تقرير : الخرطوم – التحرير:
الصورة في كسلا تبدو مؤلمة. السلطات المحلية حاولت التكتم عن حالة الوباء الذي انتشر بالولاية، بانتهاج دفن الرؤوس في الرمال. فضائية كسلا تغني وترقص والأهالي يرقصون من الألم، كسلا تحتضر وتحتاج إلى هبة عاجلة، وحكومة الولاية تقوم بمحاولات لردم البرك والمجاري، وتعقد اجتماعات لا طائل منها. زيارات وحشود سياسية من المركز، لم تغير من الواقع، والوباء مازال ينهش الأطفال والشيوخ.
صورة من قرب:
هذه صورة من قرب لواقع الحال في مدينة كسلا، والأهالي تزيد مخاوفهم كل يوم، ودائرة المرض القاتل تتسع، والأهالي يعيبون على وزير الصحة الاتحادي عدم مبادرته بشيء ملموس في حل المشكلة، حتى اجتماع مجلس الوزراء الأخير بقيادة رئيس الوزراء معتز موسى لم يضمن هذه الكارثة الصحية في أجندته وهو ما زاد من تذمر أهالي كسلا.
ويقول أهالي كسلا إن الحكومة عودتهم في مثل هذه الكوارث البرود، في الوقت الذي أشادوا فيه بدور المنظمات الدولية التي قالوا إنها كانت أكثر استجابة وإحساساً بالمواطنين الذين فقدوا منازلهم، وفقدوا أروح أعزاء رحلوا تحت وطأة الحمي اللعينة.
تقارير وشكاوى:
نقلت تقارير غير رسمية إصابة أكثر من (6) آلاف مواطن من سكان الولاية بحمى (الشيكونغونيا)،
وبرزت شكاوى كثيرة من التقصير الحكومي تجاه مكافحة المرض، والسيطرة عليه، والانعدام التام للدواء، الأمر الذي بات مثار قلق لكثير من الأسر التي تلجأ بمصابها إلى الوحدات والمراكز الصحية، وتفاقمت الأوضاع الصحية في كسلا اثر الزيادات المخيفة للاصابة، وأكد عدد من مواطني كسلا عدم وجود احصائيات رسمية دقيقة لحالات الإصابة، مشيرين إلى تحفظ حكومة الولاية عن إعلان المرض، مما جعل عدداً من أعضاء المجلس التشريعي يبدون قلقلهم من انتشار الحمى بصورة وصفها عضو المجلس التشريعي لدائرة ريفي أروما محمد علي حسين الشرعي بـ (الخرافية)، وسخر الشرعي من الدور الحكومي، وكشف عن مطالبته للمجلس التشريعي لاستدعاء وزير الصحة بالولاية للإفصاح عن إحصائيات حقيقية بعدد الإصابات، وقال: “إن حكومة كسلا لا تريد أن تعلن عن وجود الحمى التي تتفاقم يوماً بعد يوم”، وأشار إلى اكتظاظ المراكز الصحية بالمصابين، وأكد أن هناك أكثر من 15 حالة وفاة بسبب المرض من معارفه.
وأكد المواطن عبدالرحمن عثمان عدم خلو منزل في كسلا من مصاب بحمي الشيكونغونيا ،وقال المراكز والمستشفيات مكتظة والحميات في كل بيت، ولاتحتاج إلى إثبات، وأعاب على السلطات الرسمية عدم إصدار تقارير رسمية درءاً للتناول السالب، ودعا إلى ضرورة عدم التهويل في التدوال الاسفيري، وكشف عن عدم توافر الثقة بين الحكومة ومواطن كسلا من خلال التصريحات التي تطلقها حول المرض ونفيها له، وأكد أن عدد الحالات التي تصل المراكز الصحية تفوق الـ(50) حالة للمركز الصحي الواحد، واشار إلى عدم وجود جهود ملموسة لحكومة الولاية للسيطرة على المرض، ودعا وزارة الصحة بالولاية إلى إصدار تقارير يومية عن حالات الإصابة؛ لمنع الشائعات التي تهول من المرض في كسلا.
تحذير من النشر السالب:
لجنة أمن ولاية كسلا عقدت اجتماعاً برئاسة والي الولاية آدم جماع آدم أمس السبت (22 سبتمبر 2018م)، بحضور المدير العام لوزارة الصحة نور الدين حسين، تم من خلاله استعراض عدد من التقارير المتعلقة بالأوضاع الصحية .
وقال مدير شرطة الولاية اللواء شرطة الدكتور يحيى الهادي سليمان مقرر لجنة الأمن: “إن اللجنة اطمأنت على الإجراءات الصحية والوقائية التي اتخذت لمجابهة الحميات التي انتشرت في محلية كسلا مؤخراً، إلى جانب الاطمئنان بصفة خاصة على توفير كافة الأدوية اللازمة التي تقدم للمرضى بالمجان”.
وحذرت اللجنة من مغبة النشر السالب في الوسائط الإعلامية مع ضرورة استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
وأوضح مدير الشرطة مقرر اللجنة أن اللجنة ستقوم في هذا الخصوص بتطبيق قانون المعلوماتية وقانون الطوارئ على كل من يتعمد النشر السالب في أي من المواضيع.
موسى يزور كسلا:
رئيس مجلس الوزراء معتز موسى أعلن عزمه زيارة ولاية كسلا الإثنين (24 سبتمبر 2018 ) بعد انتشار حُمى (شيكونغونيا).
وفد من البرلمان إلى كسلا:
أرسلت لجنة الصحة والبيئة بالبرلمان وفداً برلمانياً لزيارة كسلا اليوم الأحد( 23 سبتمبر 2018 م) لتقصي الحقائق، ومعرفة أوضاع المواطنين المصابين بحمى (شيكونغونيا) المعروفة محلياً بـ(الكنكشة).
في الوقت ذاته، أكدت لجنة الصحة والسكان بالبرلمان عدم وجود ما يستدعي إعلان حالة الوباء بولاية كسلا، وأشارت إلى أن الأمر لم يتجاوز التقديرات المعروفة لمنظمة الصحة العالمية.
وأعلنت رئيس اللجنة امتثال الريح عن إرسال وفد لولاية كسلا اليوم الأحد لتقصي الأوضاع الصحية، و التأكد من توافر العلاج اللازم لمجابهة المرض، ونفت في تصريحات لـ (صحيفة اليوم التالي) وصول الأمر مرحلة الوباء.
وقالت امتثال: “إن اللجنة ستعمل على التأكد من عدم انتقال المرض الى مناطق جديدة بالولاية غير المعلن عنها، بجانب الوقوف على انحسار الحالات”.
فنانون في قلب الحدث:
ندى القلعة
أحمد الصادق
أطلقت الفنانة ندي القلعة مبادرة لدعم مرضى مدينة كسلا تحت شعار : (في الحلوة بنقاسم النفوس ..وفي القاسية شايلين بعضنا) ، وناشدت كل الخيرين وأصدقاءها المساهمة في إغاثة الأهل في أرض القاش.
وقالت ندى في تسجيل صوتي: “استطعت بعد إطلاق المبادرة بساعتين فقط جمع (٣٠) ألف جنيه”، ودعت كل من يستطيع المشاركة في هذا العمل الإنساني.
وأعلن المطرب الشاب أحمد الصادق عن تخصيص حفله الجماهيري المقبل لصالح ضحايا مرضي كسلا، وكشف عن وجود صندوق خيري داخل الحفل لحث جمهوره للتبرع لصالح المرضى داعياً جمهوره إلى التفاعل مع هذه القضية الإنسانية
كما أعلن المطرب الشاب عصمت بكري أنه سيخصص دخل حفله الجماهيري المقبل لصالح مرضى كسلا ، الذين يحتاجون إلى المعينات الطبية أكثر من اي وقت مضى.
وألمح عصمت إلى أن على الفنان التفاعل مع قضايا مجتمعه ، داعياً الفنانين الشباب والرواد إلى المساهمة في إزالة البلاء والمرض عن أهله بكسلا.