هناك أخوات كريمات برزن فى الساحة خلال الفترات الماضية، تتحدث عنهن الأدوار و المواقف.. لهن حضورهن القوى و المميز و القوى، ما يستحق تسجيل بعض كلمات فى حقهن..
-الأستاذة فاطمة لقاوة.. ناشطة نشطة ذات قلم رصين و جرئ .. لا تخطئ المواقف و لا تلتبس عليها.. صاحبة صوت مسموع بوضوح لا يحيد عن جادة الحق.. تنافح دفاعاً لا عن مصالح فردية أو قبلية أو ذاتية تحت أى عنوان.. و لا يعرف قلمها التزلف فى وقت كثر فيه المتزلفون و المداهنون.. وحارقو البخور و ناتفو لحية السلطان..
– الدكتورة مريم بشير الفيل.. فى حراكات جنوب كردفان، و فى الحراكات المدنية ذات الاهتمام بالبسطاء فى أطراف المدن و مدن الصفيح، تنشط مريم الفيل جهداً و اجتهادا من أجل زرع بذرة أمل فى نفس طفل أو طفلة تبحث عن تعليم.. أو أم تجتهد من أجل رعاية أطفالها المحرومين من أبيهم.. او ما إلى ذلك.. ما تعرضت له من صدمات عنيفة فى حياتها وهى الخارجة من إحدى كريمات الأسر السودانية، كان كفيلا بتحطيم أقوى الرجال معنويا.. فقد فقدت زوجها و شقيقها فى ليلة واحدة، هى ليلة زفاف الأخير.. و اقتلعت الحرب الكريهة أسرتها العريقة من موطنها الأصلى إلى متاهات المدن المشوهة و العذاب.. لكنها لم تفقد شموخها و عزتها، و لم تنكسر أمام الانكشاريين الجدد، و لم توهن فى تربية أطفالها و تأهيل نفسها، بل و فى خدمة المجتمع الذى خرجت منه أو إنتقلت إليه.. أهم من كل ذلك لم تفقد د.مريم الفيل توازنها المبدئى بين الوطن و أهله و بين من ظلموها هى و أهلها تحت لافتات و عناوين عنصرية تافهة.. ظلت حاضرة بين الناس وفى حراكات الشأن الجنوب كردفانى رغم ظروفها الضاغطة دون شكوى أو فتور..
-الأستاذة عوضية مرسال.. شابة قوية الشخصية و المواقف.. جريئة فى قول الحق و الحقيقة.. أمينة مع نفسها و ضميرها و لو كره الخائنون لأهلهم وأوطانهم.. الأستاذة عوضية معلمة متعلمة و مثقفة.. لذلك لا تكتفى بدور المعلم الموظف و إنما تؤدي دور المعلم صاحب الرسالة.. لذلك هى مبادرة فى حراكات التنوير و مبادرة للمواقف العملية المناصرة لحقوق البسطاء و الكادحين.. حضورها البارز و قلمها المنمق و مفردتها القوية و مواقفها الواضحة، جعلت والى جنوب كردفان السابق يدبر لها ما يمكن وصفه بعملية اختطاف، مستخدما فى ذلك بعض أقربائها.. إذ تم تدوين بلاغ ضدها فى كادقلى (جرائم المعلوماتية)، بينما هى مقيمة فى الخرطوم.. و أخذت بسيارة مظلمة و فى جنح الليل بغية إرهابها و إرعابها .. لكنها عادت أقوى وأكبر من كيد الخائبين.. و أكثر ألقا و بريقا..
-الأستاذة اعتماد الميراوى.. سليلة البطل الوطنى السودانى المعروف الفكى على الميراوى.. أدوارها بقامتها الممتدة عبر التاريخ.. هى إعلامية سودانية تعرفها الأوساط الصحفية..و المنابر.. حضورها أكثر و أقوى فى حالكات الظروف.. تجدها متنقلة دوما بين العاصمة و الجبال فى شأن عام أكثر من شؤونها الخاصة.. تحرص على المشاركة فى منبر لإسماع صوت الأمهات اللائى قهرتهن الحرب و أفقدتهن رب الأسرة و وضعتهن ففى محكات قاسية لا قبل لهن بها.. تهتم بتتأمين فرص التعليم للأجيال.. تشاطر الناس همومهم و شجونهم.. فتجدها فى الباقير و دار السلام و أمبده و الحاج يوسف.. تجدها فى منابر قضايا السلام و قضايا التراث و قضايا الأرض، تجدها فى جولات مواساة النازحين و ضحايا الحرب.. و فى مراكز البحث عن حلول لشائكات القضايا.. فى لجنة إنقاذ حياة أسير أو حماية حقوق منطقة أو مطالبة بوقف إنتهاكات..أو تذكير بضحايا حرب.
هذه بعض كلمات فى حق أخوات شامخات كشجر الدليب.. نقيات كقطرات المطر.. حفظهن الله..