• إنتشر في الأسافير مؤخراً خطابٌ منسوبٌ لأحد زعماء (قبيلة) كبيرة وعضو في المجلس الوطني مرسِلُه إلي (صديقـِه) الرئيس البشير يذكّره فيه بحب (القبيلة) له ومجاهداتها وبذلها (للدم) من أجله ومناصراتها لقيادته وأنها (تسدُّ) ثغراً من ثغور الوطن بالسلاح والرجال..ثم يطلب إليه تعيين (ود القبيلة الفلاني) وزيراً..!!
• وفي الشرق أصدرت إحدي المجموعات بياناً لعنت فيه (سلسفيل) الطريقة التي قُسّمت بها المقاعد في الوزارات وفي تشريعيات الولايات.. وأعلنت أنها تغسِلُ يديها من الحوار ومخرجاته وتٙبرأ إلي الله وإلي (قبائل الشرق) من وليدته (حكومة الوفاق الوطني) !!
• وكتب أحدُهم مقالاً صحافياً قال فيه إنّ أقباط السودان ظُلِموا (ظلم الحسن والحسين) في هذا التشكيل الوزاري..ثم أورد تاريخاً طويلاً لظلامات (قبيلة) الأقباط منذ فجر الإستقلال -وهذا صحيح- وحتي الآن..!!!
• أحد الوزراء السابقين لإحدي (القبائل) قاد وفداً قابل به النائب حسبو محمد عبد الرحمن وإلتقطوا معه صوراً تذكارية..ما تسرّٙب من أخبار إجتماعِهم أنهم شٙكٙوْا إلي السيد النائب إحساس (القبيلة) بالظلم والغُبن -وهذا صحيح- وبالتهميش والتناسي وأنهم خرجوا من التشكيل الوزاري (أُصبعاً ملحوس، وهذا أيضاً يبدو صحيحاً)..!!
• إذن لماذا أصبح الناس يتجرّأون ويعلنون عن إنتماءاتهم القبلية هكذا وبكل وضوح ويلوذون بقبائلهم حتي عندما يتقدّمون لوظائف عامة؟؟!!
• السبب واضح..لأنّ الإنقاذ نفسها مؤسسة قٙبٙلية وتنحاز للقٙبيلة وتُذكي الجهوية والعنصرية وتفضّل (قبائل) دون أخري.. وأصبحت الإنقاذ لا تستحي من ذلك ولا تُداريه..وأصبح الناس كذلك لا يستحون من ذلك ولا يدارونه..!!!
• ذكر الدكتور الترابي رحمه الله في إحدي مقابلاته والمتوافرة في كل مكان أن الرئيس البشير وبعدما أدّي بعض المسئولين القسمٙ أمامه -وكانت أزمة دارفور في أوجِها وقد راجت أخبار الحرق والإغتصابات- قال الرئيس لأحدهم: يعني هسه (الفوراوية) دي لما يغتصبها واحد (جعلي) دا مش شرف ليها؟؟!!
• وفي هذا السياق كانت مؤسسة الرئاسة نفسها قد عايرت في وقتٍ سابق السيد فاروق أبو عيسي أنه رجلٌ بلا (قبيلة) ساكت..وأن الدكتور غازي صلاح الدين دا (قبيلتو) شنو كمان مع القبايل ؟؟!!
• والنتيجة أنّ كل ما يأتي من الإنقاذ أصبح قبلياً قبيحاً وبلا مواراة.!!
وحكومة (الوفاق الوطني) المُعلنة هي حكومة (قبائل) وشُلليات وحركات وترضيات ومجاملات وليس لها علاقة بالكفاءات إلّٙا ما جاء عرٙضاً ضمن الإختيار (القبلي) !! وحكومة بهذه الصفة هي حكومةٌ عاطلة ومُعاقة ولن يكون لها برنامج.. وإذا كان فسيكون برنامجاً قبلياً مُعاقاً تتقاتل فيه القبائل وتتناحر وتمنع تنفيذه !!!
الإنقاذ الآن (تتجدّد) ولكن في أقبح وأسوأ تجديد..فلقد كانت هي نفسها (قبيلةً فاجرة) ولا تستحي إبّٙـان (عصر التمكين) وأما الجديد الآن فإنها (بوّٙظت) (القبائل) الأخري وشجّعتها علي نزع الحياء..!!!