الخرطوم- التحرير:
بمناسبة اليوم العالمى للأشخاص ذوي الإعاقة الذى يصادف اليوم الثالث من ديسمبر من كل عام سلط مركز راشد دياب للفنون برعاية شركة سكر كنانة المحدودة الضوء على مشكلات الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ جاء هذا اليوم تحت شعار “تمكين الاشخاص ذوي الإعاقة وضمان الشمول والمساواة” تحدث فيه مجموعة من المختصين، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين، فيما أدارت المنتدى الإعلامية سارة مهدي.
وبداية تحدث ممثل اتحاد الإعاقة السمعية منير محمد عبدالله مشيراً إلى صعوبة تعامل المجتمع مع الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، وقال: “إن هؤلاء الأشخاص محتاجين إلى تعامل خاص جداً”، واضاف بأنهم يتحدثون بلغة الإشارة لافتاً إلى أنها لغة تواصلية يتم فيها تحريك الشفاه، وأكد أن هذه الشريحه تزخر بعدد كبير من المبدعين فى مجالات مختلفة، ودعا منير فى ختام حديثه الى ضرورة تواصل المجتمع مع شريحة الأشخاص ذوى الاعاقة السمعية من خلال الحديث بالإشارة، وأهميته.
فيما تحدث رئيس الاتحاد القومي للإعاقة الذهنية دكتور ياسر موسى عن الصفات والخصائص لدى الأشخاص الذين يعانون الإعاقة الذهنية، وأشار إلى مجموعة من الإعاقات الفكرية من بينها التوحد، وكشف أن هنالك ارتفاعاً كبيراً جداً فى نسبة الإعاقة الفكرية، وذكر أن هذه الشريحة تعاني قصوراً فى الفهم العام، وقصوراً في الإدراك، وقال: “إن الأمهات هن من أكثر الناس اهتماماً بهم”، لافتاً إلى تنصل الآباء من الاهتمام بهم، وطالب الدكتور ياسر موسى بأهمية وضرورة العناية بهذا الشريحة خاصة من الوالد.
وألقى نائب رئيس الاتحاد القومي للمعاقين حركياً ومسؤول الولايات محمد الفاتح الضوء على دور الاتحاد وأهدافه، فقال: “إن الاتحاد القومي للمعاقين حركياً يضم فى عضويته 18 ولاية، وأضاف أن الاتحاد يسعى فى أهدافه ورؤيته إلى تعزيز وعي المجتمع بهؤلاء الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية، وكذلك تعزيز المفاهيم الصحيحة، والفهم العام من خلال كيفية التعامل معهم، وأوضح ان الإعاقة الحركية هى موجودة منذ زمن بعيد، ولكن تمت الإشارة إليها فى دستور العام 1973م وذكر أن العام 1983م تم فيه تكوين الجمعية التى عززت كثيراً من القيم، وذلك من خلال تواصل الأشخاص ذوي الإعاقة.
وأكد الفاتح أن اتحاد الإعاقة الحركية يعمل وفقاً للنظام الأساسي للدستور، ووفقاً للاتفاقية الدولية التى صادق عليها السودان فى العام 2009م، مشيراً إلى أن الاتحاد كذلك يعمل من خلال استراتيجية قومية تنهض من أجل المساواة والدمج مع شرائح المجتمع الأخرى.
وقال رئيس اتحاد المكفوفين القومي صلاح عثمان الشيخ أن اتحاد المكفوفين القومي لا يختلف كثيراً عن بقية الاتحادات الأخرى، وأضاف بأن الإعاقة البصرية تعدّ واحدة من الإعاقات الأربع المتعارف عليها عالمياً، مشيراً إلى أن الإعاقة البصرية لها أشكال متعددة ومتنوعة من بينها المكفوف الكلي والمكفوف الجزئي وغيرها من أنواع الإعاقات، وناشد الأستاذ صلاح أهل الاختصاص وواضعي الإستراتيجيات في جميع الوزارات المعنية بضرورة النظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة وإتاحة فرص متساوية مع الآخرين.
وفي الأثناء عدد الأستاذ صلاح مجموعة من الرموز المعروفة التي كانت تعاني حالات الإعاقة، وأنهم وضعوا بصمات واضحة في تاريخ الإنسانية، وفي الختام طالب صلاح المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة الانتباه والإهتمام بقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام.
الدكتور راشد التجاني أن جميع مؤسسات المجتمع المدني أضحت تحتفل بهذا اليوم الذي يصادف الثالث من شهر ديسمبر من كل عام، وقال: “إن هذه الشريحة تمثل جزءاً لا يتجزأ من المجتمع”، وأضاف بأن فئة الأشخاص ذوي الإعاقة تزخر بمجموعة من الطاقات الخلاقة والمبدعة في مجالات الأدب المختلفة.
وأشار في هذا الصدد إلى مجموعة منهم أبرزهم العالم المعروف أديسون، وآخرهم الطالبة السودانية راوية حمزة التي تفوقت على زميلاتها في مجال الغناء في الدورة المدرسية الأخيرة التي أقيمت في مدينة نيالا، إلى جانب تفوقهم الباهر في امتحانات مرحلة الأساس في هذا العام، لافتاً إلى أن هذه الفئة بإمكانها أن تقدم كثيراً من الإبداعات، وذكر أن الأسر هي التي تحمل الهم الأكبر لهذه الفئة، داعياً الدكتور راشد التجاني إلى أهمية إزالة الحواجز بينهم وبين فئات المجمعات الأخرى ودمجهم في هذه المجتمعات ، وكذلك محاولة إعادة النظر إلى الحالة الخاصة التي يعاني منها الأشخاص ذوي الإعاقة خاصة في مجال التعليم والمعمار .
وفي الختام استمتع الحضور بأغانٍ أداها كل من الفنان مبارك الجابري والفنان ربيع عبد الله.
معرض قبل المعارض
افتتحت ليلى الصديق عباس زوجة المرحوم أحمد سالم بصالة مركز راشد دياب للفنون معرض “قبل المعارض” للفنان التشكيلي الراحل أحمد سالم، وسط حضور واحتفاء أسري كبير من قِبَلْ أسرته، وجمع غفير من المهتمين.
واحتوى المعرض على عدد كبير من البورتريهات لمجموعة من رموز المجتمع السوداني في مجال الطب والفكر والسياسة والاجتماع، أبرزهم رئيس حزب الشعب الديمقراطي الشيخ علي عبد الرحمن، ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي السيد علي الميرغني، وأبو ساق نائب رئيس الاتحاد الاشتراكي في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري، والدكتور التجاني الماحي، وغيرهم من رموز المجتمع المدني بالسودان، إلى جانب أن هذه البورتريهات فيها احتفاء كبير جداً بعناصر الثقافة السودانية، ويظهر أن التشكيلي أحمد سالم قد اختار شخصياته التي اشتغل عليها بعناية فائقة تدل على معرفته الكبيرة بهم.
وتحدث في هذا المعرض عدد من أفراد أسرة الراحل أحمد سالم عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية، إضافة إلى دوره البارز بوصفه واحداً من الرموز الثقافية في السودان.
يستمر المعرض حتى الخميس 6 ديسمبر بصالة العرض بمبانى المركز بالجريف غرب مربع 83.