يقول تعالى: وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (النحل : 68).
سبحان الله تجلت قدرته.
لو أخذنا وقفة تأمل وتدبر أحبتي القراء،في تلك الحشرة الصغيره التي ألهمها الله أن اتخذي من الجبال بيوتا…. ومن الشجر ومما يعرشون… واوحى لها أن تأكل من كل الثمرات وأن تسلك سبلا… وان ترسم برنامجاً دقيقاً، منظمًا لاتحيد عنه ابداً، وان تؤوب وتأوي الي بيوتها لا تضل ولا يلتبس عليها الأمر أبداً. ولم لا، وقد صارت مضرب الأمثال للعمل الدؤوب المنظم.
ما لنا تجاه تلك الحشرة المعجزه إلا أن نقول: “سبحان الله أحسن الخالقين”.
أحبتي القراء الأعزاء.
ما أجمل من أن يتعلم الإنسان مما حوله! ، وأن يستخلص العبر من أضعف خلقه.
علمني النحل
استثمار كل ثانية في هذه الحياة الاستثمار الأمثل، ويظهر ذلك جلياً عندما لا ينتظر موعد وصوله إلى صناعة العسل، بل يصنعه في طريق العودة بعدما امتص رحيق الأزهار.. فلنستثمر كل لحظة في حياتنا؛ لأن كل جزء منها إذا ذهب لن يعود.
تعلمت منه أنه
لا يقع إلا على الأشياء الجميلة، وينتقي أجمل ما فيها ليخرج الأجمل الأجمل… العسل شفاء وغذاء ودواء.. فلنكن كذلك منطلقين من قاعدة النظر إلى ما نملك وليس إلى ما لا نملك.
علمني كذلك
تكون مصدر منفعة لكل من حولك، وأن تضع حدوداً عظيمة بينك وبين الإفساد، كما قال رسولنا الكريم: “مثل المؤمن كالنحله أكلت طيباً، ووضعت طيباً وإن سقطت فلن تكسر ولن تفسد”.
وعلمني صانع العسل
تختلف المسميات داخل المملكة ليست بهدف اختلاف المسميات، بل من أجل أن يتحمل كل فرد مسؤولية المسمى الذي يحمله، فمهمة الإنجاب للملكة مدركة بأنه خمس سنوات تقريباً لا غير ستعيشها، فلا لاستغلال المنصب لما بعد المنصب.. وإذا كانت الملكه كذلك من المؤكد سيتبعها مملوكيها في الإخلاص. فهكذا يجب أن نكون.
فلا تهاون مع من يخل بالنظام، فالنحل الذي يخبر عن مكان وجود الغذاء ويكتشف بأنه غير صحيح، عقابه الموت، وكذلك يلقى المصير نفسه من يدخل خليه غير تابعة له، وهنا اتعلم أن النظام يولد النظام.
فلذا أحبتي الأعزاء يجب أن تستفيد من صانع العسل إعطاء كل ماهو جميل ومفيد دون مقابل ينتظر، والإخلاص والتفاني والعمل الدؤوب المنظم من أهم مقومات النجاح، فكن كالنحل أو على الأقل كالعسل.
دمتم ودامت مساعيكم الطيبة، وايامكم عسل .