الخرطوم- التحرير:
ضمن سلسلة منتديات “الشخصية السودانية” التي يتبناها مركز راشد دياب للفنون، نظم المركز في منتداه الدورى بمقره بالجريف غرب وبرعاية شركة سكر كنانة المحدودة منتدى بعنوان “الشخصية السودانية: الخصائص”، تحدث فيها كل من البروفيسور إسماعيل الحاج موسى والأستاذ غسان علي عثمان، فيما أدار المنتدى الأستاذ عزالدين ميرغني، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين، من بينهم: الدكتور مضوى الترابي، والدكتور الطيب أبوسن.
إسماعيل حاج موسى
وبداية، قال البروفيسور إسماعيل الحاج موسى: “إن هذا الحوار حول الشخصية السودانية دار منذ وقت قريب على مستوى الدولة السودانية”، مشيراً إلى المشروع القومى لتعزيز القيم الثقافية، وأضاف بأن هنالك خصائص تتفرد بها الشخصية السودانية تتمركز حول الخصائص الإيجابية والخصائص السلبية؛ لافتاً إلى أن تضييع الزمن وإهدار الوقت يعدّ من أهم الجوانب السلبية في الشخصية السودانية.
وأشار موسى إلى أن معظم النهضة الادارية والنهضة الهندسية في دول الخليج قامت على أكتاف السودانيين، ويرى أن طبيعة الواقع السوداني هو الذي يحدد السمات والخصائص للشخصية السودانية، وأكد أن هنالك أسباباً جغرافية وتاريخية تتشارك مع الثقافة السودانية، منوهاً إلى أن السودان تتداخل حدوده مع تسع دول، إضافة إلى التداخل القبلي والعرقي؛ الامر الذي جعل الثقافة السودانية المحلية تتفاعل وتتواصل مع الثقافات الأخرى.
وشدد البروفيسور إسماعيل الحاج موسى على أن الشخصية السودانية تتحلى بخصائص وسمات منذ عهد الحضارات الأولى قبل الميلاد، واوضح أن هذا التفاعل الجدلي عبر هذه الازمة تبلور داخل الثقافات السودانية الحالية العادات والتقاليد وغيرها.
وذكر أن هنالك مؤثرات في الشخصية السودانية من خلال هذا التفاعل والتداخل، وذهب الى ان الواقع الثقافي هو الذي أثر بصورة مباشرة في الخصائص والسمات، ولذا نجد أن هنالك ميزات تتميز بها الشخصية السودانية من غيرها، وخلص إلى أهمية الدعوة إلى ترسيخ القيم والخصائص الجميلة وتوطينها.
غسان علي
فيما تعرض الأستاذ غسان على عثمان الى مجموعة من المحاور حول تفكيك الشخصية السودانية، والوقوف على اهم الخصائص والسمات التي تميزها، فقال: “إن الحديث عن الشخصية السودانية تم تناوله في أكثر من زاوية”؛ لافتاً إلى أن هذه الخصائص والسمات لم تدرس بشكل منهجي وعلمي، ويرى أن كل الدراسات التى قام بها (ابوسليم ودكتور صبرى ومحمد طالب وغيرهم) فى كتبهم انتهت إلى نتائج متشابهة، وبالتالي لم تعط قيماً كلية ومفصلية للشخصية السودانية، هذا إلى جانب أن الدراسات والمقالات التي كتبت حول هذا الموضوع لم تخلص إلى نتائج مركزية يمكن الوقوف عندها وأخذها على أنها حكم قاطع.
وفي رأي غسان أن أكثر عمل يمكن وصفه بالمنهجى كتبه العالم تورى نور دنستام، الذى خلص إلى أهم النتائج حول ماهية الشخصية السودانية، ويرى أن اكثر ما يكتب عن الشخصية السودانية هو أنها شخصية متصوفة، إضافة إلى الزهد والتواضع، وفى محور آخر تطرق غسان إلى الهوية والذاتية، وتمادي الخلط بين هذين المصطلحين، وشدد على أن هنالك اختلافاً كبيراً بين مفهوم الهوية السودانية والذات، وقال: “إن الهوية حالة ثقافية ليست لها علاقة بالعرق”، خلص فيها إلى أن الاحكام التى صدرت على الشخصية السودانية تحتاج الى مراجعة وإعادة دراسة مفصلية بمفاهيم علمية دقيقة وثابتة.
ونفى غسان فى هذا الصدد وجود منهج ثابت يمكن الاعتماد عليه فى قياس طبيعة وخصائص الشخصية السودانية، وطالب بأهمية مراجعة الخصائص الإيجابية والخصائص السلبية لدى الشخصية السودانية مشيراً الى خاصية “الكسل” الملتصق بالشخصية السودانية كنموذج سلبي، وزعم أن هذه السلبية في أغلب مظانها مرتبطة بالبيئة التى ينشأ فيها الإنسان، وشدد على أنه من الصعوبة بمكان الحديث عن شخصية سودانية واحدة، وإصدار أحكاماً حولها قاطعة إيجابية كانت أم سلبية.
وأرجع غسان علي عثمان عدم تعميم هذا الحكم إلى مجموعة من العناصر أهمها تعدد الثقافات السودانية، ومن ثم أن هذا التعدد والتنوع –في رأيه- يفرزان مجموعة من الخصائص المختلفة حول الشخصية السودانية، وقال: “إن هذه المعرفة قائمة على التعدد”، وطالب بإعادة دراسة التراث السودانى بطرائق منهجية.
وفي الختام أثار هذا الموضوع كثيراً من الجدل والنقاش والمداخلات، فتعرض البروفيسور الطيب أبوسن إلى الأخطاء النحوية، وخلط المفاهيم في لغة الإعلام.
وطالب د. مضوى الترابى في مداخلته إلى تصحيح بعض المفاهيم في الثقافة السودانية؛ داعياً إلى أهمية إنتاج مبادرات إيجابية.