رصد- تقرير- التحرير:
استضافت منذ نحو ساعة (12:45 صباح 14 نوفمبر 2018م) قناة بي بي سي عربية في برنامج “بلا قيود” رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم في حوار عن المسألة السودانية، وبدأ الحوار بسؤال عن الآلية الإفريقية وتطلعها إلى إنهاء الأزمة السودانية بتهيئة الحوار بين المعارضة والنظام، فتحدث جبريل بلسان “نداء السودان”، وقال: “إن رئيس الآلية الإفريقية ثابو إمبيكي يحاول أن يحقق نجاحاً خلال شهرين في أمر أخفق فيه في عامين”، واتهمه بالانحياز إلى النظام، والرضا بالحوار الذي قاده النظام وفق هواه، وقال: “الآلية سارت في مسار النظام”.
النظام يريد الفرض لا الحوار
وعن وقف العدائيات، أوضح أنه لا يمثل اتفاقاً نهائياً، وإنما النهاية بالوصول إلى وقف إطلاق النار عبر مفاوضات سياسية.
وعن سؤال حول عدم الرضا بالحوار مع النظام، أوضح أنه يفرض عليهم التوقيع على ميثاق الدوحة، مما يعني قبول كل ما يمليه النظام، وعدم فتح أي باب للحوار حول مسببات الأزمة ونتائجها، وأن حدود الحوار تنحصر في مصير القوات، والمشاركة في الحكم.
وعن رفض الحوار حول الدستور، قال إن النظام يمرر كل ما يريد بالأغلبية الميكانيكية، ومن حاوروه عانوا من هذا الأمر، ولم يتمكنوا من إحداث أي تعديل ما لم تكن الحكومة راغبة فيه، وبرهن على ذلك بتوسع سلطات الرئيس، وجهاز الأمن.
في هذه الحالة.. نرضى بالبشير
وأكد جبربل رفض ترشح البشير في الانتخابات المقبلة، لأنه يكفيه 30 سنة من الحكم، ولا بد من تجديد الدماء، ولا يمكن تفصيل الدستور من أجل شخص، مشيراً إلى رفع نداء السودان شعار “كفاكم”، تعبيراً عن الرفض التام لاستمرار البشير بأي شكل، وأكد أن الدستور وثيقة محترمة لا يجب التلاعب بها.
ونفى أن تكون حركة العدل والمساواة قد قبلت استمرار البشير، إذا كان سيحل المشكلة، موضحاً أن الفرضية نفسها غير صحيحة، وقال: “إذا حدث اتفاق سلام شامل وتحول ديمقراطي، وأقرت فترة انتقالية يظل خلالها البشير رئيساً بسلطات أقل قد توافق الحركة”.
ورفض رئيس حركة العدل والمساواة فصل مشكلة دار فور عن مشكلات السودان الأخرى، وأوضح أن أساس المشكلة في المركز، وفي حال حلها ستحل كل المشكلات، مع وجود فوارق هنا وهناك.
واستنكر جبريل الحديث عن هبوط ناعم للحركة، وتنفيذها لأجندة أميركية، وقال إن هذه الشائعات يطلقها من يتنعمون في بلاط النظام، بينما شباب الحركة يعيشون ظروفاً صعبة، وقاسية.
مع كل خيار يؤدي إلى إحلال السلام
ورفض الاتهام بإمساك العصا من المنتصف بانضمام الحركة لقوى نداء السودان، واستمرارها في حمل السلاح، وسوغ موقف الحركة بسعيها في كل الاتجاهات بحثاً عن السلام، مؤكداً أن الحوار السلمي هو الحل الأمثل، ولكن إذا تمسك النظام بموقفه، فلا بد من خيارات أخرى، مستشهداً أنه “ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما”، وقال إن الانتفاضة خيار قائم.
وأوضح أنه ليس صحيحاً أن الشعب السوداني يخاف من الحركة لكونها تحمل السلاح، لأن النظام أكبر جهة مسلحة، ونفي أن يكون الأمر نظامياً لحفظ الأمن العام، وأكد أنه تسلح حزبي، مشيراً إلى أدلجة كل الأجهزة الأمنية، وتشكيل ميلشيات بمسميات مختلفة، مثل الدفاع الشعبي، والدعم السريع، وغيرهما.
لهذا.. على البشير تسليم نفسه للجنائية
وعن قول سابق له: “إن من الأفضل للبشير تسليم نفسه للجنائية”، قال إنه ليس تهديداً، ولا يمكن التعامل معه كما تعامل ثوار ليبيا مع العقيد القذافي، مشيراً إلى أنه سيحاكم محاكم عادلة ناجزة، وقد تكون لها أحكاماً قاسية، في حين أن الجنائية الدولية حكمها أهون.
وعن سؤال: “كيف يضع البشير يده في يدك، وأنتم تفكرون على هذا النحو؟”، قال إن الأمر سيكون مختلفاً إذا أصبح جزءاً من الحل بدلاً من أن يكون كل المشكلة.
الحركة ليست في الذروة
وهون جبريل من الانشقاقات في الحركة، وقال إن الثورات تمر بمنعرجات، وأن بعض الثوار يمل بعضهم مشوار الثورة الطويل، ويتعرضون لضغوط اجتماعية، وأوضح أن الحركة قد تكون ليست في الذروة حالياً، ولكنها ليست ضعيفة، وشبه الأمر بدورة الاقتصاد التي تكون بين هبوط وصعود دائمين.
ونفى جبريل انتهاج أي أساليب قمعية في الحركة، وتحدى أن يأتي أي أحد بما يوضح حدوث إعدام أي شخص في عهده، وقال إن الإعدام الوحيد كان في عهد شقيقه خليل إبراهيم لشخص أعدم أسيراً بلا سبب، وأشار إلى أن هناك من يقول إن الانشقاقات سببها أن جبريل لا يعدم، ولا يقتل.
لا وجود للحركة في ليبيا
وأوضح جبريل أن حركته لا وجود لها في ليبيا، وأن من يظن حفتر أنهم من الحركة ليسوا كذلك، وأن الحركة أصبح لها صيت بعد تخليص قائدها الراحل خليل إبراهيم، وأشار إلى أن من يعنيهم حفتر قد يكونون من المنشقين عن الحركة، أو أنهم يظنون كل أصحاب البشرة السوداء من الحركة.
وأكد جبريل انتماءه سابقاً للحركة الإسلامية في السودان مثل شقيقه الراحل، وأوضح أن علاقاته مسامرة مع كثيرين من الحركة، مشيراً إلى أن دستور الحركة يمنع الجمع بين الانتماء إليه وأي انتماء آخر/ مشدداً على احترامه لهذا الدستور المجاز من مؤسسات الحركة.