رحل اليوم( ١٨-١٢-٢٠١٨ ) حبيبنا الاحب فيصل الامام الصديق رحمه الله عليه وعلى سلفه الصالح، وقد نعاه الاقربون والبعيدون كما هو داب الناس ، ووصفوه بافضل الخصال واستعاد أحبابه في انحاء العالم الذكريات والمواقف والافضال والفضائل التي كان عنوانا لها
ولكني لا اجد في الكلمات التي قيلت ما يوفيه حقه فقلت اخوض ان كان غادر الشعراء من متردم وسأشير لبعض ما لمست وما عرفت عنه . فقد عرفت هذا السيد الرقيق والجميل والإنسان في السنة الثانيه في الجامعه قبل خمس وثلاثون عاما حينها كانت انتخابات اتحاد الطلاب على الأبواب وتوخى بعض الاحباب انني واخرين نعرف القليل من الانجليزي بحيث نذهب مع طلاب البعوث من الفلبين وتايلاند او فطاني لمقابلة السيد الصادق بحسبان ان ذلك يعرفهم على توجهات حزب الامة او كما قدر الحبيب الهادي مُرجي ومن معه والشاهد ذهبنا في مدخل بيت الامام وجدنا الحبيب السيد فيصل رحمه الله فقدم نفسه لزملائنا الفلبينين والفطانيين فجلس الجميع، وشرع بإنجليزية جاذبة وعاليه يحدثنا عن الانصار والإمام المهدي ودعوته الإحيائية.
ومنذ تلك الجلسة وهدؤه والطمأنينة التي يجسدها لم تفرق انطباعي عنه ولن يمحي الزمن تلك اللحظات، والأرجح لدى كل من كان معنا . ولا عجب ظل ذلك الانطباع راسخاً مع الزمن وتعتق عندما قابلته في لندن اكثر من مرة، آخرها عام٢٠٠٨م عندها احسست ان السنين احدثت ما احدثت في ملامحي وملامحه، ولكن لم تحدث تغييراً في انطباعي عن رجل كان نسمه في تفرده وفي تميزه وفي اسلوبه وموقفه وفي رحيله المر.
رجل لم تغره الاضواء، ولم تجذبه السياسة، وان لم تتركه في حاله. كان سمحاً اذا تكلم، وسمحاً اذا سعى، وسمحا اذا قضى او اقتضى.
حين تهاتفه للسلام او التحية تتهيبه لانك تحس باللوم وبالتقصير، ولكنه يبدد اي احساس سلبي بما يمنحك من الفه وجرعات السرور والتقدير والاحتفاء بهذا الاتصال.
أمضى الحبيب فيصل حياته القصيرة بين ام درمان ولندن زاهدا كما اسلافه، مترفعا كما لو كان يعيش في طيبه الطيبة مع المهاجرين والانصار . وليس ثمة مفارقة فقد احب المهاجرين والانصار مثلما احب نبيهم وسيرته كما اوردها ابن هشام والحلبي والمباركفوري ورحيله المختوم
وبرحيله اليوم نفتقد ركنا ركينا وخاصة بما جسده من قيم وفضائل لا تتكرر والعزاء لاسرته وللحبيب الامام الصادق المهدي ولكل اسرة الامام الأكبر محمد احمد المهدي وخلفاءه .
قال ابن الرومي :
بكاؤكما يشفي وان كان لا يجدي
فجودا فقد أودى نظيركما عندي
رحم الله الحبيب (المحبوب ود الحشا) رحمة واسعة واسكنه فسيح الجنات، والعزاء مكرر مثنى وثلاث لاسرته وال الامام المهدى واصهارهم وأحبابه في مشارق الارض ومغاربها.
(انا لله وانا اليه راجعون)