* قال والى نهر النيل (حاتم الوسيلة) انه يتحمل مسؤولية غرق التلاميذ فى بحيرة السد .. ونسأله أية مسؤولية يتحملها، ومن سيُحِّمله المسؤولية أو يحاسبه؟!
* لو كان جادا فى تحمل المسؤولية، كما يقول، لتقدم باستقالته فور وقوع الحادث، ولو كان هنالك من يحاسب لأقاله من منصبه وقدمه للمحاسبة، ثم استقال، مثلما يفعل الذين تثقل المسؤولية ضمائرهم قبل أن تثقل جيوبهم !!
* عندما غرقت عبَّارة تلاميذ فى كوريا الجنوبية عام 2014 .. لم يستقل مدير المدرسة، ولكنه انتحر .. فالمسؤولية التى يحملها ليست مجرد كلام، وإنما حياة أو موت !!
* توارى (كانغ مين جيو) من الانظار فى احدى صالات المدرسة التى كان الاهالي يتواجدون بها فى انتظار نبأ يكشف مصير أبنائهم، وعندما افتقده البعض وخرجوا يبحثون عنه وجدوه متدلياً من إحدى الاشجار بعد أن شنق نفسه بحزامه!!
* وجدت الشرطة التى وصلت للتحقيق رسالة في محفظته كتب فيها ” البقاء على قيد الحياة وحيداً أمر مؤلم جداً لا يُحتمل، كيف أنجو في حين أن مئتين من تلاميذي في عداد المفقودين؟! .. أنا أتحمل المسؤولية كاملة، أنا الذي نظمّت هذه الرحلة .. احرقوا جسدي وانثروا رمادي في موقع غرق العبارة، ربما أستطيع أن أصبح معلماً لطلابي المفقودين في الحياة الأخرى، أريد أن أعلِّم تلاميذي الذين لم يتم العثور على جثثهم”.
* بعد بضعة أيام من حادثة الغرق قدم رئيس الوزراء (شونغ هونغ) إستقالته .. التى تعنى استقالة كل الحكومة، وليس إستقالته فقط أو استقالة المسؤولين المباشرين عن الحادثة كوزير التعليم او وزير خفر السواحل !!
* ظهر (شونغ) حزيناً فى مؤتمر صحفى بعد تقديم استقالته مباشرة، وقال فى بيان مقتضب:” الاحتفاظ بمنصبى عبء كبير جدا على الدولة، يتعين على أن اتحمل المسؤولية وأن استقيل”!!
* رئيسة الدولة لم تقل إن الحادثة (قضاء وقدر) بل وصفتها بالجريمة، وقامت بحل جهاز (خفر السواحل) بأكمله، وأعلنت استحداث وزارة بديلة للسلامة الوطنية قائلة:” إن خفر السواحل لم يخفق فى اداء واجبه المتعلق بالتفتيش والانقاذ فحسب، وإنما سيكون عاجزا فى شكله الحالى عن منع كوارث أخرى ضخمة فى المستقبل” .. بينما إعتقلت النيابة العامة مالك العبارة والقبطان وكل افراد الطاقم بتهمة القتل غير العمد بجانب تهم أخرى، وحكمت عليهم المحكمة بالسجن مددا تترواح بين 36 سنة وخمس سنوات !!
* لاحقا أصدرت محكمة أخرى حكما يدين الحكومة لاخفاقها فى التعامل مع الحادثة، وقضت بدفع ما يعادل 200 ألف دولار أمريكى لكل ضحية فى الحادثة، و35 الف لكل اب وام، و17 الف لكل اخ واخت، و5 الف دولار لكل جد وجدة !!
* هؤلاء هم رجال المسؤولية، موش مجرد كلام وشو اعلامى ووعود جوفاء، وحنوديكم الحج، ونبنى ليكم مدرسة، ونجيب ليكم حلاوة حربة، وقفاطين مزركشة ينوء تحت ثقلها الرئيس أو الوالى وهو يرفع الفاتحة، وكأنه مرغمٌ عليها معتقدا ان حضوره للعزاء شرف لاهل الضحايا المكلومين !!