القوى الوطنية تنعى فقيد الوطن أمين مكي مدني وتعاهده على السير نحو درب الديمقراطية
اتفاق على نضاله من أجل إرساء القيم الإنسانية
نعى المرصد السوداني لحقوق الإنسان إلى الشعب السوداني، وإلى حركة حقوق الإنسان في أفريقيا، وفي العالم العربي، وإلى الحركة الدولية لحقوق الإنسان “رحيل المناضل الجسور والخبير البارز في مجال حقوق الإنسان، الدكتور أمين مكي مدني” الذي وافته المنية صباح أمس الجمعة (31 أغسطس 2018م) في الخرطوم.
وقال المرصد في نعيه: “كان الدكتور أمين مكي مدني أحد أبرز أبناء جيله من مؤسسي حركة حقوق الإنسان في بلادنا، وأحد أبرز قادة النضال من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية على المستويين الأفريقي والعربي. وقد كان إسهام الراحل الكبير بارزاً في تأسيس وقيادة المنظمة السودانية لحقوق الإنسان في ثمانينيات القرن الماضي إبان دكتاتورية نميري، وتولي رئاستها في مرحلة صعبة من تاريخ النضال الحقوقي في السودان بعد أن قام انقلاب الإنقاذ بحلها، فانتقلت للعمل خارج السودان لتتصدى بقوة للانتهاكات الجسيمة، وتفشي التعذيب في معتقلات النظام. بادر الراحل بالدعوة إلى إعادة تأسيس المنظمة، أثناء فترة التفاوض على اتفاقية السلام الشامل، وقاد عملياً جهود إعادة تأسيسها تحت اسمها الحالي “المرصد السوداني لحقوق الإنسان” في 2005م حيث تولى رئاسة المرصد من 2008 إلى 2013م”.
ونعت الجبهة الوطنية الراحل، وقال رئيسها في نعيه: “لقد ودعنا اليوم فارس من فرسان وطننا، و علم من أعلامنا، وعالم فذ متقدم من علمائنا، نذر حياته من أجل السودان الذي أحبه، و من أجل الإنسانية، وصون عزتها وكرامتها وحقوقها، إنه الفارس الدكتور أمين مكي مدني، الذى تشرفت بالعمل معه في ساحات عدة من سوح وطننا الذى يعاني النكبات، فتصدى الخُلّص الشرفاء لانتشاله من وهدته والسعي لإنقاذه من الضياع، وكان الدكتور أمين مكي مدني يتصدى دون كلل ودون ملل يقاتل وهو يعاني الأمراض حتى أدى رسالته ليكملها زملاؤه وأحباؤه ليتحقق النصر المبين”.
ونعى رئيس الحركة الشعبية –شمال – ونائب رئيس نداء السودان مالك عقار أير رحيل أمين مكي مدني، وقال: “ترددت كثيراً خوفاً وحياءً أن لا أجد الكلمات التي أنعي بها هذا العملاق الإنسان الذي رحل بجسده، وترك أفضاله وأعماله باقية بيننا، الدكتور أمين مكي مدني عَلمُ ورمز سيظل محفوراً في ذاكرة الضعفاء والمظلومين، وسيظل سيفاً مشهوراً شجاعاً في وجه الطغاة المتجبرين يرهبهم أينما كانوا”.
كما نعى رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد أحمد النور وفاة الدكتور أمين مدني، قائلاً: “نحن إذ ننعى د.أمين مكي مدني إنما ننعي علماً من أعلام السودان وعالماً من العلماء الأفذاذ ومناضلاً جسوراً لا يشق له غبار، وخبيراً من الخبراء الدوليين ومحارباً من أجل الديمقراطية والحكم الرشيد، بذل حياته من أجل القيم الإنسانية، وترسيخ مبدأ الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية ومقارعة الطغاة دون أن تفتر له عزيمة أو تلين له قناة، وظل علي مبادئه حتي لاقي ربه راضياً مرضياً”.
ووصف مركز الخاتم عدلان للاستنارة الراحل بأنه ايقونة حقوق الإنسان، وقال في نعيه للفقيد: “برحيل المدافع الحقوقي الصلب د. أمين مكي مدني افتقدنا إحدى عبقريات الفكر المنتج لثقافة الاستنارة والدفاع عن حقوق الإنسان ومصالحه وتطلعاته في الحياة الحرة الكريمة والديموقراطية.
رحلت طاقة معطاءة وشمس فكرية ساطعة ظلت تمنح الحياة قدرات المقاومة، ورفض التداعيات السلبية، والرد على أساليب القمع والمصادرة والاستلاب في يوميات النضال في السودان منذ الستينات مروراً بالعقود التالية محمّلة بأعباء الصراعات والتناقضات التي حكمت المرحلة، فلم يمل أو يكل يوماً”.
وتقدمت حركة العدل والمساواة “بأصدق التعازي لأسرته وأقاربه وجماهير الشعب السوداني في هذا الفقد الأليم”، ووصفته هيئة محامي دار فور بأنه “أحد أميز رواد حركة الحقوق المدنية السودانية”، وقد “رحل بعد مسيرة حياة حافلة بالعطاء والتفاني في خدمة قضايا وطنه. توجه للعمل الإنساني بالأمم المتحدة ممثلا للأمين العام لأمم المتحدة في بعض مناطق النزاعات بالشرق الأوسط. لقد كان للفقيد الراحل دور هام في التأسيس لثقافة المساواة بين السودانيين، وناهض التمييز السلبي الممارس في المجتمع ضد النساء بالتوعية والتثقيف الإيجابي”.
وقال رئيس لجنة الحزب الوطني الاتحادي بالمملكة المتحدة وأوروبا م. أمين محمد طاهر حمد: “لقد فقد السودان علماً من اعلامه وبطلاً من ابطاله وفارساً من فرسانه، ارتوي الكثيرون من صموده ومواقفه، ونهل طلابه ورجال القانون من علمه الغزير، واستنار به كل رافض للقهر والاستبداد”.
ووصف مؤتمر البجا التصحيحي الراحل بأنه “كان منازلاً شريفاً وقوياً لا تلين ناصيته في مواجهة الظلم”.
وعاهدت المجموعة السودانية للديمقراطية أولاً الفقيد “بالمسير في دربه للعمل من أجل وطن حر، وحياة كريمة للسودان وأهل السودان”.
ونعت حركة 27 نوفمبر “المثقف الواعى المهموم بقضايا شعبه، الذى عمل طوال حياته من أجل وطنه، ودافع عن حقوق الإنسان، وانحاز إلى مصالح بسطاء الناس، وظل يناضل ضد الدكتاتوريات المختلفة، مؤمناً بالتغيير الديمقراطي، وبضرورة ترسيخ نظام تعددي يقوم على المواطنة، ويحفظ للسودانيين حقوقهم المادية و المعنوية “.