حاتم الوسيلة، عن انتشال جثامين أربعة من التلاميذ، الذين قضوا في غرق مركب بمنطقة الكنيسة بمحلية البحيرة ، وكان (22) تلميذاً وطبيبة، قد لقوا حتفهم غرقاً في بحيرة سد مروي، أثناء عبورهم صباح الأربعاء (15 أغسطس 2018م) في طريقهم إلى مدرستهم ، وأكد الوسيلة في برنامج (حال البلد) بفضائية سودانية 24 مساء الخميس، أن الرئيس السوداني سيؤدي واجب العزاء في التلاميذ الغرقى يوم الجمعة وسيؤدي صلاة الجمعة بالمنطقة ، وقال الوسيلة إنه أخطر رئيس الجمهورية بتحمله كامل المسؤولية القانونية والاخلاقية في حادثة محلية البحيرة، وينتظر قرار الرئاسة بشأنه ، وقال حاتم إنه يتحمل مسؤولية غرق التلاميذ لكونه والي الولاية، وأكد أنه على أتم الاستعداد للمحاسبة حال قررت القيادة السياسية ذلك ،
الناطق الرسمي باسم الولاية ووزير الثقافة والاعلام والاتصالات الفكي الطيب علي مدني أصدر بياناً جاء فيه (بهذا قرر والي ولاية نهر النيل اللواء حقوقى حاتم الوسيلة السماني اعلان الحداد بالولاية وايقاف جميع مظاهر الاحتفالات الرسمية بمانيها احتفال المعيدة عبر سبة ايام اعتباراً من الاربعاء 15 أغسطس 2018م وذلك تعاطفاً مع الحادث المآساوي الذي تعرض له ابنائه تلاميذ منطقة كبنة بمحلية البحيرة سائلاً الله ان يلهم آلهم وزويهم الصبر وحسن العزاء وان يجمع بجثامينهم الطاهرة التي يجري البحث عنها ( انا لله وانا اليه راجعون )،
ما حدث لا يخص المناصير وحدهم ، و لا ولاية نهر النيل وحدها ، و الناس يموتون بلدغات العقارب و بالسرطانات فى كل المنطقة الممتدة من امرى حتى البرقيق ،البيوت تتساقط مثل ( البسكويت ) فى موسم الامطار و بسبب النز ، و الملاريا و امراض الدم و الفشل الكلوى ، و التهاب الكبد الوبائى …
سبق ونشرت وسائل الاعلام عن عقارب المناصير التى قتلت ما يزيد على (74) طفلآ ، وعن الأمراض الغريبة التي اصابت المنطقة و عن النفايات السامة و المشعة والتدهور البيئي ، وعن مشاريع التوطين التي لم تنتج شيئاً وعن كهربة المشاريع الزراعية .. وعن الخيار المحلي .. وعن الفساد الذي جري والاموال المهدرة في سد مروي … الذي كان شعاره ( الرد الرد .. السد السد ) ، فتحول في بضع سنوات الي رمز للفشل والتضليل فلا ينتج الا حوالي (65%) من المخطط له كمتوسط لانتاج العام ، هذا السد الذي صمم لينتج (1250) ميقا واط ، فلم يتجاوز انتاجه في أحسن الأحوال (850) ميقا واط .
تعود جذور المشكلة التي تعاني منها كل المنطقة الي تشييد سد مروي بدون دراسة للأثر البيئي ، ودون تنفيذ دراسة الجدوي التي اعدتها شركة لاهماير الألمانية ، فتم التجاهل التام كون السد منشأة تنموية شيدت لصالح الانسان السوداني وأصبح السد مزاراً سياسياً وشعاراً فارغاً ، اذا جاء علي حساب استقرار وسلامة انسان المنطقة فلا زراعة قامت ولا كهرباء ولا مياه .. وظل حلم أهالي المنطقة في قيام ترعتى سد مروي حطاماً تزوره الرياح … وبدلاً من ذلك حصدتهم لدغات العقارب والافاعي وابتلعتهم مياه النيل غرقي ،
خجلت للحقوقى والى نهر النيل الذى يعلن تحمله للمسؤولية و ينتظرقرار القيادة السياسية ، فكان واجبه الدينى و الاخلاقى ان يقدم استقالته فى الكبنة و امام اسر الضحايا ، بعد ان يقيل المعتمد و كل المسؤولين ، لا ان يشير بطرف خفى للقيادة السياسية ، و كان واجب السيد رئيس الجمهورية ان يقيله فورآ و لا ينتظر منه هذه الكلمات الخجولة المرتجفة.
قدر الله و ما شاء الله فعل ، و بعيدآ عن اى مزايدة سياسية ( حكومة – معارضة ) ، و بدلآ من قرار بناء مدرسة لن تجد لها تلاميذ ، و بدلآ عن تكوين لجنة تحقيق سترمى اللوم على جذع شجرة ، كان ينتظر صدور قرار فورى بتعويض اهل الضحايا و جبر ضررهم ، واقالة كل المسؤولين عن الفاجعة ، و تقديمهم للعدالة ، اما ولم يحدث ذلك ، و بدلآ من بيانات الشجب و الاستنكار التى لا تفرق بين الحزن على كارثة الكبنة و كارثة الوطن ، فلا نرى من يتطوع لاقامة دعوى جنائية فى حق من اعترف بتحمله المسؤلية علنآ، وافترى على الله و علينا كذبا مطالبآ بمحاسبته ، اى استفزاز بعد هذا .