بطاقة الدعوة للتدشين
في اصدارة تعدّ فتحاً جديداً تضاف إلى مكتبة ذوي الاحتياجات الخاصة او كما يطلق عليهم ذوي الاعاقة وقعت دكتورة علم النفس واستشارية التوحد والتعليم الخاص ومديرة مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة بقطر د هلا السعيدكتابها (استراتيجيات التعامل مع الاشخاص ذوي الاعاقة من خلال الفن التشكيلي) تزامنا مع افتتاحية معرض الدوحة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والعشرين.
والكتاب بحق اضافة جديدة للمكتبة العربية بسبب قلة المؤلفات التي تهتم بموضوع الفن التشكيلي لهم، وقد ركزت السعيد في طريقة حديثة بتدريب الاشخاص من ذوي الاعاقة من خلال ( الفن التشكيلي ) معتمدة على تجربة فعلية لابنتها دانيا ملهمتها، التي اهدتها هذا الجهد المميز، وهي تعاني من الاعاقة السمعية، وتم تدوين طريقة التدريب بخطوات سلسة وجاذبة اتبعتها مع ابنتها واثبتت نجاحها بمساعدتها على اكتساب العديد من المهارات المتنوعة، وساهمت في التكيف السريع مع اعاقتها، ومن ثم تحديها لمعوقات المجتمع، وعلى زيادة ثقتها بنفسها وبقدراتها مما فجر لديها موهبة الفن التشكيلي، ودونت الكاتبة الطريقة التي ساعدت ابنتها على تنمية هذه الموهبة بأسلوب علمي سلس يستطيع ان يتبعه جميع افراد الاسر والمتخصصين والعاملين مركزة في دور الاسرة الكبير والفعال في عمليه الاكتشاف المبكر للإعاقة اولا ومن ثم اكتشاف الموهبة والعمل على تنميتها.
وقد عرضت د السعيد فكرتها البسيطة، والتعبير عنها بطريقه ايجابيه وفاعلة تكون لها صدى كبيراً ومهماً على كل من يحتاج إليها بالتعامل مع اصحاب القدرات الابداعية سواء من اسرة، ومراكز، ومدارس، وأن تكون مرجعاً علمياً وعملياً لكل الباحثين وطلاب الدراسات العليا والمهتمين عموماً.
وتتمحور رسالة الكتاب بأهميته في مجال ما زال يفتقر للكثير وكرسالة مهمة الا وهي ان التعبير الفني متنفس لذوي الاعاقة ولكل من يعاني من اضطرابات نفسية وسلوكية، او حرمان بيئي، او اجتماعي لكي يفرغ لا شعوريا الأشياء التي لا يستطيع ذكرها لأسباب عضوية او نفسية، أو للضغوطات الاجتماعية البيئية التي لم يسمح له مجتمعه لإظهارها أو الإفصاح عنها، وحيث ان الصفحة البيضاء لها اهمية بالغة بالنسبة للشخص فهي تعتبر مهربا يمثل له في عالم ثاني، عالم يستطيع فيه البوح بمكنونات صدره دون خوف أو رهبة، وهذا ما يميز الصفحة البيضاء عن البشر، فالصفحة البيضاء لا تكذب، لا تخون، لا تضلل، لا تفشي سرا، ولا تخذل مع تعلق بها.
ولهذا ارتكز العلاج بالفن التشكيلي على منهج التحليل النفسي بتفسير المعاني والأبعاد اللاشعورية للأشكال الرمزية المتضمنة في التعبير الفني، فالتعبير الفني يعكس بشكل رمزي شخصية الشخص وصراعاته ودوافعه ومشاعره وأحاسيسه وعلاقاته ببيئته المحيطة، وكذلك التخلص من المكبوتات الموجودة في داخله.
وتقول د هلا جاءت فكرة الكتاب:
اولا: من خلال ابنتي حيث انها تعاني من الاعاقة السمعية ووجدت الاهتمام من الاسرة الواعية بعلتها ، والبيئة المثقفة ، والمراكز المتخصصة ، والمعلم المتميز الذين اتحدوا جميعا من اجل العمل على تدريبها ببرامج تدريبية بعضها تقليدية معروفه عالميا قننت علي البيئة العربية وبعضها ممارسات حديثه تعتمد على اساليب محببة لابنتها مثل (برنامج الفن التشكيلي) ، ومن خلاله تم اكتشاف موهبتها ، وباتباع طرق وتقنيات متعددة تساعد علي تنميه جانب الابداع والموهبة لديها مما ساعد ابنتها لتحدي جميع معوقات المجتمع التي تفرضها الإعاقة والوصول بها لبر الامان ، وحاليا ابنتها هي الفنانة دانيا طارق متحدية الاعاقة والتي اقامت العديد من المعارض الداخلية والخارجية .
ثانياً: هناك أعداد كبيرة من الاشخاص ذوي الإعاقة اصحاب الموهبة لديهم إبداعات ومواهب لم تستغل بعد، حيث اظهرت الاحصائيات ان نسبة الموهوبين من ذوي الإعاقة إلى نسبة الاشخاص من ذوي الإعاقة عامة تعادل2%.
يقع الكتاب في 771 صفحة ويشتمل على افكار ابداعية جاذبة تتعلق بالفن التشكيلي وطرق استخدامه مع فئات ذوي الإعاقة كبرنامج تدريبي .
ثالثاُ: موضوع الموهبة لديهم وطريقه الاكتشاف ومن ثم طريقه تنميه الموهبة .
يقع الكتاب في جزأين لكي يكون الشرح كافياً ووافياً لكل جزء حيث يركز الجزء الاول على الفن التشكيلي، والتربية الفنية للفئات الخاصة، والعلاج بالفن التشكيلي، وبرنامج التربية الفنية لخدمة الأشخاص من ذوي الاعاقة، الارشاد النفسي لكل من (الاسرة – الطفل والعلاج الفني لأسر الأشخاص من ذوي الإعاقة)، ويختم بالدراسات السابقة في مجال العلاج بالفن (الرسم).
الجزء الثاني يركز في الموهبة والإبداع لدى الأشخاص العاديين، ومن ثم ذوي الاعاقة، الاسرة ودورها الفعال في تنمية الموهبة لدى اطفالها من ذوي الاعاقة، الدور الايجابي للأسرة في بناء العظماء، مع ذكر لبعض من المشاهير من ذوي الاعاقة يتمتعون بموهبة بالفن التشكيلي ثم بتوصيات عامة لكل من يتعامل مع فئة الموهوبين من ذوي الاعاقة (الأسرة ، المدرسة والمعلمين ، المجتمع ، الإعلام).
وتقول السعيد ان التحديات التي واجهتها:
١- ندرة وجود المراجع العربية والاجنبية التي تهتم بجانب تعليم ذوي الاعاقة من خلال الفن التشكيلي.
٢ – ندرة المعلومات التي قد تساهم بعملية تدريبهم من خلال الفن.
٣ – ندرة المراكز والمدارس التي تهتم بالأطفال الموهوبين من ذوي الإعاقة.
٤- ندرة المتخصصين بهذا المجال.
٥ – الخجل البيئي الذي يظهر علي الاسرة من الافصاح عن تجاربهم الخاصة مع ابنائهم من ذوي الإعاقة.
توصيات الكاتبة:
ضرورة وضع سياسة لرعاية الموهوبين تركز على ما يلي:
١- اختيار أو تقنين أدوات كشف وتعرّف مناسبة لكل إعاقة، مع ضرورة عدم مقارنة أفراد فئات ذوي الاعاقة اصحاب الموهبة بالموهوبين الأصحاء، فلا بد أن تكون هناك معايير خاصة بهم .
٢- محاولة إزالة العوائق الفكرية والتوقعات التخيرية تجاه فئات الموهوبين من ذوي الإعاقة من قبل أفراد المجتمع.
٣- تهيئة الظروف البيئية المناسبة للنمو السليم للقدرات الكامنة والمواهب ، لأن اثبت ان الخبرات الثرية المتاحة من قبل المجتمع ومؤسساته لها دور كبير في إعادة الثقة بالنفس وتقدير الذات وبالتالي ضمان العطاء.
٥- التوسع في مفهوم الموهبة ليشمل فئات الموهوبين اصحاب الإعاقة ولا يقتصر على الأصحاء.
٦- التركيز على الكشف والرعاية على جوانب القوة والتميز أولاً، ثم يأتي التدريس العلاجي والتأهيل في مرتبة تالية.
٧- البحث عن نقاط اهتمام كل مجموعة من فئات الموهوبين اصحاب الإعاقة حسب إعاقتهم للمساعدة في رسم الأهداف المستقبلية لرعاية هذه الفئات.
جديد الكاتبة :
١- دراسة تطبيقيه لبرنامج الفن التشكيلي على الاشخاص من ذوي الإعاقة بعنوان (( الممارسات الحديثة في تطبيق العلاج بالفن التشكيلي علي عينه من الاطفال التوحديين وتأثيراتها الإيجابية ))
٢- اجتهادات شخصيه كانت النتائج ايجابيه علي فئه ذوي الإعاقة من خلال تصميم برنامج خاص (( التدريب من خلال الفن التشكيلي)) يصبح من البرامج الهامه المكملة للبرامج التي تطبق في مركز الكاتبة الخاص ( مركز الدوحة العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة) علي طلابه المنتسبين
٣- اكتشاف مواهب متعددة لدى مجموعه من ذوي الإعاقة.
٤- اقامه مهرجان سنوي للأشخاص ذوي الإعاقة اصحاب الموهبة تظهر ابداعاتهم.
٥ – والاهم صدور هذا المؤلف للنور سيكون مرجعاً لكل من يحتاجه ويثري المكتبة العربية.
وفي الفصل الاخير تذكر الكاتبة عدد من الموهوبين من ذوي الاعاقة بالعالم أصبحوا ذوي شأن كبير لم تمنعهم اعاقاتهم من تحقيق طموحاتهم. وايضا عدد من ذي لإعاقة من الوطن العربي تحدو اعاقاتهم بالفن التشكيلي لتختمه بجمل من النصائح وربما الحكم والامثال
* تذكر….. ان تنظر الى النصف المملوء من الكوب ولا تنظر الى النصف الفارغ منه.
* ركز على نقاط القوة والضعف لدي الاشخاص من ذوي الإعاقة لربما لديه موهبه وتحتاج لمن يكتشفها ومن ثم تحتاج الارض الخصبة لتنبت فيها ، واليد الحنون لكي ترويها وتنميها.
* ضرورة الحرص على توفير المناخ الملائم وإزالة العوائق التي تمنع أي عضو في المجتمع سواء شخص عادي او من ذوي الإعاقة من المشاركة في الإنتاج.
*ذوي الإعاقة هم ذوي قدرات خاصه وليس ذوي احتياجات خاصه.
*ذوي الإعاقة اعاقتهم بإحدى حواسهم وليس بمواهبهم
* أن تدني القدرات في مجال واحد أو أكثر لا يعني بالضرورة انخفاض الأداء في بقية المجالات.
ويبقي لا شيء مستحيل مع الإرادة، اصحاب الإعاقة هم من يغيرون المحنه لمنحه، والإعاقة لإرادة، والعجز للقوة
فهنيا لدانيا ولكثير من ذوي الاعاقة بدولنا العربية هذا الجهد المتفرد الذي يعتبر مصباح وفانوس تحتاج إليه كثير من الاسر هنا وهناك .
اعلامية وناشطة اجتماعية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com