صدر للدكتور عبدالله محمد سليمان عن مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي بأمدرمان كتاب “أصداء في مسارب البوح”، يقول المؤلف في مقدمته “حين شرعت في كتابة هذا التقديم انتابتني للحظة بعض الحيرة. ما عساي أسمي هذا النثار من الكلمات التي عبرت بها عن ما اختلج في نفسي على مدى سنوات مضت في مواضيع شتى، ونشرت بعضها في الصحف وفي مواقع إليكترونية؟
عبدالله سليمان
هل سيقبل القارئ مني – وبين كل كاتب وقارئ عقد ضمني – أن أزعم أنها نوع من الكتابة الابداعية؟ هل هي مقالات أدبية أم قصائد شعر منثور أم قطع كلام مرسل أم هي خواطر وومضات محملة ببعض المشاعر أم ماذا ؟ وإن كان فيها ملامح من كل هذا أو بعضه، فأي نهج في الكتابة سلكت، وأي قاعدة التزمت؟
أستبد بي الرهق حيناً وأنا أحاول الإجابة على هذه الأسئلة المحرجة، لا سيما وأنه لم يتسن لي أن أستطلع الآراء حولها إلا من بعض أصدقائي الذين راقهم ما كتبت حين نشرت بعضه في الصحف والمواقع، ولم تخل شهادتهم لي من المجاملة.
ولكني أرحت نفسي من عناء الحيرة والتفكير، فما كتبت لم يلتزم بقيود صارمة للكتابة، وأقلها أن يكون لكل موضوع مقدمة ومتن وخاتمة. ولست أسعى ليتطابق فهم من سيقرأ لي بما قصدت إليه من كل نص كتبته، ولهذا نهجت نهجا يتصالح مع محاولة كل قارئ للتأويل وفق ما يراه وما يتيحه له جدل اللفظ والمعنى. ذلك أدعى لتنويع المعاني وتيسير فهمها من كل الزوايا.
ليكن هذا النثار إذن دفق مشاعر ومحاولة للبوح جاءت سادرة على السجية، يخالطها الفرح حينا والحزن والأسى حينا آخر. يتخللها الأمل والتفاؤل والرجاء مرة والتشاؤم والانكسار مرة أخرى. لن تخلو كلماتي من مزالق وهي تبدو متحررة من كل قيد على صفحات هذا الكتاب. ربما تغازل رؤاي قمما لا تبلغها أخيلتي وأسلوبي وتراكيب لغتي، وربما تتوه معالم المعاني التي قصدت إليها في دروب الحقيقة والخيال وهي تلوح هامسة بين أثقال الواقع وطلاقة الحلم، ولهذا فهي أصداء في مسارب البوح”.