الخرطوم – تقرير- التحرير:
قدم خبـراء زراعيـون تشخيصاً لمشكلات الزراعة ومسبباتها، كما قدموا روشتـات لإصلاح القطاع الزراعي بوصفه المخرج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة الحالية، جاء ذلك خلال حديثهم في سمنار المهنيين الشهـري، الذي اقيم يوم السبت (10 نوفمبر 2018 م) بدار الأمـة تحت عنوان (الزراعـة هي المخـرج)، وشـارك في السمنار رئيس حزب الأمة بالإنابة اللواء فضل الله برمة ناصر، ونائب الرئيس الدكتور إبراهيم الأمين، و الأمينة العامة للحزب سارة نقد الله، و رئيس المكتب السياسي للحزب الدكتور محمد المهدي حسن، وعدد من قيادات الحزب وكوادره، والخبراء، والمهتمين، وممثلي القوى السياسية، والمجتمع المدني. ويأتـي في إطار النهج العلمي الذي يتبعه الحزب في تناول قضـايا المواطـن والوطـن، وضمن برمجة دائرة المهنيين بالأمانة العامة للحزب.
رئيس اللجنة الزراعية بالمكتب السياسي لحزب الأمة المهندس محمد آدم جلابي قدم ورقته بعنوان “الزراعة عجلة النماء الاقتصادي والاجتماعي في السودان”، استعرض من خلالها لمحة تاريخية عن الزراعة في السودان وأنواعها ومساهمتها في الناتج القومي، وأشار إلى أهمية الآلات الزراعية بجانب التقانة الزراعية الحديثة في الإنتاج، وأرجع أسباب تدهور الزراعة في السودان إلى الإهمال المتعمد الذي طال المشروعات الزراعية من قبل النظام، إضافة للسياسات الخاطئة التي انتهجها النظام بحل الإدارات الزراعية المتخصصة للمشروعات، وبيع المشروعات الزراعية، وتفكيك مشروع الجزيرة، عطفاً على غياب التمويل للزراعة، وعدم توفير مدخلات الإنتاج، وعدم محاربة الزحف الصحراوي، مما أدى إلى تقليص المساحات المزروعة.
وطرح جلابي عدة حلول تتمثل في تنظيم وتطوير النظام التقليدي، وتعدد أنماط الزراعة بتطبيق الحزم التقنية، والتوسع في مشاريع حصاد المياه، وزيادة كفاءة الموارد، وتنمية وتطوير الثروة الحيوانية، وزيادة التمويل الزراعي، وتأهيل البنيات التحتية، وإصلاح النظام المصرفي، وتخفيض الضرائب على الزراعة، وحل مشكلات ملكية الأراضي الزراعية، ورفع قدرات المزارعين، بجانب تكوين مجلس قومى للأمن الغذائي.
وركز البروفيسور مأمون ضو البيت الخبير الزراعي على ضعف التمويل وتعقيد الاجراءات التمويلية، وعدها سبباً رئيساً في ضعف الإنتاج الزراعي، وشّـدد على أهمية توفير مدخلات الزراعة، وخلق بيئة مناسبة لتطوير الزراعه بكل أنواعها، وتفعيل دور القطاع الخاص في تنمية القطاع الزراعي.
وتناول المهندس خضر بابكر الخبير الزراعي في الورقة الثانية بعنوان “الزراعة المروية: المشكلات والحلول”، أهمية الزراعة المروية؛ لأنها تشكل المساحات الأكثر زراعة والأكثر إنتاجاً، ومؤكداً أن الـري الانسيابي هو الأفضل لمشروع الجزيرة إذا توافرت التقانات والبنيات الأساسية، ووقفت الورقة على الموقف الراهن في المشروعات الزراعية لا سيما الجزيرة والرهد وخشم القربة والشمالية، واستعرضت التحديات التي تواجه الزراعة المروية، وطرح خضر عدة حلول أهمها تطوير القطاع الزراعي المروي لكي يساهم في الناتج القومي، وحل الأزمات الاقتصادية، موضحاً أن تطوير هذه المشروعات وإعادتها إلى وضعها الطبيعي يحتاج إلى موارد مالية ضخمة، وشدد على أهمية إعمال مبـدأ المحاسبة، واتباع النظم الادارية والاجتماعية التي تساعد على بنـاء قطاع الزراعة.
و أكـد الاستاذ حسبـو إبراهيم القيـادي بتحالف الجزيرة والمناقل أن الزراعة هي الحـل، ودّلل على ذلك بأن الدراسات العالمية تؤكد أن المشكلة القادمة في العالم هي مشكلة غداء، مشيراً إلى أن السودان يُعد من بين ثلاث دول تتمتع بالموارد الزراعية، موضحاً أهمية وجود سياسات بديـلة وإرادة سياسية لتغيير سياسات النظام المدمرة وشبح الفساد الذي أدى إلى نهب مقدرات المشروعات الزراعية وتدميرها.
وقد قّـدم المُشـاركون عدة توصيـات، من شأنها أن ترسم ملامح السياسات البديـلة المطلوبة لاستعادة القطاع الزراعي لسيرته الأولى، وإسهامه في بنـاء اقتصاد قـوي، كما حّذروا من سياسات الترقيع التي ينتهجها النظام، والتي حتماً ستعيد إنتـاج الفشل.