لندن – التحرير:
أكد رئيس (نداء السودان) ورئيس حزب الأمة القومي السيد الصادق المهدي أهمية أدوار الدبلوماسيين السودانيين (المعاشيين)، وقال إن النظام ( نظام الرئيس عمر البشير) أعفى كثيراً منهم بصورة غير قانونية وتعسفية ، ووصف هذا القطاع بأنه (مميز، ليس لأن منتسبيه دخلوا الخدمة عبر امتحان فحسب بل لأنهم يتعرضون أكثر من غيرهم لتجارب الناس الآخرين، ويخرجون بذلك من نطاق المحلية إلى العالمية، وهذا مصدر ثقافة ومعرفة واطلاع على وسائل الإعلام الدولية).
وكان المهدي يتحدث بمقر اقامته بلندن، الأحد 2 سبتمبر 2018، إلى نخبة من الدبلوماسيين المخضرمين الذين تبوأوا مواقع مرموقة في السلك الدبلوماسي السوداني في سنوات مضت، ، ودعاهم إلى حصر عددهم ومواقعهم و( تشكيل مجموعة العشيرة الدبلوماسية ليلعبوا دوراً في مستقبل الوطن). وشارك في الاجتماع السفير ووكيل الخارجية السابق فاروق عبد الرحمن والسفير السابق عصام أبو جديري والدبلوماسي السابق محمد بشير الصاوي والدبلوماسي السابق الحارث إدريس.
يُشار إلى أن نظام الرئيس عمر البشير أحال بعد انقلاب الثلاثين من يونيو 1989 عدداً كبيراً من الدبلوماسيين المحترفين على التقاعد، ما شكل ضربة قوية للدبلوماسية السودانية.
وقال الصادق إننا طالبنا الاتحاد الأفريقي بوضع مقاييس لقوانين الانتخابات وضمانات للحريات، ودعا ” العشيرة الدبلوماسية” إلى تبنى هذه الدعوة، كما دعا الدبلوماسيين إلى مخاطبة الجامعة العربية لتكون جامعة دول وهذا يشمل الشعوب بدلاً من أن تكون جامعة للحكومات، كما حض الدبلوماسيين على المطالبة بإصلاح الجامعة العربية لإشراك الشعوب في أعمالها بطريقة أو بأخرى، كما شدد على أهمية المطالبة بإصلاح الأمم المتحدة.
وقال في هذا السياق (طالبنا الأسرة الدولية بعقد مؤتمر لدعم حقوق الإنسان في السودان والسلام العادل الشامل والحكم الديمقراطي) وأكد حرص ( نداء السودان) وحزب الأمة على استصحاب دور الأسرة الدولية، لافتاً إلى وجود تعامل ( دولي) انتهازي مع البشير، كما دعا الدبلوماسيين إلى بحث تجربة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد بشأن مكافحة الفساد.
وأضاف أن النظام ( نظام الرئيس عمر البشير) باع أراضي السودان لجهات أجنبية ، وقال إن القانون السوداني كان يمنع تملك الأجانب لأراضي السودان، ورأى أهمية أن تتدارس العشيرة الدبلوماسية كل هذه الملفات، ورأى أن (نقاشنا في هذا الشأن يمكن أن يسفر عن تفهم وتفاهم حول دور العشيرة الدبلوماسية في مستقبل بناء الوطن).
وأكد أن نظام البشير خرق القواعد الدبلوماسية، وصار مسؤول الأمن هو المسؤول بالسفارة، وحوًل السفير إلى صورة ، وقال إن الرئيس هو الدبلوماسي الأول ، وإن القيادة السياسية تُقزًم القيادة الدبلوماسية، وهذا يلغي دور الدبلوماسي، وأن من يتكلم أي كلام ( لا يعجب الرئيس) فانه ( يطير كما طار إبراهيم غندور) ” وزير الخارجية السابق”.
وأوضح الدبلوماسي السابق محمد بشير الصاوي أن لدينا في لندن شكلاً من أشكال التنظيم ” الدبلوماسي” يمكن تطويره، مشيراً إلى وجود مجموعات ( واتساب) خاصة بالدبلوماسيين، ويمكننا مناقشة أفكارك ( أفكار المهدي) في هذه المجموعات، ولفت إلى اهتمام بريطانيا بالعلاقة مع السودان من زاوية مكافحة الإرهاب، ورأى أن لندن يمكن أن تلعب دوراً بشأن المؤتمر الدولي الخاص بالسودان الذي دعا إليه الصادق، كما شدد الصاوي على أهمية الاهتمام بالتعليم.
وخلص أن ما طرحه الصادق ( هو تصور سليم يمكن أن يدرس ويحول إلى خطط)
وقال السفير السابق فاروق عبد الرحمن إن نظام البشير بعثرنا ( شردنا) في كل عواصم العالم، مشيراً إلى أن عدد الدبلوماسيين ( قبل انقلاب البشير) كان أقل من 300 دبلوماسي في كل بقاع العالم و55 سفارة، والأن ملأت وزارة الخارجية حشود طردت أهل البيت، وفتحوا سفارات لا يوجد ما يبرر فتحها، وأكد أن وزارة الخارجية هي ( أكثر الوزارات التي ضُربت) وقد نهبوا ( عناصر النظام) السلطة والثروة، ورأى أن ( الرئيس) عمر البشير سلب الخارجية من كل ما فيها، وبات وزراء الخارجية يتفرجون، وقال إننا نحاول تنظيم أنفسنا ، وهناك اتصالات في هذا الشأن.
وفيما لفت إلى أن علاقة السودان ساءت مع عدد من الدول بسبب سياسات النظام ( نظام الرئيس عمر البشير) لفت إلى أن طريق الانضمام إلى العمل بوزارة الخارجية كان يتم وفقاً لضوابط امتحان يخوضه المتقدمون للوظائف، وكشف أن الصادق المهدي عندما كان رئيساً للوزراء تقدمت بنت عمه للعمل بوزارة الخارجية لكنها لم تدخل الخارجية ، وشدد على أن الخارجية كان يدخلها أبناء الفقراء وغيرهم ولم تكن التعيينات ( في فترة الحكم الديمقراطي) تتم خارج دائرة الامتحان.
من جهته لفت السفير السابق عصام أبو جديري إلى أن النظام ( نظام الرئيس البشير) استفاد من مشاكل كثيرة حدثت في العالم، مشيراً على سبيل المثال إلى تغيير نظام الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وحرب اليمن وتفاعلات سد النهضة وانفصال جنوب السودان، مشيراً إلى دولا ً غربية تريد الإبقاء على النظام الحالي في السودان حتى لا تتأثر مناطق أخرى، و أكد وجود تواصل بين الدبلوماسيين ( الذين احيلوا إلى التقاعد) عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن النظام (نظام الرئيس عمر البشير) يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لخلق بلبلة وتشويه وتحريف للبيانات، وانتقد ضعف استخدام المعارضة لوسائل التواصل الاجتماعي، وفيما أكد أن الدبلوماسيين المعاشيين المقيمين في السودان يواجهون مشاكل معيشية وحياتية، رأى أن جهد الدبلوماسيين الوطنيين في الخارج يمكن ان يكون أكثر فاعلية، ونوه باتصالات واجتماعات المهدي ببرلمانيين ولوردات بريطانيين.
وشدد الدبلوماسي السابق الحارث إدريس على أهمية توظيف خبرة الدبلوماسيين، ووصفهم بأنهم ( رافع نوعي لدفع الأجندة الوطنية)، مشيراً إلى إقرار النظام ( نظام الرئيس عمر البشير) بفاعلية معارضة الدبلوماسيين بالخارج ، وأعلن أن الدبلوماسيين ( المعاشيين) سيعقدون اجتماعاً لمناقشة الأجندة التي طرحها المهدي وبحث كيفية تحقيقها، وانتقد (اهمال المعارضة للدبلوماسيين الوطنيين ، لأن السياسة شكلت الأولوية) مؤكداً أن الدبلوماسية هي الظل السيادي للدولة، وقال إننا مطالبون بأن نُعين صانع القرار السيادي على رسم الأجندة وحصر الأهداف.
وتحدث عن تعريف أنواع الدبلوماسية، مشيراً إلى التعريف المعياري للدبلوماسية وأهمية إعادة هيكلة وزارة الخارجية وتكامل الدبلوماسية مع حقوق الإنسان، و تناول الدبلوماسية الرسالية و( دبلوماسية مياه النيل) ودبلوماسية الموارد الطبيعية والاستثمار، والدبلوماسية الرقمية، وأكد (أننا اقترحنا عقد مؤتمر وسنعد أوراق عمل ستسهم في البديل)، وطالب بـ ( رؤية جديدة للدبلوماسية)، وخلص إلى أن ( الكلية الدبلوماسية تعين السيد الصادق على إعادة رسم وقراءة الخارطة الدبلوماسية في العالم ومتغيراتها).
وفي تعقيبه على رؤى الدبلوماسيين وصف المهدي الاجتماع بأنه ( تهوية مهمة ومفيدة ، وأن للوجود الدبلوماسي ( خارج السلطة) مهمة الآن وفي المستقبل لبناء الوطن، ، مؤكداً أهمية تشخيص الحالة الدبلوماسية الحالية ، وما تتطلبه من معالجات، وقال إن الأوربيين والأميركيين يحتاجون إلى تنوير بشأن الأوضاع في السودان ، ورأى أن خوف الغرب من الهجرة والإرهاب أدى إلى تشويه النظام السياسي في الغرب، وقال ( هذا الخط الأميركي الأوروبي هو أحسن خط يدعم الإرهاب)، وخلص في هذا الشأن إلى أن ( استقطاب العالم بين مجانيننا ( إرهابيو المنطقة) ومجانينهم ( الشعوبيون في الغرب) يضرب فكرة العالم والإخاء والمعاني الليبرالية المستنيرة)، وقال للدبلوماسيين إنه سينقل ما سمعه مهم من رؤى وأفكار إلى ( نداء السودان) وحزب الأمة القومي.
وكان رئيس مكتب حزب الأمة القومي بالمملكة المتحدة وايرلندا الدكتور محمد الأنصاري خاطب الاجتماع مرحباً بالدبلوماسيين، مشيراً إلى أن الصادق بدأ سلسلة لقاءات مع اتحادات وروابط مهنية بلندن، وأنه مهتم باستصحاب آرائها في ( نداء السودان)، ونوه بالجهد الكبير للدبلوماسيين ( المعاشيين) بلندن، وقال إنه جهد مستمر ومتجدد، ودعاهم إلى التعاون مع ( نداء السودان) وحزب الأمة في مجال العلاقات الخارجية.
وتحدث رئيس المكتب الإعلامي لحزب الأمة القومي بالمملكة المتحدة وايرلندا محمد المكي أحمد، ووصف الدبلوماسييين الذين اجتمعوا مع المهدي بأنهم (دبلوماسيون مخضرمون) ودعا إلى تعزيز التعاون بين ( نداء السودان) والدبلوماسيين المحترفين لوضع السياسات البديلة في مجال الشؤون الخارجية، والاهتمام بتطوير الخطاب السياسي لقادة المعارضة ليواكب المتغيرات والمستجدات في العالم، واقترح أن يدعو ( نداء السودان) الدبلوماسيين إلى المشاركة في تنظيم ورشة عمل في هذا الشأن.
وخاطبت الاجتماع القيادية بحزب الأمة القومي سهير شريف، وقالت إن الحكومة (حكومة الرئيس البشير) تقدم معلومات وتعطي رسائل خاطئة عن الحكومات السابقة، وتزعم أنها حكومات أسر، وأكدت أهمية دعوة المهدي للدبلوماسيين المعاشيين بشأن حصر عددهم ، ودعت الصادق إلى استصحابهم واشراكهم في أعمال ( نداء السودان).
وحضر الاجتماع محمد زكي السكرتير الإعلامي للمهدي.