لم يخطئ الشاعر السوداني عبد الرحمن الريح أمره، وهو يكتب في أواخر أربعينيات القرن العشرين تلك القصيدة التي تغنى بها الشيب والشباب ردحاً: “يا حمامة مع السلامة ظللت جوك الغمامة”، بعد ان افتّن بروعة هذه الشابة، وهي تظهر على شاشات السينما رمزاً للرومانسية في ذلك الزمان من سطوة أفلام الأبيض والأسود مع حسان الممثلات في السينما المصرية.
لم يعلم غالب من رددوا هذه الأغنية أن ذلك الشاعر الأمدرماني الشغوف بالجمال والألحان قد كتب هذه القصيدة خصيصاً في هذه النجمة “فاتن حمامة”، اذ قال في أحد مقاطعها:
الجمال يا حمامة فاتن فيهو ألوان من المفاتن
كل من يعشق المحاسن قل أن يوجد السلامــة
كتب الشاعر هذه القصيدة وأسماها في ديوانه اللاحق “رسالة من الخرطوم للقاهرة” ..
فاتن حمامة ومحمد عبدالوهاب
تقول الرواية انه كتبها بعد أن عاد من مشاهدة فيلم ظهرت فيه فاتن اسمه “يوم سعيد” مع الفنان محمد عبدالوهاب، وقال: “كانت فاتن حمامه في الفيلم صغيرة، وجميله جداً”.
قام فنان السودان الأول حينذاك “كرومة” بأداء هذه الاغنية بلحنها الذي تعرف به اليوم، وكانت الأخيرة في مسيرته الفنية، فودع بها الدنيا مطلع الخمسينيات.
ظل المغنون يختمون حفلاتهم بهذه الأغنية ردحاً من الستينيات والسبعينيات بسبب جملة “مع السلامة” دون أن ينتبهوا إلى علاقتها بهذه الممثلة.
أوفى عبد الرحمن الريح النجمة والمشاعر حقها، تماماً كما يفعل الان هذا الفيديو القديم لهذه السيدة التي صارت رمزاً من رموز الرومانسية في الحياة الفنية العربية تماماً كما مجايلتها الممثلة كاترين دو نوف في الحياة والثقافة الفرنسية.
عودوا الى الجمال، وانسوا هم المعيشة شوية.
منأابيات هذه القصيدة أيضاً:
طيري في جوك المعطر وانشدي شعرك المسطر
قولي للشادن المبطــــر زد دلالا وزد وسامــــة
اسأليهو عن المحبــــــة وعن فؤادي الذي أحب
ليته يسأل الأحبـــة مرة في عمرو يا حمامة