الخرطوم- التحرير:
عَقدت اللجنة العليا لاستقبال رئيس حزب الأمة القومي الإمام الصادق المهدي مؤتمراً صحافياً اليوم السبت (15 ديسمبر 2018م) بدار الأمة، أكدت فيه اكتمال الاستعدادات كافة لاستقبال الإمام الصادق المهدي.
وتنـاول رئيس حزب الامة القومي بالإنابة اللواء فضل الله برمة ناصر السياق السياسي للعودة، مؤكداً “أن البلاد تمر بمنعطف خطير جراء سياسات النظام وعجزه عن إدارة البلاد”، مجيبا عن ثلاثة اسئلة طرحها ابتداءً، هي، ما الدور الذى قام به الإمام بالخارج؟ وما الدور الذي سيؤديه بعد العودة؟ وما ترتيبات الاستقبال الذي يليق بمقدمه تقديراً وإجلالًا لبذله وعطائه الوطني؟
وأشار برمة إلي أن الإمام الصادق المهدي قد أنجز الكثير خلال فترة غيابه، أهمها: ترجيح أجندة السلام بوصفها أولوية قصوى، وتواصله مع الجهات المهمة المهتمة بالشأن السوداني دولياً وإقليمياً، وتفعيل نـداء السودان، والتواصل مع سودان المهجر.
كما تناول برنامج الإمام الصادق المهدي بعد العودة في ظل انهيار الوضع الاقتصادي الذي وصل مرحلة الانفجار التي استحالت فيها الحياة بالنسبة إلى السواد الأعظم من المواطنين، بعد إدراكهم أن السلطة القائمة لا تحس بمعاناتهم، ويتطلعون إلي تغيير جذري ينهي هيمنة النظام على السلطة والمال.
وأشـار فضل الله إلي أن الإمام الصادق المهدي سيبدأ بتوحيد الرؤية تجاه قضايا الشعب، والتعبئة الشعبية بالطرائق الايسر، موضحاً أن الشعب السوداني قادر على تحدي الصعاب، وأن حزب الامة القومي لن يتأخر عن اداء الواجب الوطني، بل سيكون في مقدمة الركب.
أما عن تـرتيبات الاستقبال، قال برمة: “إن الحزب بالتعاون مع القوى السياسية والمدنية والإعلامية أعد برنامجاً متكاملاً لاستقبال المهدي استقبالاً شعبياً قومياً، يبدأ باستقبال نوعي في مطار الخرطوم، مروراً بموكب حاشد عند بوابة عبد القيوم حتى قبـة الإمام المهدي مقر الاحتفال الرسمي والخطابي”.
وأضاف فضل الله بأن برنامج العودة سيتواصل يوم الخميس، حيث يلتقـي صباحاً بدار الأمة ممثلي القوى السياسية، وظهراً الشخصيات القومية وممثلي المجتمع المدني، وعصراً الاعلاميين، كما سيعقد الحبيب الإمام لقاءً مهماً مع قيادات حزب الأمة القومي صباح الجمعة بدار الأمة، ولقاء قيادات الأنصار في عصر نفس اليوم بدار هيئة شؤون الأنصار بودنوباوي، ويختتم برنامج العودة بلقاء الدبلوماسيين مساء السبت بمنزله بالملازمين.
وتمسك برمة بموقف حزبه من الدستور والانتخابات، منتقداً تصريحات د. فيصل حسن إبراهيم مساعد رئيس الجمهورية التي أدلى بها عقب عودته من اديس ابابا، إذ أشار برمة إلى أن حزبه لن يدخل في أي حوار منفرد حول الدستور، ويتمسك بعقد مؤتمر قومي دستوري يشارك فيه كل مكونات الشعب السوداني، وأن الحزب لن يدخل في اي حوار ثنائي، وأن قضايا السلام والحوكمة هي أساس الدستور المقبل، وتحتاج إلى حوار دستوري قومي لا يعزل أحداً؛ ليصبح أساساً لعقد اجتماعي جديد.
وجّدد فضل الله موقف حزبه الرافض للمشاركة في انتخابات 2020م، وشّدد على اشتراطات ومطلوبات الانتخابات الحرة والنزيهة، وأكد في الوقت ذاته استعداد الحزب لتقدم صفوف المقاومة في سبيل خلاص الوطن.
وأكدت الأمين العام للحزب سارة نقد الله قومية عودة الحبيب الإمام، واستقباله استقبالاً يليق بما يمثله من معانٍ ومبادئ تعبر عن الشعب السوداني، مشيرة إلى أن حل مشكلات البلاد يستدعى وحدة قوى التغيير، والتنسيق المشترك بين مكونات الشعب؛ لإنجاز الخلاص الوطني، مشددة على أن الإمام الصادق المهدي سيعود في التاسع عشر من هذا الشهر وهو يحمل هموم المواطن وقضايا الوطن، إذ تمثل العودة بداية مرحلة جديدة للنضال السلمي؛ لتحقيق تطلعات شعبنا المشروعة.
وأشادت سارة بتماسك نداء السودان ووحدة صفه، وتفويت الفرصة، وإفشال محاولات النيل منه بمزيد من التلاحم، وطالبت نقد الله بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في مقدمتهم الأحباب محمد دفع الله، وإبراهيم الطيب، ومحمد نور الطاهر.
وفي ردها علي تصريحات مساعد رئيس الجمهورية حول مشاركة المهدي في حوار الدستور، قالت سارة: “هذا حلم الجيعان”، وأنهم في حزب الأمة القومي لن يجربوا المجرب، وأردفت قائلة: “عليه أن يحل خلافات حزبه الحاكم، وأن يتصالح مع أحزاب حوار الوثبة، فلسنا مَن يبحث عن مشاركة في سلطته المغتصبة، فموقف حزبنا واضح وثابت، إما انتخابات حرة نزيهة، أو حكومة انتقالية قومية تضم كل القوى السياسية”.
وأكدت سارة أن حزبها ملتزم ضمن نداء السودان بخارطة الطريق التي تؤكد تهيئة المناخ والحريات، فليس لدينا أي حوار ثنائي، وهمنا وحدة الصف؛ لتحقيق خلاص وبناء الوطن.
وأكد نائب رئيس حزب الأمة القومي محمد عبد الله الدومة في كلمته “أن عودة الحبيب الإمام مهمة للغاية، وتكتسب أهميتها من توقيتها لتوحيد إرادة السودانيين لنجدة الوطن”، وقال: “نعمل في الحزب علي كافة سيناريوهات العودة، فليس هناك اي ضمانات، ومستعدون لتحمل مسؤوليتنا أمام أي منها”، وأشـار الدومة إلى أن نـداء السودان مفتوح لكل المجموعات السودانية كتحالف ينشد السلام والتحول الديمقراطي.
وقد وزعت لجنة الإعلام المنبثقة من اللجنة العليا لاستقبال الحبيب الصادق المهدي بياناً تضمن الموقف الوطني ازاء عودة الصادق المهدي، والسياق السياسي، والتحديات الماثلة، والرسائل التي تنشدها العـودة.