الخرطوم – التحرير:
شهور مرت وما زال طلاب الهندسة قسم النووية جامعة السودان يتمسكون باعتصامهم المفتوح عن الدراسة، ورفضهم دخول الامتحانات؛ حتى تتحقق مطالبهم التي أودعوها إدارة الجامعة عبر مذكرة لعميد الكلية.
تجاهل إدارة الجامعة مطالبهم دفعت الطلاب إلى اتخاذ موقف أكثر تشدداً، إذ امتنعوا عن الجلوس لأعمال السنة، ومن ثم رفضوا الدخول إلى قاعات الامتحانات، على الرغم من تهديدات العميد بفصلهم من الكلية، وتطبيق اللوائح بعد استدعاء أولياء أمورهم عبر الهاتف.
ربما هو موسم الأزمات في الجامعات السودانية، فقبل أن يفك طلاب كلية العلوم الحضرية بجامعة الزعيم الأزهري اعتصامهم عن الدراسة، دخل طلاب كلية الهندسة النووية جامعة السودان في اعتصام مفتوح عن الدراسة احتجاجاً على تدهور البيئة الدراسية، والنقص في المعامل، ومشكلات أخرى عددها الطلاب.
صب مزيد من الزيت على النار
بعض الإدارات –حسب الطلاب- تصب مزيداً من الزيت على النار المشتعلة اصلا داخل الجامعات سواء بتجاهل مطالب الطلاب أو بالتعنت والإصرار على مواقفها السابقة، وعدم تغييرها، ففي الحالتين يزداد الطرف الآخر عناداً، ويمضي في التصعيد .
طلاب كلية الهندسة النووية دخلوا في اعتصام مفتوح عن الدراسة قبل عيد الأضحى المبارك، وبعده ثم رفضوا الجلوس للامتحانات، رافعين سقف التصعيد لقضيتهم حسبما ذكر بعضهم، ثم لم يدفعهم للتصعيد إلا التجاهل في تحقيق مطالبهم بتحسين البيئة الجامعية، ومراجعة المعامل، وتوفير قاعات للدراسة، بدلاً من استغلال مكاتب بعض الأساتذة في المحاضرات، علاوة على تنفذ البرنامج التدريبي السنوي في معمل (ماليزيا 3) مجاناً دون دفع أي رسوم، إضافة إلى ضبط المقررات.
عدم اعتراف الإدارة بمطالب الطلاب، ومطالبة الإدارة لهم بالجلوس للامتحانات عقد القضية تماماً، ووضع الطلاب في مواجهة مباشرة مع الإدارة بعد أن رفضوا دخول القاعات والجلوس للامتحانات، حتى إن الطلاب ولما أغلقت إدارة الكلية أبوابها بعد أن طرحت الحل السابق يمموا وجههم شطر وزارة التعليم العالي، التي وعدتهم بحل المشكلة خلال الأيام المقبلة، ويقول الطلاب: “قد مضت تلك الأيام، ولا شيء تغير على واقع القضية”.
الإدارة عقدت القضية
الادارة – كما يقول الطلاب – عقدت القضية بعد أن قامت بحل جمعية كلية الهندسة النووية تلك الواجهة الطلابية التي تبنت رفع المطالب، وخط التصعيد والمواجهة.
يرى الطلاب حل الجمعية خطوة الهدف منها ممارسة ضغوط على الطلاب، ومحاولة لفك الاعتصام، لكن الطلاب شرعوا في إعداد شكوى توطئة للدفع بها إلى رئاسة الجمهورية. ولم يخف الطلاب تخوفهم من تعطيل الدراسة أكثر مما يجب؛ لأن أي تأخير ليس من مصلحتهم حسبما ذكر طالب بالمستوى الثالث، لكنهم يرون أنه ليس هناك خيار سوى التضحية بالزمن من أجل إصلاح الحال، وتصعيد القضية إلى أعلى مستوى حكم في الدولة، وهو رئاسة الجمهورية، ومن قبلها وزارة التعليم العالي.
وبرر طالب اخر وسيلة الاعتصام كأداة ضغط من أجل تحقيق المطالب المشروعة، وقال: “إن الاعتصام نجح في تنفيذه حتى طلاب المستوى الأول والرابع، وأشار إلى أنها الوسيلة الوحيدة المشروعة والمتاحة للمطالبة، ولم يثنهم أي شيء عن المواصلة فيه حتى الوصول إلى الهدف الذي نصح الإدارة بتحقيقه؛ لأنه سيزيدها رفعة ولن تخسر شيئاً .
اجتماع الإدارة وأولياء الأمور
كشف الطلاب عن عقد اجتماع في الأيام الماضية بين الإدارة وأولياء أمورهم من أجل الوصول إلى حلول جذرية، وقالت طالبة بالمستوى الثالث إنها وزملاؤها سيتنظرون مخرجات الاجتماع، ثم بعدها يتم تقييم الموقف، ومن ثم السير في الاعتصام أو فضه. الطالبة التي شهدت أربعة اعتصامات بالكلية نبهت إلى ضرورة خلق بيئة جامعية أفضل من الموجودة حالياً، فهي حسب وصفها ما زالوا في مرحلة الصفر، ويحتاجون إلى قسم كامل، والمطالبة بتأهيل القسم ومعالجة إشكالات البيئة الجامعية كانتا حاضرتين في إفادات أحد الطلاب، الذي أشار إلى أن الإدارة ظلت تمارس ضغوطاً يومية على الطلاب تارة باستدعاء أولياء أمورهم عبر الهاتف، وتارة أخرى بالتهديد بتطبيق اللائحة والفصل، لكن إصرار الطلاب على مواصلة التصعيد كان أقوى من ذلك؛ لأن قسم الهندسة النووية يحتاج إلى تأهيل كامل أو توزيع الطلاب على بقية الأقسام حال فشلت الإدارة.
الوضع سيء ولا يمكن السكوت عليه، هكذا تحدثت إحدى الطالبات، وقالت: “إن كل الأقسام لديها معامل خاصة ما عدا الهندسة النووية”، وأشارت إلى المشكلات في المقررات التي ظهرت من خلال الدراسة، وقالت: إنها في الفصل الدراسي الرابع، وإلى الآن لم تدرس مادة لغة البرمجة التي درستها جميع الأقسام، وأبدت أسفها من أن كل مطالبهم لم تجد الاستجابة، وضربت مثلاً بمطالبهم بتوفير معامل، وكان رد الإدارة بأن قسم نووية يدرس في معامل كهرباء بعد أن(يخلصوا ناس كهرباء)، واستغربت ظهور نتيجة امتحان المعامل على اللوحة، وتسألت: من أين جاؤوا بهذه النتيجة؛ لأنها لم تخرج بتفاصيل أعمال سنة إلا عدد قليل من المواد، وأشارت إلى معاناتهم من انعدام المرشد الأكاديمي، وقالت إن القسم به 2 مساعدي تدريس، ودكتور واحد فقط.
لن ندخل الامتحانات
ويقول رئيس جمعية الهندسة النووية – المحلولة- (بتاريخ 14/ 8/ 2018م) شيخ الدين عبدالله: كان هنالك اعتصام نظمه الاتحاد في كل كليات الهندسة، وتواصل الاعتصام لمده اسبوعين إلى ما بعد عطلة عيد الاضحى المبارك وإلى يوم 3/9/ 2018م وفي ذات اليوم افادنا الاتحاد بكسر الاعتصام، وأشار إلى أن الاتحاد قال: “إن سبب كسر الاضطراب دخول طلاب إلى قاعات الدراسة”، وطلب الاتحاد من الجمعيات فك الاعتصام، وأكد أنهم رفضوا عرض الاتحاد جملة وتفصيلاً؛ لأن لديهم قضية حقيقية تجاه الطلاب، وأضاف: واصلنا الاستمرار في الاعتصام وأصدرنا بيانين، وهذا الأمر رآه الاتحاد مخالفاً ، وأشار إلى أنهم دخلوا في اجتماع مع العمادة ممثلة في رئيس النشاط الطلابي، وطلبت منا العمادة فك الاعتصام، ورفضنا، وتم تعليق نشاط الجمعية، ونزع الختم والورق المروس والحساب البنكي مني، وأكد أنهم مواصلون في الاعتصام، على الرغم من أن العميد طالب الطلاب بالدخول إلى الامتحانات، وعلى ضوء ذلك ستنفذ المطالب، ولكننا سنكون عند موقفنا حتى تحل قضيتنا أولاً، ولن ندخل الامتحانات ما لم تنفذ مطالبنا، وسوف نستمر في الاعتصام .