نقلت إحدى الصحف في عنوان رئيسي: أن رئيس وزراء النظام” قال: إن حكومته تدعم الدقيق بمبلغ 35 مليار يورو.. ولأن الرقم المذكور غير قابل للتصديق بسبب أن إجمالي الناتج المحلي للسودان في العام لا يزيد عن 45.7 مليار دولار حسب بيانات 2017،ومعناها 38 مليار يورو.. وأن الموازنة السنوية وهي تعني إنفاق الحكومة السنوي المتوقع خلال هذا العام 2018 تبلغ 3.6 مليار دولار ما معناه 3 مليار يورو.
واستبعدت أن يكون مجلس الوزراء(ساقط رياضيات)فبحثت في مواقع إلكترونية حملت أخباراً عن اجتماع مجلس الوزراء بالأمس القريب، فوجدت التصريح الرسمي العجيب، والذي يتناول مسألة الدقيق فيقول: ” إن الحكومة تدعم جوال الدقيق بمبلغ 300 جنيها وأن الدعم اليومي للدقيق 35 مليار جنيه” يا له من رقم يحتفي به(هبنقة) ـ وهبنقة للذين لا يعرفونه عليهم مراجعة كتاب المطالعة ما قبل انقلاب يونيو 1989 حينما كان التعليم تربية وتأهيل ومعارف وليس تجهيل وتجارة.
أفرض أن الرقم صحيح وأقسم”35″مليار جنيه على 300 جنيها لتحسب عدد(شوالات)الدقيق التي يلتهمها السودانيون في اليوم الواحد، تجد النتيجة 116.6 مليون (شوال) ثم أقسم على 32 مليون شخص هم عدد السودانيين بعد طرح من هاجروا تجد النتيجة 3.6 شوال ..
وبحسب التضريبات أعلاه، فإن مجلس الوزراء يعلن رسمياً أن كل مواطن سوداني طفلاً كان أم كهلا أم شاب..إمرأة أو رجل يأكل في اليوم 3.6 جوال دقيق …وكان صديقي مصطفى صاحب الفرن قد قال لي: إن جوال الدقيق زنة 50 كيلو ينتج مابين 900-1000 عيشة ، فلو حسبنا الرقم الأدنى فإن كل سوداني يأكل في اليوم 3240 عيشة ..يا للسعادة ..ويا للأفيال البشرية التي تلتهم الدقيق المدعوم ..بعد أن أصبحت الكسرة والعصيدة خارج النظام الغذائي للمواطنين .
وبعيداً عن هذا الرقم الفضيحة وقريباً من الأكاذيب الحكومية بشأن دعم السلع منذ 2006 وإلي يومنا هذا،فإن النظام لا يجد سوى الزيادة في الأسعار لتمويل نفقات الأمن والعسكرة ..وامتيازات الطغمة الحاكمة ..بعد أن حطم الزراعة والصناعة في أكبر عملية ” تشليع” شهدتها بلادنا في تاريخها الحديث.
والحديث عن الدعم يعلو دائما قبل صدور الميزانية الجديدة،والحكومة الفاسدة تخطط منذ الآن “لرفع أسعار الدقيق” ومعناه زيادة في سعر الرغيفة،كما سترتفع أسعار المحروقات البترولية،وعليه فإن الناس سيواجهون جحيم الأسعار وضغوط المعيشة الهائلة،ومعظم المرتبات لن تكفي لثلاثة أيام ..فكيف باقي الشهر؟ وكيف العلاج؟ وكيف التعليم؟
مقدار النهب (الأخواني) لموارد بلادنا تُعَبِّرُ عنه تسوية بسيطة لأحد الفاسدين تعادل في جملتها واحد مليار جنيه،هذا المبلغ يساوي جملة ميزانية الصحة والثقافة والصناعة في السنة .. يسرقون المال العام،ثم يهددون الناس بالتجويع وزيادة الأسعار..
بالجد كلام يفقع المرارة .. حراميه والعين قويه