في ٢٠١٨/١٠/٢٧م
أخي الكريم المفضال د. ياسر ميرغني.. (ريِّس) حماية المستهلك الموقر..
لك التحية والاحترام..
أما بعد..
فما لي من شجرةٍ قصيرةٍ غيرُك يا حبيب..فلقد تطاول علينا (الشجرُ الكُبار وتبلدي) تطاولاً شديداً كما تعلم، في زمنٍ متقاصرٍ، باهت لا يشي إلا بالعُتمة القادمة في مقبل الأيام..
إني كاتبٌ إليك ما أنا كاتبُه؛ لأنك في المتناول القريب..ولو أن (أُولي الزَّمر) كانوا إلينا أقرب مما كنتَ إلينا، لما كاتبناهم برضو، فهل (يسمعُ الصمُّ الدعاءَ إذا ولَّوا مُدبرين..)؟؟!!
يا أخي..
عندما أوقف السودان استيراد المنتوجات الزراعية المصرية منذ أكثر من عام- ضمن دولٍ أخري- قلنا الحمدُ لله، فلقد أصبحت لنا دولةٌ تفعل الخير لمواطنيها كما تفعل كرامُ الدول الأخريات الخير لمواطنيها..فلم يكن الحظر لا في السودان، ولا في باقي الدول ذا مغزيً سياسي، ولم يكن من أجل المكايدات الفجة، والمزايدات الطائشة كالتي دأبت دولتانا (مصر والسودان) علي التعابث بها كلّما تصاغر عقلا الولاية المستحقة عندهما، ولطالما تصاغر هذا (المكنوس) بإستمرار..
ثم أنه كان قراراً فنياً، صحياً بالدرجة الأولى، وله من القرائن والتثبتات ما له.. إذ لم يكن (تلوثُ) تلك المنتوجات بخافٍ علي أحد، لا في بلادنا، ولا في باقي البلدان الأخريات، وضمنها مصرُ نفسها !!
ثم أما بعد ثانيةً..
فهذا الزول مجبولٌ علي القوعار، والكوبار، والبوبار، والفشخار والحنفشة الكذوبة..ولنا في ذلك (تماثيل كثيرات مرويَّات)..
• يوم اقتطع الجنوب الغالي، وقال إننا لا نحتاج زيتَه ولا قـارَه، ثم وصفهم ملحوقاً بالذباب، والحشرات وب «لا تشتري العبد إلا والعصا معه» ، لم يكن ذلك إلا حنفشةً كاذبة، ومفتراة أثبت بعدها الرهقُ الساحق، والفقرُ المتلاحق، والصفوف المتراصات، وتهاوي الجنيه المتعجِّل إلي مهويً سحيق زيفَـها، ومكابرتها، و جهلها، وغفلتها !!
• ويوم تبرع لفريق كرة القدم المصري بعربات الشعب السوداني البائس، لم يكن ذلك إلا بوباراً متقعِّراً ممن لا يملك، ربما إلي (من يستحق)، ولكن ليس ممن في حالنا من الفقر، والبؤس، والإدقاع، والهوان علي الناس !!
• ويوم تبرع لهم (بكُذبمائة) ناقة من نوق الشعب السوداني الجائع، الجاحم، والمتجحِّم إلي اللحم ولو كان من سوق (الله كتلو) ما كان ذلك منه إلا قوعاراً أجوفاً، متزلفاً، وغير محمود..
• ومشفيً في جيبوتي باسمه ؟!
اللهم فلا فشخرةَ إلا فشخرته !!
•ودماءُ أبنائنا في اليمن؟! اللهم لا حول ولا قوة إلا بك !!
• وسواكن؟!! اللهم فأنت الأولُ، وأنت الآخر..
كلُّها حنفشاتٌ، جوفاواتٌ، وقوعارٌ مصحوبٌ بالعَرضة، وفي غير المكان، وفي غير الزمان، وممن لا يملك، ولكنه يملك!!
والآن، وبجرة قلمٍ ميمونةٍ واحدة، في لحظةٍ غير ميمونةٍ واحدة، فتأذَّن لهن ذو الطول والسلطان أن تعالين أيتها الخُضر والفاكهة (اللائثات)، المسرطنات وأدخلن دار قومٍ هُـمَّل لا بواكيَ عليهم !!
أمجاملةً، وقوعاراً، وغفلةً، ولا مبالاة بأمر صحة الناس الذين لا يستاهلون ؟!!
أنت توافقني يا سيدي أن أمرَ الصحة أمرٌ فنيٌ، علميٌ، تخصصيٌ ليس لذي الطولِ فيه إلا الإحاطة بالعلم إذا لزِم، وهل يفهم معاليه فيها من شيء؟؟!!!
لماذا هذا الرجل يا أخي يفعلُ ما لا يليق؟ ويقولُ ما لا يلزم؟ ويعطي ما لا يملك ؟؟!!!
ثم لماذا هو يريِّس الناس ويتيِّسُهم في آنٍ ؟؟!!
ما لَه ولقراراتِ الفنيين، والخبراء، والعلماء، وأولي المعارف؟!!
هل وافقتم سعادتكم، علي رفع الحظر يا سيدي؟؟!! وإذا كان الجوابُ بنعم..فهل إنتفت أسبابُ الحظر انتفاءً مبرِّئاً للذمةِ، والصحةِ، والعافية؟؟؟! وإذا كان الجوابُ بنعم.. أفلا يلزم مخاطبة الناس من جهتِكم، جهةِ الإختصاص ؟!!!
ولا شنو يا جماعة؟!!
هذا وتفضلوا سعادتكم بقبول فروض التحايا والاحترام..