🔅 لم تكن الخرطوم حتي مطلع التسعينات من القرن الماضي سوي عاصمة لقارة اسمها السودان، ومع ذلك كانت بريئة الملامح ونظيفةفي معاملاتها آمنة ليلاً ونهاراً… نادراً ما تحمل صحفها أخباراً لجرائم مزعجة.
🔅 للاسف الشديد لم تعد الخرطوم كما كانت، فقد اعترت مجتمعاتها سلوكيات غريبة لا تشبه السودان وأهله الطيبين.
ولعل جرائم الاحتيال والانتحار والانتحال قد تكاثرت بصورة مزعجة، وتقاطعت معها جرائم تجنيد الطلاب وطالبات كليات الطب لصالح جماعات تحارب في بلدان اخري، ولعل ما تم كشفه رسمياً عن سفر طالبات سودانيات وانضمامهن إلى صفوف داعش، وتسويق فقه جديد اسموه (جهاد النكاح)، وتقوم فكرته علي تزويج طالبات الطب الداعشيات لإخوانهن من المجاهدين، ومن ثم توظيفهن في جهاد مزدوج هو علاج جرحي المجاهدين، وبجانب زواجهن من بعض المجاهدين لتكوين اسرة مجاهدة.
🔅 والخرطوم التي تحتضن كل أبناء السودان لم تكن تعرف شبكات الاحتيال والاستدراج والخطف.. وما يميز السودان من كل بلاد الدنيا أنك وأنت تمشي في الشارع المكتظ تشعر أنك تمشي وسط أهلك وأقربائك تملأ قلبك الطمأنينة، ويغمرك الأمان..
🔅ماذا دهي الخرطوم تلك العاصمة الجميلة الوادعة؟ حتى تكاثفت فيها صور الانتحال المخيف، الذي تدرج من انتحال مهن حساسة كالطب والأمن والشرطة لتصل درجات الانتحال الي قوات الدعم السريع أو الشرطة العسكرية أو القوات الخاصة، لتظهر جماعات مدججة بالسلاح ظن الناس أنها جزء من قوات الدعم السريع، وبالتنسيق مع قوات النظام العام تقوم بحملات لمحاربة الظواهر الاجتماعية الشاذة، ومنع تشبه الشباب بالفتيات، ومنع تشبه الفتيات بالأولاد، وإن اختلفت آراء الناس حول حملاتهم، فمنهم من يري أن ما تقوم به تلك القوات يعد اعتداءً سافراً علي الحريات الشخصية، وأن طريقة حلق الرؤوس في الشوارع فيها إهانة وإذلال، بينما يري آخرون أن الحملات تنظف الشارع والمجتمع من الشواذ…
🔅 والغريب أن تعلن قوات الدعم السريع أن لا علاقة لها بالقوات المدججة بالسلاح، التي كانت تجوب الشوارع، وتطارد الشباب لتحلق رؤوسهم، ثم يأتي نفي آخر من الشرطة، ومن كل الأجهزة الأمنية، ثم تفاجئنا صحف الخرطوم الصادرة اليوم الثلاثاء
(2 أكتوبر 2018م) بخبر (ضبط قوات إجرامية مسلحة تقوم بترويع الناس وتحلق رؤوس الشباب في بعض أحياء الخرطوم)؛ ليصاب الشعب السوداني قاطبة بالدهشة والفزع من وصول الإجرام في الخرطوم إلى مرحلة ظهور الانتحال المسلح…
نسأل الله أن يحفظنا من مكائد المجرمين…