الخرطوم- التحرير:
انهارت قبة العارف بالله الشيخ عبد الدافع في حلفايا الملوك بالخرطوم بحري.
وأفاد البروفيسور عثمان الحسن محمد نور أحد أحفاد الشيخ عبدالدافع أنهم وأهالي حلفاية الملوك يعيدون بناء القبة، وقد بدؤوا في خطوات عملية لتنفيذ ذلك، لما لهذا الصرح من قيمة دينية وتاريخية.
يعد مسجد الشيخ عبد الدافع محمد حمد حميدان الجموعي من أقدم المساجد بحلفاية الملوك، وهو المسجد العتيق، ويقع في وسط المدينة.
وقد شُيد في عام ١١٠١ هجرية، وجدد بناؤها الخليفة الحسن محمدنور عام ١٣٥٧ هجرية، كما تم تشييد موسسة إسلامية كبيرة للعارف بالله الشيخ عبد الدافع من قبل أحفاده خلال فترة خلافة الخليفة عبد الرحمن الحسن محمد نور، وافتتح المؤسسة الإسلامية نائب رييس الجمهورية في ديسمبر عام ٢٠١٠ م.
والجدير بالذكر أن مدينة حلفاية الملوك تسمي حلفاية أولاد حميدان نسبة إلى جد الشيخ عبدالدافع حميدان الجموعي، إلى أن جاء للحكم العبدلاب، وأصبحت تسمي حلفاية الملوك، نسبة لملوك العبدلاب الذين حكموا المنطقة، وأصبحت حلفاية العاصمة الدينية لدولة سنار.
اشتملت المدينة على مسجد بمساحة ألف متر مربع، ويتكون من طابقين، ومدرسة قرآنية، ومصلى للعيد، ومساكن للأمام والمؤذن، ومرافق للخدمات.
وتعاقب على خلافة مسجد الحلفاية الذي سمي بمسجد الشيخ عبد الدافع بعد وفاته عدة خلافات، وحسب ما جاء في كتاب طبقات محمد النور ود ضيف الله، فإن السنوات التي درس فيها الشيخ عبد الدافع بلغت ٥٨ عاماً، وهي أطول فترة يمضيها عالم في التدريس في عصره.
ووصف الشيخ عبد الدافع بالحلم والذكاء والنجابة، وكان كثير الأسفار في مصالح المسلمين، ويحرص علي الصلح بين المتنازعين.
ولم يقتصر نشاطه علي العمل الدعوي بمنطقة الحلفاية، بل امتد إلى غرب النيل، حيث أهله الجموعية، وبني مسجداً وخلوة بالحتانة بغرب النيل.
وقد توفي الشيخ عبد الدافع عام ١١٨٠ هجرية( ١٧٦٦م) في سنار مقتولاً، عندما ذهب إليها ليصلح بين قبيلتين متنازعتبن، وبينما كان يسعي إلى الصلح في الصراع المحتدم قتل الشيخ عبد الدافع غدراً، ومات شهيداً، وحمل رفاته أحد أبنائه، وقبر في قبته المشهورة بحلفاية الملوك التي شيده حفيدة دفع الله.
البروفيسور عثمان الحسن بجوار أنقاض القبة
وظلت قبة الشيخ عبد الدافع بطرازها المميز الى أن انهارت مساء الأحد ١٩ اغسطس ٢٠١٨ الموافق الثامن من ذي الحجة ١٤٣٩ هجرية.
وتعد قبة الشيخ عبد الدافع من أقدم القباب في ولاية الخرطوم، الأمر الذي اعتمدتها لجنة الاحتفال بسنار كأل دولة إسلامية من الاثار الإسلامية البارزة في المنطقة.
وصرح للتحرير البروفيسور الخسن محمد نور أحد احفاد الشيخ عبد الدافع أن جميع الأحفاد قد التزموا بإعادة بناء القبة بتصميمها السابق.