ما أن توارت الحركة الإسلامية السودانية عبر بوابتها حكومة الإنقاذ المسماة إفكاً خلف شعاراتها التي أكلتها فيما بعد كما أكل ابن الخطاب صنمه، والتي ملأت بها الدنيا ضجيجاً، ولم تقعد إلا بعد أن أكلتها كرهاً واحداً تلو الآخر؛ لتطل برأسها من جديد بعد أن أكلها الدهر، وبدأت تدب دبيباً لترفع شعارات أخرى خلسة تواكب مأساتها، وهى (اطلبوا المال ولو في الصين)، ضمن مشروع التسول الدولي الذي لم تترك الإنقاذ فيه فجاً إلا وذهبت إليه تمد يدها علناً، وهى تقول (طالب من الله) (قد مسنا وأهلنا الضر)، ولكن بما كسبت أيديهم حيث كانت المحطة السابقة في التسول وليست آخر محطات الكيزان إلى أرض (التنين) التي وﻋﺪ فيها ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺷﻲ ﺟﻴﻦ ﺑﻴﻨﻎ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻴﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎً، ﻭﺃﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺑﻼﺩﻩ ﻣﻨﺤﺔ ﺑﻘﻴﻤﺔ 400 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻳﻮﺍﻥ، ﻭﻗﺮﺿﺎً ﺑﺪﻭﻥ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﺑﻘﻴﻤﺔ 200 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻳﻮﺍﻥ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﺭﻳﻊ ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻭﺗﻌﺎﺩﻝ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﻠﻐﻴﻦ ﻧﺤﻮ 88 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺩﻭﻻﺭ .
عراب الإنقاذ (اﻟﺒﺸﻴﺮ) الذي قاد وفد التسول الكيزاني ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻬﺪﺍﺕ ﻣﻦ ﻧﻈﻴﺮﻩ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً، وﺗﻔﻬﻤﻬﻢ ﻟﻠﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﺮ ﺑﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻔﺼﺎﻝ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻭﺃﺿﺎﻑ ” ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺳﺘﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ .”
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻳﻮﻥ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ أﻧﻬﻢ ﺳﻴﻔﻜﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺇﻳﺠﺎﺑﻲ ﺣﻮﻝ ﺗﻤﺪﻳﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﻤﺎﺡ ﻟﻠﺪﻳﻮﻥ، ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ، ﻭﺗﻬﻴﺌﺔ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺁﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ .
ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺩﻳﻮﻥ ﺑﻜﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﻠﻴﺎﺭﻱ ﺩﻭﻻﺭ، ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﺗﻔﺎﻗﺎً ﺟﺮﻯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﻴﻦ ﺑﺠﺪﻭﻟﺘﻬﺎ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺍﻹﻳﻔاء ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ في اعظم فشل اقتصادي، وفساد سجلته الدولة السودانية طيلة تاريخها .
رغم الحماس الذى أبدته الصين مؤخراً تجاه مغامرات التوغل الاستثماري في إفريقيا، وعلى رأسها السودان، ورصد كميات هائلة من الأموال إلا أن ذلك لا يعدو كونه محاولة لاختراق السباق الاقتصادي الدولي في إفريقيا الذى تراجع كثيراً بسبب الانكماش الأوروبي، وذلك لعدم الجدوى الاقتصادية لغياب مناخ الاستثمار بسبب الفساد والحروبات والديكتاتوريات التي تسير في خطين متوازيين مع التنمية الاقتصادية والسلام والحكم الرشيد؛ مما جعل الصين تسعى بكامل قواها إلى ملء ذلك الفراغ الذى حقق نجاحات في بعض الأماكن وفشل في بعضها.
بالنسبة إلى وضعية السودان الذى فشل في سداد ما عليه من ديون وتلقيه للمنح التي اعتادها وديون أخرى على شاكلة (الكوم زيدو ردوم)، ولا تزال الصين تتعشم في أن ينفخ الصور في جثمان الإنقاذ الذى قضى نحبه، ولكن معطيات الواقع تجاوب على ذلك السؤال الذى لا يعدو عنده السودان أشبه بواقع الله الذى يرمى من يريد أن يرفعه، وهذا بالضبط سودان الانقاذ الذى يقول حاله أن تلك الأموال الصينية وغيرها لن تسير في أوجه صرفها كما يتوقع أصحابها، وذلك لتنامي معدلات الفساد التي قضت على الأخضر واليابس من سابقات اموال الاستثمارات الأجنبية التي تحولت الى أرصدة الكيزان الخاصة والتي هي أشبه بجهنم التي لا تمتلئ، إلى جانب عدم وجود المناخ الملائم للاستثمار وقوانينه؛ بسبب الفساد وغياب الحكم الراشد، واستمرار الأنظمة الشمولية، وعدم توافر الأمن والسلام، وأن الصين لن تكون آخر محطات الكيزان التسولية على نسق السعودية وبقية دول الخليج وتركيا وروسيا وإيران وغيرها.
وستطول القائمة ما دام الاقتصاد والإنتاج السوداني معطل والحرب تشتعل والسلام في الأحلام، وكما يقول الشيخ (فرح ودتكتوك) (فى الصيف كتر طشيشك، وفى الخريف كتر حشيشك، كان ختيت لقمة دريشك الدناعة ما بتعيشك).