لندن- التحرير:
وسط حشد من السودانيين، نظمت ” مجموعة دعم الأحفاد الخيرية” بالتضامن مع ” برنامج السودان التطوعي” والجالية والمدرسة السودانية والرابطة النوبية، مساء السبت السادس من أكتوبر الجاري ،حفل تكريم للأستاذ أحمد بدري، الذي منحته ملكة بريطانيا ” وسام “عضوية الإمبراطورية البريطانية”، الذي يُقدم لشخصيات قدمت خدمات إنجازات وخدمات متميزة في بريطانيا.
وهذه المرة ألأولى التي يحصل فيها سوداني على هذا الوسام البريطاني الرفيع، تقديراً لخدماته في مجال التعليم ( المدرسة السودانية) وخدمة المجتمع، وعلمت ( التحرير) أن بدري سيتسلم الوسام في 29 نوفمبر المقبل.
وأضفت مشاركة سودانيين من مختلف ألوان الطيف السوداني، رجالاً ونساء، وشخصيات نسائية من جنوب السودان، حيوية على الحفل، الذي جاء في إطار عمل خيري لمجموعة دعم الأحفاد، كما أضافت مشار كة المطرب ياسر وردي وفرقته الفنية أبعاداً حيوية لحفل التكريم، من خلال تقديم أناشيد وطنية ” أكتوبرية” وأغنيات أخرى تعبر عن جماليات الفن السوداني .
أحمد بدري خاطب المشاركين في التكريم ،بعدما تحدث ممثلو جهات عدة، وقال ( تخنقني “العبرة” وأجد نفسي عاجزاً عن التعبير عن مشاعري (تجاه المشاركين في التكريم)، وأقول بكل صدق وإخلاص وصراحة ومحبة وتقدير إن هذا التكريم بحضوركم هو أرقى وأكبر تعبير عن تقديركم لي ، وما قمت به من عمل).
وقال في إشارة تعبر عن روح العمل الجماعي الكامنة في وجدانه إن اليد الواحدة لا تصفق ، ولو لا الدور الذي قام به عدد كبير منكم والأسر لما تم ما تحقق ( من إنجازات)، و تحدث عن ظروف السودان بين الأمس واليوم، ورأى أن ظروف الأمس كانت تدفع للعمل ، نتمنى أن يعود سودان الأمس، وشدد على أنه لا بد من الأمل والتفاؤل من أجل سودان جديد.
وفي لفتة إنسانية تربوية أسرية، قال “إن المؤسس الحقيقي للمدرسة السودانية ( بلندن) هي بتول الريح ( زوجه) لكنه قال ( في إطار روحه المرحه) أنا مسيطر عليها سيطرة كاملة، وهناك سيدة أخرى هي وفاء محمود حسين التي شاركتها من البداية، كما حيا ديفيد ( البريطاني) ،ورأى إنه المؤسس الحقيقي لمجموعة متطوعين يسافرون إلى السودان لتعليم الإنجليزية، وأن ديفيد لديه غرفة في بيته ( في بريطانيا) لاستقبال الضيوف، كما أنه أفضل من يقوم باعداد الفول السوداني، ويأتي من السودان حاملاً ” الشمار” و” شمارات” ( ضحك المشاركون في الحفل).
وفي كلمة رصينة ومعبرة، خاطب الحفل رئيس مجلس أمناء “مجموعة دعم الأحفاد” حسن تاج السر، مشيراً إلى أن الوسام يتم منحه بعد سلسلة إجراءات، ثم يرفع الأمر لمجلس الوزراء البريطاني الذي يًحيل مسألة الترشيح للوسام على الملكة، وأن الوسام يعود إلى عهود مضت، وكان يمنح لأبطال الحروب، ثم تطور ووضعت له مقايسس جديدة.
وشدد على أهمية الأدوار الإيجابية التي لعبها أحمد بدري في تأسيس وإنجاح المدرسة السودانية بلندن، حيث “أشاعت جواً سودانياً”، ونوه في هذا السياق بدور الأستاذة بتول الريح (زوج أحمد بدري) وزميلاتها وزملائها، ووصف حسن تاج السر تكريم أحمد بدري بأنه ” تاج على جبينه الوضاء، وفخر لآل بدري، ولنا نحن، أصدقاؤه، الذين نرى فيه الحكمة والوقار” و أن “نفس أحمد مملوءة حياء وأدباً ، ويتسم بالتسامح ومكارم الأخلاق” وهو ” إبن الأحفاد البار”.
وفيما قال إن مجموعة دعم الأحفاد بلندن ستواصل دعمها لمؤسسة الاحفاد بالسودان مادياً ومعنوياً، قدم لأحمد “درعاً” من مجموعة الأحفاد.
ممثلة الجالية السودانية بلندن إكرام أبشر أشادت في كلمتها بعطاء أحمد بدري التعليمي، وفي الجالية السودانية، ، وقدمته له مع رئيس الجالية محمد الفاتح ” درعاً” ، كما القى رشيد أحمد بدري كلمة رود أشر ( بريطاني) الذي كان معلماً في خورطقت الثانوية في عام 1962، ونوهت الكلمة بدور أحمد بدري في خدمة التعليم والمجتمع، وقال إنه أول سوداني يحصل على هذا الوسام.
من جهته نوه إدريس نوري رئيس الرابطة النوبية بخدمات ومواقف بدري “النبيلة على مدى عقود”، مشيراً إلى مسيرته الحفالة بالعطاء في مجال التعليم، حيث تخرج على يديه المئات من الطلاب، وخلص إلى أن مسيرته ” تميزت بالإبداع”، ثم أهداه “درعا” تقديراً لمسيرته وعطائه.
وتحدث أيضا الفاتح أبو مدين ( من المدرسة السودانية” فأشار إلى أدوار أحمد الريادية في المدرسة، ورأى أن ” الوسام درس لنا جميعاً”، كما تحدث أحمد الضوي الذي عمل سنوات عدة مع أحمد بدري ، وشرح مطولاً دوره في ترشيح أحمد بدري لهذا الوسام، ونوه أيضاً باسهامات بدري وعطائه.
وقال ديفيد ولتون ( برنامج متطوعين للسودان) إن أحمد بدري ” شريكي وصديقي”، وهو صاحب علم وعرفة، مشيراً إلى أن برنامجه للتطوع يرسل متطوعين إلى السودان لتدريس اللغة الإنجليزية.
الحزب الشيوعي السوداني ( فرع بريطانيا) سجل حضوراً متفرداً، وقال ممثل الحزب محمد عثمان عبد الحميد إن مؤسسة الأحفاد التعليمية قد مت للسودان الكثير في مجال التنوير وتعليم البنات، وحيا آل بدري، ووصف أحمد بدري بأنه ” قامة من قامات الشعب السوداني، ورائد من رواد التنوير، وأضاف ” نحن في الحزب الشيوعي نكرم أحمد بدري وهو يستحق منا التكريم، لأنه أحد رواد الإستنارة ، وله صداقة عميقة مع الحزب الشيوعي السوداني” ونوه بمواقفه بشأن استعادة الديمقراطية ودعم حقوق الإنسان والمرأة، ثم قدم عدد من أعضاء الحزب الشيوعي ( درعا) لأحمد بدري.
يذكر أن رئيسة مجموعة دعم الأحفاد بلندن تهاني عز الدين ساهمت مع آخرين بجهود في حفل التكريم، وكانت الشاعرة تماضر حمزة قدمت فقرات الحفل.
يُشار إلى أن ( التحرير) إنفردت في 14 يونيو 2018 بنشرحوار مطول مع أحمد بدري، روى فيه قصة حصوله على وسام بريطاني، وكانت صحيفتنا وصف ذلك بانه ” حدث تاريخي لافت، يتصدر اهتمامات السودانيين في المملكة المتحدة ودول أخرى”، وأوضحت الصحيفة أن ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية قررت منح وسام “عضو الإمبراطورية البريطانية” للسوداني أحمد بدري، تقديراً لخدماته المميزة للتعليم في بريطانيا والسودان طوال عقود، وخاصة مساهمته في تأسيس وتطوير مدرسة الأسرة السودانية، وبرنامج السودان الطوعي لدعم تدريس اللغة الإنجليزية في مدارس وجامعات الوطن..
“وكانت التحرير” سألت الأستاذ أحمد بدري عن دلالات فوزه بالوسام الملكي البريطاني فقال “بكل تواضع أرى في الوسام الملكي تقديراً خالصاً عالياً ومحموداً لأسرة المدرسة السودانية (بلندن) وبرامج العمل الطوعي في خدمة التعليم لجالياتنا في المهجر ومن أجل أبنائنا وبناتنا في السودان، ولعل في هذا ما يكفي لتحفيز الصغار والكبار معاً للبذل والعطاء في شتى مجالات الخدمة، ابتغاء الثواب من الله والقبول الطيب من الأهل.”.