الخرطوم – التحرير:
جدد رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي العزم على العودة إلى الوطن في 19 ديسمبر الحالي، طالباً من النظام كفالة حرية التعبير، ومن القوى الشعبية الحرص على سلمية التعبير.
وقال المهدي في رسالة الاثنين الاسبوعية التي حصلت (التحرير) على نسخة منها:،” أعود للوطن وأدرك أن ما يقابلني من ترحيب وحشد ليس لشخصي ولكن لمعانٍ أجسدها”.
وأضاف: “رجائي أن يكون هذا التعبير حضارياً بريئاً من عنف أو تخريب، معبراً بقوة عن رفض المظالم وضرورة الوحدة لبناء الوطن في فجر جديد” .
وأشار المهدي إلى أن المعاني التي تدل عليها العودة الحفية شعبياً تتمثل في أن كيانهم السياسي والدعوي الذي استهدفه النظام بالاختراق والبطش صمد صموداً بطولياً كبولاد الحديد يتمدد في الحرائق، وأن تأييد ثمار الغيبة عن الوطن في المجالات العربية والافريقية والإسلامية والدولية ومجال الوطن بناء تحالف جامع لقوى المركز والهامش، مجسدين الصلة الوثيقة بين أهل النهر والظهر، منوها بأنه تحالف سيكون له ثمار يانعة في إدارة التنوع الثقافي والجهوي في المستقبل.
وأوضح المهدي أن النظام هو الذي أفرز بسياساته الظالمة تكوينات مسلحة لم يتحالفوا معها لشن الحرب بل تحالفها معهم كان لبناء السلام، مشيراً إلى أن ذلك ما أكسبهم اعترافاً إفريقياً ودولياً، وهم الآن في كل المجالات في الدوحة وجوبا وأديس أبابا وبرلين يسارعون استجابة لمبادرات وقف العدائيات ونقل الاغاثات الإنسانية، وكل المقاييس تدل على أن الوطن يحتضر، وأن على كل وطني أن يعمل من أجل تحويل الاحتضار إلى مخاض لفجر جديد.
وتطرق رئيس حزب الأمة القومي إلى الدعوة التي وجهتها إليهم الآلية الأفريقية الرفيعة لحوار وطني في أديس أبابا، مبيناً أنه كان مستعداً لتلبيتها يوم السبت الماضي إلا أن أصدقاءه وأقرباءه من أطباء وطبيبات الحوا عليه أن يجري فحوصات أجراها يوم الأحد 12/9 في ويلز، مؤكدا استعداده للسفر لأن نتائج الفحوصات جاءت ايجابية وأنه سيسافر بأسرع فرصة ممكنة.
ولفت الامام إلى أن النظام يطرح مسألتي الدستور والانتخابات، وتابع بالقول القضايا التي سوف نحرص على بحثها تتعلق باجراءات المناخ المناسب للحوار الجامع، وكفالة الحريات العامة والحوكمة القومية التي لا تعزل أحداً، وبأسس السلام العادل الشامل، وباستحقاقات الدستور، واستحقاقات الانتخابات النزيهة.
وأوضح المهدي أن الاتفاق حول هذه القضايا هو الطريق الوحيد لتوحيد الكلمة من أجل بناء الوطن، وهو الطريق الوحيد للخلاص الاقتصادي، فضلاً عن أنه المدخل الوحيد للقبول الدولي، وإذا توافرت الجدية والواقعية، فإن أطراف الحوار الجامع هي التي تتفق على أجندته مستهدية بمعاني خريطة الطريق، وإذا أستشعر الجميع خطورة الموقف الوطني من الممكن إبرام اتفاق حول الحكم والسلام والدستور ، واستدرك قائلاً : “اما إذا أصر النظام على إملاء موقفه، فإن الشعب سوف يملي موقفه عبر ربيع سوداني ثالث مهما تعثر الطريق إليه، مبيناً أن عقلاء الوطن في كل مكان يفضلون حكمة السنة أنه علية الصلاة والسلام ما خير بين أمرين إلا أختار أيسرهما.
وقال رئيس حزب الأمة: “إن أمام القوى السودانية فرصة لاختراق تاريخي مثل ما كان عشية الإجماع على استقلال السودان من داخل البرلمان”، وزاد بالقول: “إذا تحقق ذلك فسوف يكون أفضل تحية للعيد السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وسيكون أقوى تزكية لقيام السودان بدور المصلح في مناطق إفريقية وعربية وإسلامية تعاني أزمات مصيرية وتتطلع إلى نموذج قدوة”.
وقال المهدي: “إن الذين منعوا دخولي مصر خدموني دون قصد؛ لأن كل مصري عليم بالشأن السوداني تعاطف معنا، واعتذر لنا ما دل على متانة روابط الإخاء التي غرسناها في مصر، وهي باقية كرأس مال للعلاقة بين الشعبين، وبعد الصد من مصر توجهنا لدولة الامارات ثم قصدنا بريطانيا حيث عاشرنا وجوداً سودانياً مميزاً عدداً ونوعاً، وهنا نما غرس سوف يساهم في جعل الوجود السوداني خارج الحدود مركز تنمية بشرية تساهم في بناء الوطن المأمول”.
وتابع بالقول: “لدى عزمي الرحيل من بريطانيا طوقتني كل القوى السياسية والفكرية والمدنية والصحفية والنسوية بآيات عظيمة من العرفان، وتابعت ما صدر من القوى السياسية والمدنية والفكرية وكرام المواطنين من كل الميادين في حياة السودان ترحيباً بعودتي مبيناً أنها مشاعر يشكر أصحابها شكراً جزيلاً”.
وأعرب المهدي عن أمله في أن يوفقه الله في أن يحقق لهم ومعهم الآمال الجسام التي عقدوها في عطائه.
وترحم الصادق المهدي على العمدة الزين أبو الكرام و الحبيب محمد ناصر عبد القادر هباني الذي وصفه بالوطني المخلص، كما ترحم على روح الحبيب ابوبكر عبد المنعم عبد السلام، و على والي القضارف ومن معه في حادث تحطم المروحية، وقال: “إن هذا الحادث يؤكد مرة أخرى عيوب الطائرات بالبلاد”، لافتاً إلى حظر المفوضية الاوروبية لسلامة الطيران 12 شركة سودانية؛ لأنها دون مستوى الكفاءة المطلوب، وقال: “إن قطع الغيار مرتبطة بالانفتاح التجاري على العالم”، وأضاف: “هذا ناقص بسبب وضع السودان في قائمة رعاية الارهاب وطلب الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وقف الحروب وكفالة الحريات”، مؤكداً أن للتطبيع مع العالم تجارياً شروطاً غائبة الآن .