الخرطوم – التحرير:
قال نائب رئيس حزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين إن أي ربط بين سياسات النظام ورجوع رئيس الحزب الصادق المهدي إلى السودان أمر غير صحيح، لافتاً إلى أن حزب الأمة القومي حزب جهادي يعمل بكل إمكاناته من أجل السودان بحسب الموروث الذي ورثه من الثورة المهدية التي خضبت بدماء الأنصار الطاهرة الأرض السودانية.
ووصف نأئب رئيس الحزب البلاغات التي فتحتها السطات ضد رئيس الحزب، بأنها بلاغات سياسية.
وأكد الأمين في حوار مع (التحرير) أنهم لا يتخوفون من السياسات القمعية التي من الممكن أن يتبعها النظام؛ لأنهم أصحاب مبدأ، ورأى الأمين عودة الصادق المهدي بداية لمرحلة جديدة.
وفي السياق أوضح الأمين أن لجنة الإعلام المنبثقة من اللجنة العليا لاستقبال رئيس الحزب تتكون من عدد من شباب الحزب وقياداته وبمشاركة واسعة جداً من هيئة شؤون الأنصار، ومنها صالون الإبداع، مبيناً أن هذه اللجنة عكفت على وضع برنامج تكونت منه لجان فرعية، منها لجنة الكتيبة الاستباقية التي تحوي عدداً من الصحافيين والشباب والهدف منها الترويج لأفكار الحزب، وتعبئة الرأي العام ليس فقط للعودة وما يترتب عليها، بل إلى مرحلة ما بعد العودة.
إلى تفاصيل الحوار مع الدكتور إبراهيم الأمين.
*تم تكوين لجنة عليا على رأسها قيادات من حزب الأمة القومي لاستقبال رئيس الحزب الصادق المهدي في 19 ديسمبر.. ما هي المهام التي تقوم بها هذه اللجنة حالياً؟
– مهام اللجنة إنفاذ لما هو متفق عليه في الحراك السياسي في الداخل والخارج، وحضور رئيس الحزب يشكل نقطة ارتكاز لمرحلة جديدة ، وبالتالي فإن اهتمام الحزب بالداخل أن يصل الحدث وما يترتب عليه إلى عامة الشعب السوداني وخاصة إلى المنتمين لحزب الأمة القومي، والحزب في المرحلة المقبلة لديه رؤية وأضحة جداً، و لايكفي بأن تحصر فقط في قيادات الحزب أو في النخبة، ولكن الهدف أن تبث في شكل تعبئة لمصلحة الحزب والبلاد في كل أنحائها، نحن مقبلون على بناء الذات، وقيام المؤتمر العام الذي يأتي في مرحلة حساسة وحرجة يحتاج فيها السودان إلى حزب قوي ومتماسك وله القدرة على الاستفادة من كل الأخطاء، وكذلك مما هو صائب في الفترات السابقة من أجل أن يكون هو الحزب الأهم في الساحة، وحزب الأمة تاريخياً له دور كبير جداً في مقاومة المستعمر ، وله دور مؤثر جداً في مقاومة الأنظمة الشمولية، وله دور وأضح في تجميع أبناء الشعب السوداني حول فكرة الاستقلال، والآن يريد أن يجمع الشعب السوداني حول قضايا التغيير بأن تبدأ مرحلة التغيير بتقديم الحزب لبرنامج واضح المعالم يتناول بإرادة قوية وبدراسات علمية كل القضايا الأساسية في البلاد بهدف أن يكون مستقبل السودان أفضل من المراحل السابقة وأفضل مما نعيش فيه الآن .
لا رابط بين سياسات النظام والعودة
*وجود الصادق المهدي في الخارج امتد شهوراً، وعلى الرغم من عدم تحسن أوضاع الحريات السياسية إلا أنه قرر العودة.. فما هي الأسباب الحقيقية التي دعته لاتخاذ قرار العودة؟
– أولاُ أي ربط بين سياسات النظام ورجوع رئيس الحزب إلى السودان هو في رأيي غير صحيح، وأنا دائماً ما أقول إن حزب الأمة القومي حزب جهادي ومنذ تكوينه يعمل بكل إمكاناته من أجل السودان، وطبعاً هذا الأمر موروث من الثورة المهدية التي خضبت بدماء الأنصار الطاهرة الأرض السودانية، وبالتالي نحن لا نتحسب بصورة فيها أي تخوف من سياسات قمعية يتبعها النظام؛ لأننا أصحاب مبدأ، ومن أجل المبدأ مستعدين للتضحيات، وبالتالي العودة هي استمراراية لسياسات الحزب المعلنة، وهي تأكيد لمبادئ الحزب المعلنة، وعليه فالعودة شئ طبيعي لبداية مرحلة جديدة؛ لأن المستجدات والمتغيرات الحاصلة سواء كان على مستوى السودان أو المنطقة تفرض أن يكون رئيس الحزب بالداخل، وكلمة أن يكون بالداخل هي كلمة حصرية تم الاتفاق عليها من مؤسسات الحزب ولا علاقة لها بأي مؤثر خارجي.
منع دخول القاهرة.. مصالح مشتركة
*ما أسباب منع الأمام من دخول القاهرة قبل عدة شهور في تقديركم؟
– هنالك نقطة مهمة جداً لا بد من الانتباه إليها، وهي أن هنالك علاقات بين الدول، ونوعاً من تبادل المعلومات، ومحاولة أن تكون هنالك مصالح مشتركة، وقطعاً الأجهزة الأمنية يكون لها دائما القدح المعلى في علاقات كثير من الدول خاصة في المنطقة.
*أتقصد أن ذلك تم بتنسيق بين هذه الأجهزة في البلدين؟
– نعم تنسيق بين هذه الأجهزة ومصالح الأنظمة وليس مصالح الأوطان، وما حدث في مصر له أبعاد محلية هنا في السودان، وبعد داخل مصر وله أبعاد إقليمية، وبالتالي نحن نتعامل معه بدرجة عالية جداً من محاولة معرفة أبعاده، ومحاولة أن نسعى إلى الفصل بين العلاقة التاريخية وأهدافنا المستقبلية في بناء علاقة بين الشعبين المصري والسوداني، وما يحدث من قرارات قد تمليها ظروف كل نظام، ونحن متمسكون بعلاقة قوية مع مصر فيها ندية وعلاقة شعبية وتكاملية في المجال الاقتصادي، ولكن لا نقبل أي مساس بكرامتنا ولا نقبل أن تُختزل هذه العلاقة من قبل مصلحة الأنظمة الحاكمة أو أمزجة الحكام .
وجود الإمام في السودان..خطة حزب
*تحدثت عن الأبعاد الإقليمية في قرار منع الإمام من دخول القاهرة، وهنالك من يرى أن هناك أدواراً لبعض الدول العربية لتحجيم دور رئيس الحزب الصادق المهدي في المنطقة، وأن هذا الأمر يتم بتنسيق مع النظام ؟
– دور رئيس الحزب الصادق المهدي ودور حزب الأمة القومي في المنطقة العربية دور كبير جداً، من الناحية الفكرية الإمام الصادق المهدي رمز من الرموز التي أدت دوراً كبيراً في ربط المفكرين سواء في المنطقة العربية أو الإسلامية، أو حتى على مستوى العالم، ولاتوجد شخصية تمتلك المواصفات نفسها في داخل السودان تستطيع أن تنافسه في هذا المجال، وعليه فأي حديث عن الأمام بخصوص هذا الأمر هو ليس في محلة، ولكن هنالك مصالح أنظمة وليس مصالح شعوب، ومصالح الأنظمة قد تؤدي مؤقتا ًإلى تعكير صفو العلاقات بين عدد من القوى السياسية، سواء في الداخل أو على مستوى الاقليم، وهذه ظاهرة موجودة في المنطقة العربية التي يتحدث بعضهم عنها على أساس أنها أكثر مناطق العالم تخلفاً في مجالي الحريات والحقوق، وبالتالي الأنظمة الحاكمة هي التي تتحكم في العلاقات بين الشعوب والتي تتحكم في أي مصالحة تتم على المستوى القطري والاقليم ، وهذه أزمة المنطقة، وهي أزمة السياسات التي تتبعها النظم الحاكمة في المنطقة، ولذلك المنطقة في حالة غليان، وعليه إذا رأينا ما يحدث في العراق وسوريا والصومال والحاصل في أماكن كثيرة جداً سنشعر بوجود عملية سيولة سياسية وعملية انفجارات تستحق أن تدرس، وتستحق الاستعداد للتعامل معها بعقل واعٍ بما يحقق مصلحة البلاد، ولذلك وجود الإمام الصادق المهدي داخل السودان هو جزء من خطة يطرحها حزب الأمة القومي لمخاطبة قضايا السودان وقضايا المنطقة.
عمل إعلامي تنويري
*بوصفك مسؤول الإعلام في لجنة استقبال الامام ، نريد أن نعرف تفاصيل برنامج الاستقبال والإعداد له ؟
– لجنة الإعلام هي لجنة مكونة من عدد من شباب الحزب وقياداته، وبمشاركة واسعة جداً من هيئة شؤون الأنصار، ومنها صالون الإبداع، وهذه اللجنة عكفت على وضع برنامج تكونت منه لجان فرعية، لجنة الكتيبة الاستباقية وفيها عدد من الصحافيين والشباب والهدف منها الترويج لأفكار الحزب ، وتعبئة الرأي العام ليس فقط للعودة وما يترتب عليها بل إلى مرحلة ما بعد العودة ، والاستعداد للمؤتمر العام والاستعداد لقضية التغيير؛ لأننا نسعى إلى تغيير حقيقي يحقق السلام والتحول الديمقراطي، إضافة إلى أن هذه المجموعة لديها القدرة على الدفاع عن أي هجوم؛ لأن هنالك هجوماً كثيراً جدا غير مبرر في الساحة على حزب الأمة القومي، وكذلك معلومات مشوشة، وعليه فوظيفة هذا التحرك الاستباقي هو مخاطبة أي مغالطات تطرح في الساحة، وإيصال المعلومة الحقيقية التي تعبر عن الحزب وسياساته، ولجنة الإعلام والتعبئة حضرت كل المواد التي تمكنها من عمل حملة إعلامية مكثفة للعودة وأهدافها ومرحلة ما بعد العودة، وهذا الأمر لن يكون فقط بالملصقات والمنشورات، ولكن بالتواصل المباشر مع الجماهير بالعاصمة والقاليم التي سيكون بها حملات إعلامية تطوف الأقاليم، والأقاليم البعيدة سيذهب اليها مناديب من أجل تنوير قواعد الحزب وقياداته بالولايات ، والتركيز في الخرطوم على أساس أن يكون الاستقبال لائقاً بالمناسبة، وفي ذات الوقت فيه رد مباشر على العناصر التي تحاول توجيه سهامها لحزب الأمة القومي في هذه المرحلة الحساسة .
من مربع التمرد إلى مربع السلام
*كيف تقرأ فتح بلاغات من النظام في مواجهة رئيس الحزب الصادق المهدي؟
– ما قام به حزب الأمة القومي ورئيسه الصادق المهدي فيما يخص قضية نقل حملة السلاح من مربع التمرد إلى مربع السلام ، وهو على الأقل يعني التوافق على أن تعطى الفرصة للحل السياسي، وأن يكون التغيير سياسياً، هذا عمل عظيم جداً، ولو كان في أي بلد غير السودان لتمت مكافأة من قام بهذا العمل الكبير والمؤثر، ونجاحة يعني وجود درجة عالية من الاستقرار الذي نفقده الآن، وللأسف تم فتح بلاغات، وفي رأي حزب الأمة القومي هذه البلاغات هي بلاغات سياسية، والحزب لا يمكن أن يغير من خطه السياسي، ولا من المبادئ التي عمل من أجلها وهو يسعى إلى حلول سلمية، وحزب الأمة القومي رفض مبدأ العمل العسكري، وهو يعتقد أن البندقية فقدت جاذبيتها وجدواها، وبالتالي يعمل عملاً سياسياً في إطار التغيير، والتغيير السياسي يسعى إلى أن يكون هنالك تجميع لكل قوى التغيير، وهذا التجميع الهدف منه تغيير النظام بالصورة التي تسمح للسودان بأن يدار إدارة تتجاوز كل الأزمات، وكل المحن التي نعانيها ، ونحن في هذا الإطار نعتقد أن الوقت ملائم جداً والبيئة ملائمة، خاصة بعد فشل الحكومة في معالجة الكثير جداً من القضايا الأساسية للبلد، وحتى بالنسبة إلى الحوار فما يحدث الآن من ردود فعل قوية جداً حول قانون الانتخابات من أحزاب وشخصيات قومية وحركات مسلحة شاركت في الحوار، فيه ما يؤكد أن الحوار بالروح التي يسير بها الآن لايمكن أن يُعتمد عليه لإحداث التحول الكبير في السودان، وبالتالي أي تفكير لا بد أن يكون فيما هو مطروح إما خريطة الطريق، أو الاستعداد لمرحلة تغيير سياسية تقودها كل القوى السياسية من أجل مستقبل السودان.
لا تهمنا البلاغات
بشارة جمعة
*حديث وزير الاعلام بشارة جمعة أرور بشأن إمكانية شطب البلاغات المفتوحة في مواجهة رئيس الحزب الصادق المهدي ، هل تلقيتم في الحزب تأكيداً رسمياً أم أنها مجرد تصريحات للاستهلاك السياسي؟
– نحن لم نتحدث عن البلاغات، ولا نتحدث عن شطبها ولا عن تجميدها، نحن في أتم الاستعداد لعودة رئيس الحزب، وأن يواجه الموقف ، لأننا في حزب الأمة القومي كما ذكرت نعمل من أجل السودان، وطالما أن العمل من أجل السودان فلا بد من التضحية من أجل السودان، ومن أجل مصلحة البلاد ضحى الناس بدمائهم وبأولادهم وبأموالهم، وعليه فقضية التضحية والبلاغات بالنسبة إلينا نحن مستعدون لمواجهتهاً قانونيا وبحيثيات إثبات أننا لا يمكن أن نقبل مثل هذه البلاغات، وهي تزيد من الأزمة، وعدم الاستقرار في السودان أكثر مما تؤدي إلى حدوث الاستقرار السياسي والمجتمعي، وقضية السودان الآن معقدة جداً، وأزماته متصاعدة مما يتطلب من كل أهل السودان الجلوس على الأرض والتفكير في كيفية إخراج البلاد من هذه الأزمة.
*يعني أنكم لم تتلقوا أي مكتوب رسمي من الحكومة بشأن شطب هذه البلاغات؟
– نحن لسنا مهمومين أو مشغولين بهذا الأمر، وهنالك بعض عناصر النظام يتحدثون عن عدم وجود بلاغا ، وأخرون يتحدثون عن أن البلاغات فتحت.
*تضارب في التصريحات من قبل النظام ؟
– نعم تضارب في التصريحات .
خارطة طريق، لا هبوط ناعم
مريم الصادق
*استقبال نائب رئيس الحزب د. مريم الصادق المهدي بواسطة مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق.. بعضهم يرى أنه تم وفق الترتيب لعودة الإمام في إطار ما يسمى بالهبوط الناعم؟
– أولاً هذه قضايا عائلية، وعبد الرحمن شقيق مريم، ثانياً أي عمل يأتي بصورة بعيدة مما هو معلن وهو الخط السياسي بالنسبة إلى الحزب وهو حزب معارضة يسعى إلى إيجاد حلول وفق توافق سياسي بمشاركة كل أهل السودان، وعليه عمل بهذه الصورة لا يمكن أن يكون كما يتحدث كثير بأنه يأتي وفق الهبوط الناعم، ونحن لا علاقة لنا بما يذكر في هذا المجال، وهو بعيد كل البعد عما نخطط له، وهو كما ذكرت إحداث التغيير الذي يحقق التحول الديمقراطي والاستقرار والسلام، وأي عملية لاستمرار النظام بشكله الحالي لن تؤدي إلى حلول جذرية لقضايا السودان، والعمل العسكري لن يؤدي إلى حلول مقبولة، ولكن التدافع السياسي والمطروح في الساحة هو خارطة الطريق، وليس الهبوط الناعم، وهذا ما تتحدث عنه المعارضة، والخيار الآخر هو الانتفاضة الشعبية، وهذا هو البرنامج المعلن لحزب الأمة القومي، والمخرج الوحيد للسودان.
*في حال عدم التزام الحكومة بخارطة الطريق بوصفها مرجعية للتفاوض ..هل سيغلب حزب الأمة خيار الانتفاضة السلمية ؟
– في السياسة لا بد أن توسع من خياراتك، ولكن في كل الخيارات المطروحة بالنسبة إلينا أهم شئ هو شرط واحد، وهو أن لا تمس الخط الواضح وهو التغيير إلى ما هو أفضل، وليس المشاركة والدخول في أي اتفاقيات جزئية وتفاوض ثنائي مع النظام، لأن كل الاتفاقيات السابقة مع النظام بما فيها اتفاقيات حزب الأمة القومي وكل العلاقات الثنائية أثبتت فشلها، وتبعاتها المدمرة على البلاد في مختلف المجالات، ونحن لا نريد تكرار التجارب الفاشلة، ونريد الوصول إلى حل جذري، والحل الجذري يكون بمشاركة كل أهل السودان وبرؤية واضحة جداً وبشفافية مطلقة، ولذلك أي كلام فيه متعرجات سياسية قطعاً سيكون على حساب المستقبل وعلى حساب الأجيال الجديدة.
مستعدون لتحمل تبعات العودة
*هنالك سيناريوهات عده متوقعة خلال عودة الإمام، ومن ضمنها الاعتقال، كيف ستتعاملون مع هذا السيناريو إن وقع؟
– كل شئ بوقته، ونحن نتحدث بوضوح عن عودة الإمام في التاسع عشر من ديسمبر ، ومستعدون في الحزب، وفي هيئة شؤون الأنصارلاستقبال الإمام، ومستعدون لتحمل تبعات عودته.
*نائب رئيس الحزب د. مريم لم تتمكن من ملاقاة مستقبليها من قواعد الحزب وقياداته وقيادات المعارضة، بسبب استقبالها بواسطة مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي، هل لديكم ترتيبات لتلافي حدوث ذلك مع الإمام ؟
– كل شئ متوقع ، والآن هناك نظام فتح بلاغات ضد الإمام الصادق المهدي، ونحن في بلد تغيب فيه الحريات، وحتى قضية الحريات في الحوار الوطني رغم أنها القضية رقم واحد في المخرجات لم يتعامل معها النظام بجدية؛ ولذلك كل شئ متوقع، وواجبنا هو الاستعداد والتعبئة للمرحلة المقبلة بما يحدم مصلحة البلاد.
*هنالك بعض الآراء من القواعد والقيادات بالحزب أن الترتيب للاستقبال لا بد أن يكون بالشكل اللائق؛ لكي يرسل رسائل وإشارات للنظام أن حزب الأمة القومي ما زال يحتفظ بجماهيريته؟
– بلا أدنى شك، ولذلك سيكون هنالك تواصل وتعبئة لقواعد الحزب ولقطاعاته الحية بالصورة التي يثبت فيها الحزب أن له مكانته في الساحة السياسية، وأنه كما لديه تاريخ، فإن له حاضر ومستقبل خاصة في هذه المرحلة الحرجة.
السودان يعيش أسوأ حالة في تاريخه
*تعددت المرات التي غادر فيها الإمام البلاد سواء إلى المنافي الاختيارية أو غيرها ومن ثم العودة.. في رأيك هل تختلف هذه العودة عن سابقاتها ؟
– في رأيي أن هذه العودة ستكون مختلفة جداً، والاختلاف على أساس أننا وصلنا إلى مرحلة تهديد وجود الشعب السوداني الذي يعيش أسوأ حالة في تاريخه في العصر الحديث، وبالصورة المستمرة الآن من سياسات تتبعها الحكومة لها آثار خطيرة جداً في مستقبل السودان وهيبته وعلاقات السودان بالدول التي حوله، وبالتالي العودة تعني بالنسبة إلينا بداية مرحلة جديدة بالنسبة إلى حزب الأمة القومي وانعقاد المؤتمر الثامن، وبالنسبة إلى المعارضة أن تتناسى كل خلافاتها، وأن تتوحد حول هدف واحد وهو إحداث التغيير المعبر عن آمال وتطلعات الشعب السوداني،وبالتالي في هذه العودة لا مجال للدخول في أي تفاوض ثنائي أو حلول جزئية، وهذه هي نقطة الخلاف كما ذكرت لأن كل هذه المحاولات يجب أن تراجع مراجعة نقدية ويجب أن نتفادى الأخطاء التي تمت طيلة الثلاثين عام الماضية .
الهدف تجديد الثقة بالبشير
عمر البشير
*إجازة قانون الانتخابات عبر الأغلبية الميكانيكية للمؤتمر الوطني في البرلمان، يرى بعضهم أنه يقدح في مصداقية النظام؛ لأن مخرجات الحوار نصت على اجازة القانون عبر التوافق السياسي؟
– النظام لديه قضية واحدة، وهذه القضية هي أن يوظف كل امكانيات الدولة وأن يحدث عبر الحوار نوعاً من التهدئة مع القوى السياسية التي شاركت معه، وبالتالي تجديد الثقة في البشير لدورة رئاسية مقبلة، هذه هي قضية النظام، وليس قضية البلد والفقر والجوع والمرض التي يعانيها كل السودان .
*تقصد أنه يهتم بتثبيت أركان حكمه ؟
– نعم استمرارية النظام والتجديد للبشير، وهذه هي القضية المحورية التي يعمل عليها النظام في الداخل وفي الخارج، ولذلك القضية ليست قضية انتخابات، ولاقضية قانون لتلك الانتخابات، القضية قضية أزمة معقدة جداً أوجدها النظام، وهو غير قادر على إيجاد حلول لها، ولذلك فأي حديث عن الانتخابات وقوانينها يعني أنك ابتعدت عن أس المشكلة التي تتمثل في النظام، ولكن في الوقت نفسه هو دليل على أن ما يريده يستطيع أن يفعله عبر أجهزته الأمنية وعبر مؤسساته التي يتحكم فيها وفي قراراتها ،لأن البرلمان نفسه هو الذي أجاز تعيين الولاة، وأعطى الرئيس صلاحيات من ضمنها تعيين الولاة، وهو الذي أجاز قانوناً جديداً للأمن، وبالتالي هو فقط يجيز ما تطرحه السلطة التنفيذية، والملاحظ الآن أن الدور الرقابي والدور التشريعي للمجلس الوطني محكوم بقرارات فوقية، وبالتالي كل ما يحدث هو مزيد من المتاعب والمعاناة للمواطن السوداني ومزيد من التدهور في الحالة العامة، تدهور اقتصادي وأمني، وتدهور في الحياة الاجتماعية والشعبية والتعليمية.
*إجازة القانون بهذه الطريقة يعطي إشارات سالبة للقوى المعارضة التي هي أصلًا متحفظة على قضية الحوار الوطني؟
– أكد للقوى الرافضة للحوار بأن رفضها كان في محله، وأكد للقوى سواء كان استدرجت أو في تفاهمات معها بأن المشروع الذي دخلت فيه هو مشروع لخدمة المؤتمر الوطني، وليس لخدمة السودان.