لندن – التحرير:
شدد رئيس ( نداء السودان) ورئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي على ضرورة ( المساءلة وعدم الإفلات من العقاب) بشأن الجرائم والانتهاكات لحقوق الإنسان في السودان.
ودعا إلى ( مساءلة لأي انتهاكات للحقوق منذ العام 1956 حتى الآن ) ورأى أننا محتاجون إلى وعي قومي ( سوداني) لما حدث منذ استقلال السودان حتى اليوم( فترة نظام الرئيس عمر البشير) عبر المساءلة، كما دعا القوى السياسية السودانية إلى ( بيريسترويكا) “أي إعادة بناء وهيكلة واصلاحات” وحض القانونيين السودانيين في بريطانيا على أن يتدارسوا فكرة إنشاء مفوضية لمعرفة الحقيقة والأحداث والتجاوزات التي جرت في السودان منذ العام 1956 .
وكان المهدي يتحدث في حوار ونقاش مع ممثلي اللجنة التنفيذية لرابطة المحامين والقانونيين ببريطانيا، مساء الخميس 30 أغسطس 2018 وضم وفد الحقوقيين أبوبكر عبدالله آدم رئيس المكتب التنفيذي للرابطة و علي العجب رئيس مكتب حقوق الإنسان و نجم الدين موسى رئيس المكتب الأكاديمي و أمينة درويش رئيسة المكتب المالي وعوض محمد احمد رئيس المكتب الاجتماعي.
وأكد الصادق إن النظام ( نظام الرئيس عمر البشير) هدم الدولة الحديثة وملاحق جنائياً ( من محكمة دولية) وارتكب ( سرقات) وقال ( نحن ” قوى المعارضة” محتاجون إلى توحيد الكلمة وأن يكون التغيير ” تغيير حكم البشير” متفق عليه وبوسائل متفق عليها أيضاً، وأن نتفق على ميثاق بناء الوطن في إطار ما نسميه حزب السودان ” أي اتفاق كل القوى على الأهداف والبرامج”.
وفيما جدد التأكيد على أنه ليس متبنياً لمسألة معالجة قضية المحكمة الجنائية الدولية ( المادة 16) شدد على أهمية عدم الإفلات من العقاب، وقال إن هناك جرائم أخرى بالإضافة إلى الجرائم التي ارتكبت في دارفور ونحتاج إلى أن نتفق على معالجتها في الفترة الانتقالية ( بعد تغيير نظام البشير)، كما دعا الحقوقيين السودانيين ببريطانيا إلى وضع مرجعية ومقاييس للانتخابات في السودان، وأن يكون لعشيرة القانونيين موقف موحد بشأن قضايا السودان.
وأعتبر أن مجرد ترشيح البشير لانتخابات 2020 يطعن في شرعية الانتخابات، وقال ( أين الانتخابات ، هي ملهاة للناس، السودان يغرق الآن وهم ( مسؤولو حكومة البشير) يتكلمون عن انتخابات بعد سنتين)، وأضاف ( من يسألني عن البديل أقول البديل حريتك، كل الطغاة يقولون نحن أو الطوفان).
وعن (علاقتنا مع الحركات) قال إن معاني هذه العلاقة تكمن في أنها ( مشروع علاقة بين المركز والهامش، وبين النهر والظهر، وبين الاثنيات).
وقال المهدي في إطار النقاش مع الحقوقيين ( كلنا محتاجون لعمل بيريسترويكا ” مراجعات وإصلاح” فالقوى اليسارية محتاجة لتنتقل من خط عزل الآخرين، والفكر القومي محتاج لبيريسترويكا ، والفكر الأفريقي يحتاج إلى أن يخرج من المفهوم الاثني ، ومن تجاربنا فان هذه المراجعات مهمة لبناء الوطن ، والقوى التي حملت السلاح محتاجة لمراجعات ، كلنا محتاجون لمراجعات لنفكر بمنهج قومي “سوداني جامع” حتى لا نعيد انتاج المشاكل، ونحن في حزب الأمة والأنصار نسير على طريق تحقيق بيريسترويكا).
وبشأن التظاهرات قال (نريد أن يكون التحرك المقبل ( الحراك الجماهيري) متفق عليه، ولا تكون المبادرات جزئية)..
وأثار المحامون والقانونيون قضايا عدة وطرحوا رؤاهم بوضوح وشفافية وجرى الحوار في مناخ ساده التقدير والاحترام المتبادل والحرص على التعاون في سبيل بناء دولة القانون والمؤسسات في السودان .
وقال علي العجب إن (همنا الكبير أن العمل السياسي فيه إشكالات كثيرة) وأن (القوى السياسية المعترف بها أصبحت مشكلة ، الناس لا تستطيع تجاوزها ولا تستطيع تجاوز المشاكل) و( يقال إن حزب الأمة يقف ضد التغيير وأن الصادق المهدي يقف ضد التغيير. و هذا يؤكد أن حزب الأمة رقم لا يمكن تجاوزه وعليه أن يلعب دوراً ريادياً في التغيير ( تغيير نظام الرئيس عمر البشير)، كما أشار إلى أن هناك من يرى أزمات لحزب الأمة والصادق) .
وأكد نجم الدين موسى أهمية حزب الامة كحزب سياسي وتقدمي ولفت إلى موقع الحزب بين الوسط والجغرافيا الإقليمية، ورأى أن هذا مهم جداً، وقال إن السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل يصبح لا قيمة له لو ارتبط بالتسوية مع النظام ، وأن الإصلاحات الدستورية والقانونية هي المدخل الصحيح للتحول الديمقراطي .وأضاف أن شعار السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل شعار عالي الدسم وسيصبح رهاناً خاسراً لو ارتبط بتسوية مع النظام ( نظام الرئيس عمر البشير).
كما نبه إلى خطورة دخول مسألة المحكمة الجنائية الدولية في أي مساومة سياسية ، ودعا لترك هذا الملف للمحكمة الدولية، وشدد على أن العدالة الانتقالية هي شغلنا الشاغل، وطالب بأن تسبق ورقة الإصلاح القانوني ورقة السياسات البديلة، وقال ( نحن مستعدون للعمل في هذا الاطار، وهذا مدخل لموقف سياسي موحد).
ورأى أبوبكر عبد الله ادم أن (الإصلاح السياسي في السودان هو نوع من التنازل ، أنا مؤمن بالتغيير الجذري) ، ولفت إلى انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور، وقال ( نتمنى من السياسيين مراعاة العدالة في التسوية السياسية وأن لا يكون العفو عن المجرمين مسألة تلقائية) وأضاف ( نريد إصلاحات قانونية ودستورية تنص على معاقبة جرائم الانتهاكات كالتعذيب في بيوت الأشباح، ودعا لوضع قوانين وعقوبات رادعة للجرائم التي ارتكبت).
وأضاف أنه ( إذا لا بد من تسوية سياسية فلابد أن تتضمن العدالة حول الأراضي، وأكد أهمية خلق نظام دستوري ونظام قانوني يحول دون ( المس بالأراضي).، و(أدعو الامام لو نجح في خلق توافق بين القوى السياسية لإحداث تغيير سلمي أن تكون قضايا الناس حاضرة).
وكان أبو بكر وهو رئيس رابطة المحامين والقانونيين عًبر في مستهل اللقاء عن (الشكر والتقدير) للمهدي وقال إننا سعداء بلقاء الإمام والتحاور معه حول قضايا مهمة ، ليس لأنه رجل دولة فحسب بل لأنه صاحب اسهامات كثيرة واهتمامات تتقاطع مع مشاكلنا كقانونيين ونحن نعرف اهتمامه بقضايا العدالة والمرأة وحقوق الإنسان ، وشدد على أن المرحلة المقبلة في السودان مهمة ويشمل ذلك العدالة الانتقالية ، وسنتحدث خلال النقاش عن كيفية تحقيق الإصلاح القانوني وتحقيق العدالة وأهمية أن يكون ذلك حاضراً في أذهان السياسيين.، ونثق أن حوارنا معك ( مع المهدي) سيكون مثمراً.
ورد المهدي على كل الأسئلة والتعليقات وقال (أريد تغيير موقف ( البلد بلدنا ونحن أسيادها) وشدد على أن أي جهة لو عملت التغيير ( تغيير نظام البشير) ستفرض وحدها البديل، ونحن نريد تغييراً ( للنظام) بدور قومي ( سوداني شامل) ، وأضاف أنه يركز على ( التقدمية المؤصلة ) لحزب الأمة و( التأصيل التقدمي ) لهيئة شؤون الأنصار، كما قال في هذا السياق أننا ( جميعاً) محتاجون إلى بيريسترويكا ( مراجعات).
وبشأن المحكمة الجنائية الدولية أكد مجدداً تمسكه بالمساءلة وعدم الإفلات من العقاب، وبشأن التغيير في السودان كرر موقفه الذي يدعو إلى أن تكون مبادرة التحرك ( الجماهيري) شاملة ومتفق عليها وليست جزئية.
وكان رئيس مكتب حزب الأمة القومي بالمملكة المتحدة وايرلندا الدكتور محمد الأنصاري نوه في بداية الاجتماع بدور القانونيين السودانيين ببريطانيا ووصفه بأنه دور مهم وحيوي وفاعل، وأوضح أن السيد المهدي سيلتقي ممثلي عدد من الاتحادات والنقابات والروابط المهنية خلال الفترة المقبلة..
وتحدث في الاجتماع رئيس الهيئة المركزية لحزب الأمة القومي ببريطانيا محمد زين عديلة، وقال إن رؤينا في الحزب تشدد على أن للمحامين والقانونيين دوراً مهماً ، ونحن سعيدون بوجودكم، ونتطلع إلى أن تلعب الرابطة المزيد من الأدوار الايجابية الواسعة النطاق ، وأضاف ان نظام الإنقاذ ( نظام البشير) لا سقف له في ممارسة العنف، وأن الشباب هم جزء من ضحايا هذا العنف والبطش.
وقال رئيس اللجنة الإعلامية لحزب الأمة القومي بالمملكة المتحدة وايرلندا محمد المكي أحمد إن القانونيين السودانيين في بريطانيا يلعبون أدواراً ريادية في الدفاع عن الحقوق، ورأى أن العنوان الأبرز لقضايا السودان يكمن في الحقوق، ما يعني ضرورة أن يتكامل دور السياسيين والحقوقيين والاعلام كافة لتشكيل رأى عام سوداني يدعم حقوق الناس.
وشدد المكي على أهمية سيادة القانون لتحقيق هيبة النظام الديمقراطي، لأن هناك من يسيء استخدام أجواء الحرية في ظل النظام الديمقراطي، ولفت إلى دلالات احترام الناس في بريطانيا للقانون الذي بات يشكل سمة من سمات حياتهم ، كما أكد أن للحقوقيين السودانيين بلندن تصورات ورؤى قانونية حول كيفية ملاحقة المجرمين ومنتهكي الحقوق أثناء وجودهم خارج السودان ، كما أشار إلى أن بعض السياسيين السودانيين يحتاجون إلى تثقيف قانوني لأنهم يتحدثون أحياناً حديثاً يتناقض مع القوانين ( الدولية).
وقالت القيادية بحزب الأمة القومي بلندن سهير شريف إن في مقدور الحقوقيين أن يلعبوا أدواراً مهمة في (نداء السودان) وهو تحالف للمعارضة السودانية، مشيرة إلى أهمية اجتماعات جنيف المقبلة بشأن حقوق الإنسان، وأكدت على أهمية توحيد الجهود في هذا الشأن.
وحضر الاجتماع محمد زكي السكرتير الإعلامي للمهدي .
Online Drugstore,cialis 5mg price,Free shipping,buy clomid and nolvadex,Discount 10%cialis black discount