فى إطار انشطته الثقافية والفنية استضاف مركز راشد دياب للفنون برعاية شركة سكر كنانة المحدودة مجموعة من النساء الكاتبات الروائية أميمة عبدالله، وناهد أحمد حسن قرناص، وشامة ميرغنى عبدالكريم، فى منتدى عنوانه “أدب النساء”، بحضور كبير من المبدعين، وأدار الأمسية عزالدين ميرغنى الذى اشار الى جودة وخصوصية الكتابة النسائية، وذلك من خلال لغتها، وألقى الضوء على الكتابة الادبية النسوية فى السودان؛ لافتاً الى ما كتبته رائدة هذه المدرسة ملكة الدار محمد فى روايتها ” الفراغ العري”.
وأتيح المجال بدايةً لأميمة عبدالله التي أنتجت في مسيرتها الأدبية مجموعتين قصصيتين الأولى “مرافئ القمر” التي ضمت (14) نصاً قصصياً، ومجموعة “لحين إشعار آخر”، ورواية ” ذاكرة مشلولة”، ورواية ” أماديرا” أاخيراً رواية “نور القمر”، إلى جانب مجموعة قصصية عنوانها “حبيبة طافيه على رماد”ـ فقالت إنها من جيل السبعينيات، حيث حظيت بالتعليم المرحلي.
وفيما يتعلق بالكتابة كشفت أنها بدأت الكتابة باكراً من خلال كتابة الرسائل إلى أن أكملت المرحلة الثانوية، وأضافت بأن أول ظهور لها كان فى مهرجان الثقافة الرابع فى العام 1997م، مشيرة إلى مشاركتها بنص قصصي ” مرافئ القمر”، الذى ضم فيما بعد عدد 14 نصاً ادبياً قصيراً، وقالت: “أن رواية اماديرا التى تعرضت لفترة حكم الرئيس الاسبق جعفر نميري، وكذلك رواية نور القمر التى تعرضت لموضوع الاستقلال، ودور جامعة الخرطوم وخريجيها فى الاستقلال، الى جانب مجموعة “حبيبة طافية على رماد”، وأوضحت إنها تميل أكثر إلى كتابة التاريخ أو الحادثة او أي منعطف عام، وقالت: “إن المراة يقع عليها عبء كبير، وهي تتحمل مسؤوليات كثيرة؛ ولذلك أغلب بطلات رواياتى هن من النساء”، واوضحت بأنها كتبت عن مناطق كثيرة فى السودان من غير أن يتوفر لها الحظ فى زيارتها، ولكنها اشارت إلى أنها كانت تكتب من واقع مخلوط بالخيال، وذكرت بالضرورة أن ينحاز الكاتب فى أدبه إلى مشكلات المجتمع.
وذهبت الكاتبة أميمة الى الحديث عن المؤثرات الداخلية والخارجية التى نمت فى داخلها غريزة الابداع، فاشارت الى كتابات رجاء عالم، وعبده خال، واليف شافاك، وغيرهم من الأدباء وخلصت الى القول “أميل أكثر إلى ما تكتبه المرأة “.
وتحدثت الأدبية والإعلامية الدكتورة ناهد قرناص عن النشأه والمراحل الدراسية ثم عرجت للحديث عن تجربتها الأدبية، فقالت إنها تميل إلى الكتابة عن الشارع والهم الاجتماعي العام، وأضافت بأن رواية “انا الاخرى” هي أولى الكتابات الادبية التي أجازها عزالدين ميرغني، مشيرة إلى أن عزالدين شجعها كثيراً فى المضي فى كتابة الرواية، ثم كتبت رواية أخرى بعنوان “اوفيدرزن” التي فازت بالجائزة التقديرية فى جائزة الطيب صالح للرواية التي يرعاها مركز عبدالكريم ميرغني.
وذهبت ناهد للحديث عن هذه الروايات، وأشارت إلى أن رواياتها زاخرة بالتفاصيل الدقيقة المتعلقة بحياة المجتمع، وكشفت أن روايتها ” اوفيدرزن” تلخصها مقولة ابن الرومي “لا تجزع من جرحك وإلا كيف للنور ان يتسلل الى باطنك”، وترى أن المدرسة الواقعية هي الأقرب عموماً عند كتابة المرأة، وقالت: “إن هذا لا ينفي وجود الخيال في هذه الكتابة”.
كما أوضحت ناهد في نهاية حديثها أنها قرأت مجموعة من الروايات العربية والأجنبية لمجموعة من الكتاب، من بينهم يوسف زيدان وانيس منصور وآخرون، وذكرت بأن فى قرأتها لم تنحز الى المرأة، وإنما هي تنحاز الى قراءة النص بغض النظر عن كاتبه ذكراً أم أنثى، وأشادت بصورة كبيرة بما كتبه الطيب صالح فى “دومة ود حامد”.
وتطرقت الروائية شامة ميرغني عبد الكريم إلى المراحل الدراسية، ثم عرجت للحديث عن بداياتها مع الكتابة الأدبية، فقالت إن بداياتها مع الكتابة كانت بالصدفة، وأضافت بأن فوز روايتها “زمن الموانع جوزيف ملاح البنات” بجائزة الطيب صالح الروائية التي يرعاها مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي في دورتها الثالثة عام 2008م ، كانت أيضاً بالمصادفة ، وكشفت بأنها لم تتوقع هذا الفوز بالجائزة التقديرية ، وإعترفت بأن زواجها المبكر حملها مسئولية كبرى على الصعيد الشخصي والهم الإجتماعي العام الذي أفرز كتابتها الأولى التي جاءت بعنوان ” إمرأة بلا تاريخ ” وهو عبارة عن شعر ، وذكرت أن هنالك موضوعات كثيرة جداً في المجتمع السوداني تحتاج إلى مراجعة والكتابة عنها ، وأقرت بضرورة الكتابة وأهميتها بالنسبة لها كإمرأة ، وترى أن المرأة لا تقل إبداعاً عن الرجل في مجال الكتابة الأدبية .
وفي السياق ذاته، ألقت شامة ميرغني الضوء على أهم الأحداث والموضوعات التي تناولتها روايتها “زمن الموانع جوزيف ملاح البنات”، وأشارت إلى أن هذه الرواية أخذت منحى اجتماعياً، وناقشت قضية متعلقة بالعرقيات بين الشمال والجنوب، لافتة إلى أن الرواية تزدحم بالتفاصيل الاجتماعية الدقيقة، وأكدت في سياق حديثها أن الكتابة الأدبية لا تأتي من فراغ، وإنما هي نتاج تجارب كتيرة يختلط فيها الخيال بالواقع، وهي ترى أن أن المرأة محاطة بمسئوليات كبيرة تتعلق بالأسرة وتربية الأبناء والرقيب الداخلي الذي يمثله المجتمع.
وفي كلمته اعترف الدكتور راشد دياب بميوله إلى حب وقراءة الكتابات النسوية، ويرى أن المرأة هي أكثر إنسان وجد معاناة في الحياة السودانية، مشيراً إلى إن المرأة تأثرت كثيراً بالحروبات الأهلية التي أفقدتها الزوج والوالد والابن والأخ، وأوضح أن الحياة في السودان بمحمولاتها الاجتماعية المعقدة على حسب تعبيره قصمت ظهر المرأة.
وأقر الدكتور راشد بإعجابه الشديد بالكتابة الواقعية السحرية التي التمسها في كتابات غارسيا ماركيز.
شاركت بالغناء المطربة صفاء الجنيد بفاصل غنائي نال إعجاب الحضور.