الخرطوم- التحرير:
في أمسية شتوية دافئة تخللها الطرب الاصيل الذي قدمه كل من المطربين جمال النحاس وعصام الجبلابى، أحيا مركز راشد دياب للفنون برعاية شركة سكر كنانة المحدودة فى إطار أنشطته الثقافية والفنية ذكرى الفنان أحمد حسن جمعة الذي شكل ثنائية مع الفنان ميرغنى المأمون، فتحدث فى هذا الصدد الباحث بشرى النور فيما أدارت الأمسية الإعلامية أماني عبد السلام، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين.
قال بشرى النور: “إن علاقته بالفنان الراحل أحمد حسن جمعة علاقة جوار في حي العرب بمدينة أمدرمان.
وأضاف أن أحمد كان صديقاً عزيزاً لوالده النور، لافتاً إلى أنه تعلق به كثيراً خاصة بعد وفاة الوالد النور، وأكد بانه وجده نعم الأب، هذا الى جانب أن الراحل أحمد حسن جمعة كان رجلاً موسوعة يعرف كثيراً جداً عن مدينة أمدرمان، وعن تاريخها، وتاريخ الحركة الثقافية والفنية.
ويرى أن أحمد كان يتمتع بعبقرية فذة وفكر ثاقب في السرد والحكي، وذهب بشرى إلى أن أهل أمدرمان كانو يحملون وقاراً نادراً لبعضهم بعضاً، خاصة أهل الأوساط الفنية من الفنانين والشعراء.
وأوضح أنه من المفارقات الكبيرة أن أحمد حسن جمعة والشاعر عبد الرحمن الريح ولدا فى يوم واحد، مشيرا إلى جمال المناخ والبيئة التى عاش فيها الراحل أحمد حسن جمعة.
وكشف أن بداياته الفنية كانت مع الطنابرة، مشيراً إلى ثنائية مع عباس عبد المجيد شقيق الفنان إبراهيم عوض، وذهب بشرى إلى أن البدايات الفعلية مع ميرغنى المأمون كانت بالمديح النبوي في حي العرب، مديح أحمد ود سعد ثم تحولوا الى مديح ابو صلاح، وذكر أن شهرة الثنائى أحمد حسن جمعة وميرغنى المأمون جاءت بعد دعوة عبد الرحمن المهدى وتحفيزهم على نشر المديح في بقاع السودان المختلفة، وقال عندما عادوا إلى أمدرمان أعطاهم الشاعر عبد الرحمن الريح أول أغنية وهي أغنية (ما رايت فى الكون).
وأشار بشرى النور إلى أن الثنائي ميرغني وأحمد حسن جمعة يتمتعان بأفق واسع وثقافة عالية جداً، ولهما كذلك اهتمام كبير بالغناء الوتري، وعدًد بشرى مجموعة من الشواهد الفنية التى تدل على ثقافة هذين المطربين، وأعرب أن أحمد حسن جمعة كان لوحدة يحمل مخزوناً كبيراً من الثقافة الشعرية، واضاف إلى أنه رجل درامي وممثل بارع جداً، ويمتلك قدرة كبيرة على انتزاع الابتسامة.
وختم الباحث بشرى النور حديثة بإرسال تحياته إلى أسرة الفنان الراحل أحمد حسن جمعة، وخص بهذة التحيه ابنيه محمد وصلاح.
وقال المطرب جمال النحاس: “إن الثنائي ميرغني المأمون وأحمد حسن جمعة قدما الكثير من الغناء الجميل والأصيل”، لافتاً إلى أنهما صاحبا مدرسة غنائية متميزة، مؤكداً أنهما وضعا بصمة واضحة جداً فى خارطة الأغنية السودانية.
وتزامن مع المنتدى افتتاح الدكتور محمد عبد الرحمن بوب المحاضر بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا معرض (السودان) للفنانيين التشكيليين محمد احمد المهدى، ومحمد يوسف محجوب، وعبدالله عمر، وذلك وسط جمهور كبير من التشكيليين ورواد مركز راشد دياب للفنون وبرعاية بنك الخرطوم.
احتوى المعرض على عدد كبير من اللوحات التشكيلية ذات الأبعاد والاحجام المختلفة التي تصب جهودها في عوالم تجريدية ساحرة وخلابة يظهر فيها اللون الأحمر مكوناً وعنصراً بارزاً فى جميع اللوحات، وهذا مع انتشار واندياح يتصف بالعمق لجميع الألوان الأخرى.
يبدو أن الفنانين التشكيليىن محمد أحمد المهدي، ومحمد يوسف محجوب، وعبدالله عمر فى هذه اللوحات يتسابقون عن البحث عن موضوعات وأفكار جديدة عن الثقافة السودانية، وذلك من خلال التركيز في الرؤية البصرية؛ لأن هنالك أكثر من لوحة معروضة تجد فيها فكرة تجسدها حركة الجسم البشرى فى أشكال واضحة تعطي أكثر من معنى.
يستمر المعرض حتى يوم 22 ديسمبر الجاري.